X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.338
جنيه استرليني
4.1874
ين ياباني 100
2.4936
اليورو
3.5839
دولار استرالي
2.3944
دولار كندي
2.6556
كرون دينيماركي
0.4818
كرون نرويجي
0.3524
راوند افريقي
0.2185
كرون سويدي
0.3414
فرنك سويسري
3.4176
دينار اردني
4.7075
ليرة لبناني 10
0.0221
جنيه مصري
0.1787
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

طلّقتها عشراً! بقلم د. منعم حداد

admin - 2022-06-22 23:17:43
facebook_link

اهلا

طلّقتها عشراً!
ليعذرني القاريء الكريم إن كتبت هذه المرة عن نفسي، وعن نفسي فقط، لا وليس من باب الأنانية وحب الذات والأنا والغرور قطّ، وليمهلني قليلاً حتى آخر هذا المقال، ومن ثم سيرى ويدرك لماذا أرجوه أن يعذرني ويمهلني حتى آخر المقال!
كان التعليم أيام زمان يختلف كلياً عما هو عليه اليوم، ومن ابرز י ףילi يه الترسيب، إذ أن التلميذ الضعيف كان يرسب ويعيد صفه عماً واثنين حتى يحسّن مستواه ويرقى به إلى المستوى المطلب، حتى كنت ترى في الصف الواحد مواليد عامين أو ثلاثة أحيانً، جنباً إلى جنب.
وكانت النخبة والصفوة ايام زمان هي فقط التي تصل المرحلة الثانوية، ولا يكاد احدهم ينهي دراسته الثانية، مع "بجروت" أو بدونه، حتى ينال وظيفة معلم محترمة...
وكان للمعلمين ايام زمان مكانة اجتماعية وهيبة وكرامة لا تضاهي، فقد كان راتبه (زمن الانتداب) يضعه في أعلى الهرم الاقتصادي، مما يكسبه مكانة خاصة.
وكان الذين يحالفهم الحظ وينجحون في دراستهم الثانية يتوجهون للعمل في التعليم لقلة المعلمين آنذاك، أما القلة القليلة التي منحها الله الإمكانيات اللازمة فكانت تواصل طريقها إلى الدراسة الجامعية إن كان في الطب أو المحاماة او سواهما.
ثم جاء ابتداء من ستينيات القرن الماضي زمن الأكدمة، أكدمة معلمي المיدس، حيث التحق عدد كبير جداً منهم بالجامعات المختلفة ليكملوا دراستهم ويحصلوا على الإجازة الجامعية، إن كان في التربية أو المواضيع التدريسية الأخرى من لغات وسواها.
فقد شاءت الظروف المؤاتية والإرادة القوية والعزيمة النابهة أن ألتحق بالجامعة وأواصل دراستي الجامعية في وقت كنت قد أصبحت فيه معلماً مؤهلاً، وقد سلخت – كغيري – السنوات الطوال وسهرت الليالي المضنية وبكرت قبل النجوم وبذلت أقصى مجهود لكي أتمكن من إنجاز ما أخذته على عاتقي وخلال سنوات ليست بالقليلة لكي أنال الشهادة الأولى والثانية، ومن ثم الشهادة الثالثة، أي إجازة الدكتوراه والتي حصلت عليها – كما على سابقاتها من شهادات – عن جدارة واستحقاق وبتقدير الامتياز، وذلك بعد دراسة مضنية وإنهاء مسارات مختلفة وكتابة الأبحاث المتعددة والنجاح في امتحانات شفهية وكتابية، ومناقشة لرسالتي الماجستير والدكتوراه قبل أكثر من أربعة عقود من قبل كوكبة من أساتذة الجامعة العبرية المرموقين والمعروفين قطرياً وعالمياً في مجال تخصصهم، وواصلت المسيرة الأكاديمية بعدد نيل الشهادات كافة، فبذلت أقصى جهدي للبحث والتنقيب والكتابة والنشر، وبلغت مقالاتي وعلى مدى أكثر من نصف قرن من السنين الآلاف المؤلفة، المنشورة في مختلف المجلات والمجموعات العلمية المتخصصة وفي الصحف والمجلات الأخرى والمواقع الإلكترونية أيضاً، وحتى في الموسوعات، هنا وفي الخارج!
