X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.211
جنيه استرليني
4.1816
ين ياباني 100
2.5552
اليورو
3.5006
دولار استرالي
2.3907
دولار كندي
2.5486
كرون دينيماركي
0.4707
كرون نرويجي
0.3669
راوند افريقي
0.2199
كرون سويدي
0.3395
فرنك سويسري
3.4376
دينار اردني
4.5285
ليرة لبناني 10
0.0212
جنيه مصري
0.1740
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

صُور من البقيعة بالأسود والأبيض : عفيفة مخول خميسة- معليا

admin - 2022-05-13 15:38:21
facebook_link

اهلا

صُور من البقيعة بالأسود والأبيض
(في حلقات)
عفيفة مخول خميسة- معليا
7 – جار النبعة كان سهران

هنا انحنت للزوار عروس الدار وغامزت حباتها الحُمر حياء النسمات، ولألأت خرزاتها الخُضر صدور العصريات. هُنا على قرص هذا الدرج يلوّح لي الاَن طيف عنابة تتجلى قوامًا أليف القسمات. هنا حلا لي الانفراد بتحميض الصور التي التقطها خيالي، وهي لُمامات تمكنه من قصّ حكاياته الصغيرة للعروس المعنقة هذه. ويستعير مقصاته مما كان على الأرض هنا يجري. لكن الأمور الصغيرة تكبر وتبقى المقصات صغيرة انتفع بها الاَن كتذكارات.
"وين العُنابة" ؟، سألت صاحبة البيت السيدة كوكب سمعان قسيس (طعمة). – هرَّشَت، وصار الي صار. طلعت من عيّونّا، كانت شقفه من البيت. هذا اَخر مرطبان مشيول منها. هذا إلِك! البيت يرحب بأهله، وأصحابه يؤهلون بهم ضيوفًا! صار البيت عمارة تفتح أبوابها من كل الجهات.
كان الهدف المعلن من الدعوة لهذه الزيارة الثلاثية هو تعريف صغرانا (من البنات) على منابت طفولتنا وبصمات خطواتنا الأولى نحو شمس الحياة.
يبدو أن الأشياء هنا قد تغيّرت مع الإضافات الأفقية والعمودية، لكن البوصلة في مكانها لم تتزحزح، وجيوب الصخور على حالها لم تبرها الرياح او تسدها تراكمات الايام... حتى هذا الممر/ السدّ بين الصخور الشمالية والبيت على قياسه باقٍ، لا يتحداه بصعود البرج/السطح الإضافي سوى هذا السلّم الحديدي الموميائي. على صعوده لا أجرؤ كما فعلت شقيقتاي . على درج المدخل سأنتظر وأستعيد أحداث حربي الضروس مع جيش من النمل قد غزاني وكادت فرقة من عساكره تستعمر رأسي... وتنتصر لي حلا الأصغر منّي، (أو هكذا ظنت) فتسحق كل داخلة وخارجة دون هواده. ولا تحسم المعركة إلّا بوصول جارتنا الغربية (الباب بالباب) أم سلمان عامر... تفرك شعري بالكاز والزيت، تمشطه بمشط القمل، بينما أمي على البيدر في الجهة الشرقية لم تسمع بالغارة!
ويحملني طيف العروس في لحظة ويحطني في بيت ستي. ويعيدني إلى جارها الساكن في الطرف الاَخر من الممر/الطريق. هناك عند كعب حرش الخروب أمام بيته شجرة عناب ولا كل العرايس، وق لاحظ المرحوم فندي زين الدين أن ثمرات شجرته البهيّات يخطفن نظري عالطالع والنازل. أوقفني ذات مرة وقال: بتعرفي ليه حبّات شجرتنا أنصح وأحمر ؟ لإنها أقوى من عنيبتكو بتسحب الميات منها عالسكت .. يعني إلكو فيها حصة! وقفي أنقبلك كبشة عذوقك. نقبلي كبشه ملاك جيبة المريول: "سلمي عبوكي وقوليلو هيّاه جارك الشالوش ناوي يرجعلنا الميات عدفعات. يعني كل ما فُتي إلك كبشه"!
صرت ألبس مريول وأنزل عالصف الأول معلقة برقبتي حمّالة من الخام الكتان السميك المبطّن مطرّز عليها اسمي بقطبة التحشاي! وفيها مسودة خارطة اَتي الأيام، كتاب راس روس دار دور، ثلاثة دفاتر: عربي، حساب ورسم ، محاي وست الوان خشب مبريّه بسكينة الدخان. الاَن أفهم وأصدّق أن تقول لي أمي "بطلت أخاف عليكي، بينما كنت أصدّق بحذر قبل عام. لكنني أنزل وأشتري كيلو سكر من عند أبو تركي. بطلت تخاف عليّ قبل مغادرتي عامي الخامس! معها حق، فالأمان هنا سلطان ساحر موجود في كلِّ مكان، لا وجه له يرى ولا صوت يُسمع.
كانت ستي، في حينه، قد وفت بوعدها لي أمس "إذا بتوَصلي الميّ مسقعه إِلِك بكره شِلِن، إسا أبوك بروّح من الشغل مبَلِّح" ! وصلت الميّ مسقعه مقبوله ووصل الجار بعدي مباشرة. قُلت بسلّم عليك وجه بوجه وبشرب معك فنجان قهوة بالهويات الطرايا.
جلس يراقبني وأنا أفرغ جيبي بعناية ثم أنطلق لنزول الدرج مسرعة، خاطبني: "تعالي يا شاطره تتعبيش حالك، هيا الضايع معي ... من أوّل ما بديتِ تشدي بالطلوه وهو بالأمانه . تعالي خوذيه وفوتي قولي لإمك تقطبلك الجيبة كِنّها مفروطة ..."!

كل ما كنت أعرفه عنه حتى الاَن هو أنه الجار الذي ساند ستي الأرملة بحماية التبان من حريق محتمل في ليل كانوني أصمّ. وكنت قد وعدت أمي ألا أفتح راس ستي بالسؤلات (لأنها مش مبسوطه) فرأيت أن أفتحه بأشياء حلوة تحبها: احكيلي قصة حلوه صارت عالعين أو وراها، بعدني بعرفش شو في هناك.
- شو بدي أحكيلك ؟ كل القصص ورا العين وعلى العين زي بعضها. (كان بكير عليّ تأسمع عن غمازات التوتة وحمائم الميّ). طيب روحي طُلي عستك حنّة وبس ترجعي بحكيلك قصة صارت هون تحت الداخون. هاي صارت وعمرك شي عشر أيام.
طليت عستي تلك غارة... وتحكي هذه قصة النبعة التي انفجرت في الموقد "فوّرت وتشّت" النار تحت دست (قدر) الهريسة وهي وجبة عيد الميلاد التقليدية. تصنع من القمح المسلوق مع لحم الدجاج من العتاقي، البصل، السمن، البهارات و(لا تنسى الملح) قط. تغلي لساعات حتى تصبح هريسًا.
وتحكي بالتفصيل الممتع كيف تدبرت الأمر ببناء موقد بديل قرب التبان. وتستفيض بالدعاء لجارها فندي، لولا مجارنا كان بعده سهران وحسّ عالطقشه ... دقّ عنسيبنا أيوب إيليا (حداد) ودبروا لوح زينكو وبرميل وعملولي ذروه... وظّل سهران ايد حاملة القنديل وايد عتنكة الميّ تحت المزراب...


- وظليتِ سهرانه كل الوقت بالهوا والسقعه، لكان ؟ صاروا خوالك وأهلك موعودين نطلّع الأكل ونتغدا عندكو كيف بدها تنزل إمك حامليتك بالزحاليق؟! – ليه مفيقتيش خوالي؟ – كانوا بياتين واحد بالبصة والثاني ببيت جنّ، كانت الطرق مسكره، موصلوش لثاني يوم العصر. شايفه ؟ شايفه شو المي قوية ؟ حتى الخفيفه ما حدا بغدر عليها، ديري بالك منها منيح !
شريط استعرضه خلال دقائق يعوضني عن مشاهدة القرية من أعلي البرج وقد غدت بحرًا قد ارتفعت أمواجه حتى غطّت التليلات الجنوبية وكأنه تسونامي من الإسمنت قد اجتاح المتاح من هذه البقعة.
وتنزلان هذا السلم النحيل، المدمجة في هذا المذود مبهورة شفَت عن الكلام وقد عادها الزمان بمولود جديد، والاخرى بكماء تقطّب الكلام بالايماء.

 



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو