اهلا أپولونيا / أرسوف
بقايا مدينة قديمة تعود إلى الفينيقيين في القرن السادس قبل الميلاد، وفترات تاريخيّة لاحقة، بناها الفينيقيون وأطلقوا عليها اسم (أرشوف) تيمّنًا باسم ( ريشف) إله النّار والحرب والعاصفة، ثم جاء الحكم الإغريقي في القرن الرّابع ق. م. ليتحوّل اسمها إلى (أپولونيا) لاعتقادهم أن ريشف هو أپولو، وقد عرفت المدينة في الحكم الروماني الذي بدأ في القرن الأوّل ق.م. تطوّرًا وازدهارًا، فسكنها خليط من الشّعوب، وفي الفترة البيزنطيّة التي بدأت في القرن الرّابع للميلاد زادت ازدهارًا وتغيّر اسمها إلى (سوزوما) أي المخلّص وهو يسوع المسيح. وقد بنى فيها البيزنطيّون ميناءً وكنيسة عظيمين.
أعاد لها العرب المسلمون الذين حكموها سنة منذ القرن الميلادي السّابع اسم (أرسوف) المحرّف من اسمها الأصلي، أحاطوها بسور عظيم لمنع احتمال عودة البيزنطيين واحتلالها من جديد.
فشل الفرنجة من دخولها في بادئ الأمر بعد أن حاصروها في العام 1099م. بعد أن دخلوا القدس، لكنّ الملك بلدوين حاصرها وهاجمها بمساعدة الأسطول الجنوي وتمكّن من احتلالها في العام 1101، وجعلها عاصمة إقليم.
بعد معركة حطّين سنة 1187وانتصار صلاح الدّين، وقعت هنا معركة قاسية سنة 1191بين جيشه وجيش الفرنجة بقيادة ريكاردوس (ريتشارد) قلب الأسد، وكانت الغَلَبة لهذا الأخير، لتظل القلعة الحصينة بيد الفرنجة حتى العام 1265 عندما حاصرها بيبرس المملوكي أربعين يومًا مليئة بالصّدامات حتى استسلم المحاصَرون الذين طلبوا السّماح لهم بالانسحاب بسلام، وبعد أن وعدهم القائد المملوكي، لم ينفّذ وعده، إذ ألزمهم حرق قلعتهم ثمّ أسَرهم. وما زالت آثار الحريق ظاهرة في بعض زوايا القلعة.
أقام بيبرس قرية بجانبها حول المقام الذي أمر ببنائه وهي قرية الحَرَم أو سيدنا علي التي بقي مقامها.
يستطيع الزائر اليوم أن يرى القلعة والمرافق الهامّة فيها والأسوار والخندق والميناء وآبار الماء .
للوصول إلى هناك، من شارع 2 نتجه في هرتسليا غربًا وفق لافتة تحمل اسم أپولونيا.