ولم تكن في تلك الأيام بعثات تعليمية تغادر إلى ما وراء البحر، على حساب "أهل الخير وأرباب المصالح"، وبناء على هذا وذاك وكيت وكيت، ولم تكن يومذاك قد أنشئت الكليات التي لا تمنح الألقاب والشهادات إلا بالكيلوغرام أو بوزنها من الشواقل والدولارات، أو بحسب الانتماء والمحسوبيات والوساطات ووو... فالألقاب والدرجات الجامعية لم يكن ليحصل عليها أحد إلا بشقّ النفس وعن جدارة واستحقاق!
وتطورت الدنيا وحدث ما حدث، واكتسحت العالم أجواء جديدة وفلسفات جديدة وقيم ومعايير وأخلاق جديدة، وأصبحت لا تغفو وتنام إلا على كلية جديدة افتتحت، ولا تستيقظ إلا عن فرع لجامعة غريبة أسّس، وأصبحت الشهادات توزع "تزكية" عن الأموال التي يدفعها طالبوها، بغضّ النظر عن أهليتهم وكفاءتهم وملائمتهم واستحقاقهم نيلها، فالمحسوبية والقربى والانتماء هي وحدها التي تقرر الكفاءة والمؤهلات في بعض هذه "المؤسسات الأكاديمية"!
وأصبحت ترى وتسمع عن شهادات جامعية حصل عليها حاملوها من "جامعات وكليات ومؤسسات" تقع وراء الأفق في بلاد واق الواق أو بلاد الجنّ والعنقاء، وهم يقيمون في فراشهم الوثير، دون أن يكلفوا أنفسهم حتى عناء السفر ووعثائه، فهي تصلهم على أطباق ذهبية أو مذهبة، واطلب ما تشاء من هذه "الشهادات"، وادفع... تحصل على كل شهادة تريد وتتمنى، والعرض كثيراً ما يفوق الطلب!
والطامة الكبرى أن حاملي مثل هذه الشهادات يفاخرون بها، ويضاهون بها الشهادات الأخرى التي حصل عليها أصحابها بالكدّ والجدّ وعرق الجبين، ومن سخرية القدر أن اختلط الحابل بالنابل، ولم يعد يستطيع أن يميّز بين هذا الصنف من الشهادات وبين الشهادات العريقة الأصيلة إلا نفر قليل، ليس هم في موقع السلطة ولا من ذوي الصلاحية...
وتسبب هذا الحال المزري بالطبع إلى آفات اجتماعية وتعليمية وتوظيفية لا عد ولا حصر لها، وتسبب في تدنّي المستويات كافة، تعليمياً وأخلاقياً واجتماعياً وأدبياً وثقافياً وشحن أصحاب تلك "الشهادات" بشحنات هائلة من الغرور الأجوف والكبرياء الرعناء!
وإزاء كل هذا الوضع المقيت والمثير للاشمئزاز، أعلنها صريحة مدوية: لقد طلقت شهاداتي الجامعية كلها، وبعد أن درجت على مدى الأعوام أن أستبق اسمي بحرف الدال مشيراً إلى أنني أحمل شهادة الدكتوراه بامتياز وبحقّ وعن جدارة واستحقاق، فهأنذا أتنازل وبملء خاطري ومحض إرادتي وبأعلى صوتي وأنا بكامل قواي العقلية عن حرف الدال وعن التسمي بالدكتور، لأنني صرت أخجل بهذا اللقب عندما أسمع عن حملة تلك الشهادات الرخيصة المبتذلة...
وها أنا أؤكّدها ألف ألف مرّة... طالق لقب الدكتوراه، طالق عشراً لا ثلاثاً، وليعذرني كل من كان يناديني بالدكتور من الآن وصاعداً، فإنني أعتذر عن قبول نداء كهذا ولن أرد عليه!
ووداعاً أيتها الدال وأيتها الدكتوراه وأيها الدكتور...
ومن يحترمني فليسمني باسمي أو يناديني بكنيتي ليس إلا...


طلقتها عشراً...!
يحكى أنه عاش في إحدى مدن بلادنا رجل وزوجته، وكانت الزوجة حيزبوناً شمطاء، اتّخذت من الوسائل كل ما يمكن اتخاذه لكي تسيطر على زوجها وتنفذّ رغباتها ومشيئتها احتالت على زوجها، لكن زوجها لم يكن ليذعن لها ويأتمر بأمرها...رغم حبّه الشديد لها وامتثاله لأوامرها من حين لآخر...
وضاق ذرعاً بها ذات يوم، لأنها بدأت تضايقه بطلبها منه القيام بالأعمال المنزلية التي اعتاد أن يرى والدته – وليس والده – يقوم بها، كما اتّفق المجتمع قاطبة على أنها من اختصاص الزوجة لا من اختصاص الرجل، منها الغسيل والكيّ والتنظيف والعجن والخبز وإعداد الطعام، وبعد أخذ وردّ وتفكير عميق قال في نفسه إنّه لا بدّ من أن يرفع أمرها إلى القضاء، لأن المجتمع ليس سائباً، بل تحكمه الشرائع والقوانين والأعراف، ويقف على رأس الهرم السلطوي والٍ عرف عنه العدل والانصاف والاستقامة وسداد الرأي والحكمة والذكاء، وهكذا قرر الرجل أن يتوجه إلى الواالي ويطرح شكواه أمامه!
قصد الرجل دار الولاية، واستأذن للدخول على الوالي، ومقابلته شخصياً وعلى حدة وانفراد، حاول الحراس أن يمنعوه من الدخول حتى يبوح لهم بمكنونات صدره ويطلعهم على سبب مجيئه إلى الوالي وإصراره على مقابلته شخصياً وعلى انفراد، لكنه أفلح في إقناعهم بان الأمر شخصي وخاص ولا يجوز لغيره هو والوالي الاطّلاع على هذا "السرّ الخطير"...
اقتنع الحراس بطلب الرجل وسمحوا له بالدخول بعد أخذ الاحتياطات اللازمة، ورافقوه إلى داخل دار الولاية، من باب إلى باب ومن حجرة لأخرى، حتى وقف على باب المقصورة الخاصة بالوالي، حيث قرعوا الباب وأبلغوا الوالي بضيفه، ثم تركوه وانصرفوا...
فتح الرجل الباب ودخل، ففاجأه المنظر الذي رأى ولم يصدق ما تراه عيناه، إذ رأى الوالي جاثياً على ركبتيه وزوجته واقفة فوق رأسه، تأمر وتنهى وترغي وتزبد، وتنتهر وتوبّخ، والوالي صامت كالأبكم، لا يحير جواباً ولا ينبس بكلمة...
استشاط الرجل غضباً عندما رأى الوالي على هذه الحال، فازدراه وسخر منه من جهة، ورثى لحاله وأشفق عليه من جهة، واستدار للتوّ عازماً أن يغادر الغرفة...
لمحه الوالي عند ذلك، فنهض ووقف على قدميه، ودعاه لكي يعود، واستحلفه وأصرّ عليه بالعودة، فعاد الرجل، وسأله الوالي عن سبب زيارته له فقال له ومحاولته العودة من حيث أتي قبل أن يكلمه، فقال الرجل:
• جئت أيها الوالي لكي أرفع الامر إليك وأشكو لك من استبدادا زوجتي وتسلطها وسيطرتها، فوجدتك أسوأ حالاً...وأفظع مصاباً!
• وما شكواك أيها الرجل؟
• زوجتي واستبدادها وظلمها...فقد بلغت مبلغاً عظيماً...وتريد أن تحملني على القيام بالأعمال البيتية المختلفة والتي لا تليق برجل مثلي!
• ولماذا لا تليق برجل مثلك؟
• لأنها من نصيب المرأة ومن واجباتها...
• لكن يا هذا المرأة تغسل لك ثيابك وتعدّ لك طعامك وتربي لك أولادك وتشاركك العمل في الحقل والبيدر ووو...أفلا تستحق منك مساعدة ودعماً وراحة ودلالاً وغنجاً؟
• لكن زوجنك...
• أجل، أجل أنا سمحت لها بذلك لعلها تشفي غليلها وتنسي مضايقاتي لها وبعدي عنها وغيابي عنها وانشغالي بأمور أخرى طيلة النهار، ومن واجبنا أن ندلل المرأة ونطلب رضاها ونخطب ودّها ووو...
• كن كما شئت يا هذا وافعل ما شئت...أما انا فلا ولن أرضى بذلك...
• شأنك في ذلك، لكن رفقاً وبرّاً بزوجتك ودعها تفرج عن همومها حتى ولو في صفعك صفعة هنا وأخرى هناك!
• تصفعني؟ لا عاشت المرأة التي تصفعني... وما دام هذا رأيك أيها الوالي فأنت ومنذ اليوم لست والياً عليّ...ولا أعترف بولايتك...وهي طالق ومنذ اللحظة، طالق عشراً لا ثلاثاً...!



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو