اهلا- بروفسور مصطفى كبها المطر الأول : أساس الحياة وجذوة الأمل ، ورائحة الأرض المبتلة المنبتة للعشب الأخضر
أطل علينا هذا اليوم ، في بلادنا ، المطر الأول لهذا العام . ونأمل أن يكون عاما ماطرا ومثمرا تنمو فيه الآمال والأماني وتزدهر ثمرا ناضجاً . ومن المرجح أن يكون هذا المطر ما يسميه الفلاحون " الوسم " والوسم العلامة الفارقة المميِّزة للأشياء المتشابهة كي يسهل التفريق بينها " كالماشية والجمال وتواتر الأيام التي يأت الوسم يفرق بين صيفها وشتائها وبين حرها وبرودتها .
وفيما يلي بعض مفردات المطر ومنتخبات من الأشعار التي قيلت فيه :
من مفردات المطر : البَدرِي: هو المطر ما كان قبل الشتاء ، أي بكر به أول مرة .
البُكُور والبَاكُور و المُبكر: جميعاً من المطر ما جاء في أَول الوَسْمِيُّ والبَاكور من كل شيء المعجل المجيء والإدراك.
الدِّيمة (دوم): المطر الذي يدوم مع سكون لا رعد فيه ولا برق اقلها ثلث النهار وثلث الليل، والديمة المطر يدوم يوماً أو يومين أوثلاثة ، من دامت السماء تدوم ديماً ودوماً وأصل الديم السكون. واصل الديم من الدوم، فقلبت العين (الواو) ياء لكسرة قبلها فقالوا: دوم يدوم على القياس ويديم على القلب حتى كثر وشاع .
الجَوْدُ: المطر الغزير الكثير العام في كل زمان وهو فوق مطر الدِّيمة وهو الذي يروي كل شيء والجَوْد مصدر جاد المطر جَوْداً أي وَبَلَ فهو جَائِدٌ. والجمع جُود .
الدّجْنُ: المطر الكثير ومنه السحابة الداجنة الماطرة المطبقة نحو الديمة واصل الدّجن ُهو إلباس الغيم الأرض وظِلُّ الغيمُ في اليوم المطير. ومنها قول طرفة بن العبد :
وتقصير يوم الدجن والدجن معجب ببهكنة تحت الخباء المعمد
الدالِق: هو المطر السريع الشديد .
الرَّذَاذُ: المطر الضعيف أو الساكن وهو فوق القطقط وهو اصغر المطر فيكون الرذاذ فوقه.
الشُّؤْبُوبُ: وهو حدة المطر وحدة كل شيء شؤبوبه وهو غير دائم ولا واسع وعن ابي زيد: الشُّؤبوبُ المطر يصيب المكان ويخطئ الآخر وهو مثل النَّجْوُ. قال امرؤ القيس:
رَاحَ تَمْربه الصَّبا ثم انتَحَى فيه شُؤبُوبُ جَنوبِ مِتفجِرْ .
الغَيثُ: هو اسم للمطر كله ثم سمي ما ينبت به غيثاً فأصبح يدل على المطر والكلأ، قال النابغة الذبياني: وأَنتَ الغيثُ ينفَعُ ما يليهِ وأَنتَ السَّمُّ خالطهُ اليرونُ .
ومن أجمل ما قيل في المطر الأول :
قول الشاعر العراقي بدر شاكر السياب ، حيث قال في أنشودة المطر :
"مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ العراق بالمطر ..."