اهلا حسقيل قوجمان ( ١٩٣١م ـ ٢٠١٨م )
هو سياسي ومفكر ماركسي عراقي ولد في بغداد/ العراق عام ١٩٣١م لعائلة متعددة الأبناء، كان والده صباغًا ولكنه اضطر خلال الحرب العالمية الأولى إلى السفر إلى العمارة هربًا من الجيش التركي وترك والدته مع أطفالها لتواصل عمله وتربي هؤلاء الأطفال وبعد عودته إلى بغداد لم يوفق في عمله ثم أصيب بشلل نصفي منعه عن العمل مما أدى إلى أن يعيش في ظروف صعبة ماليًا
أنهى حسقيل الدراسة الثانويّة وحصل على وظيفة مدرس في مدارس الطائفة اليهوديّة الإبتدائيّة والتحق بكلية الصيدلة حيث قضى فيها ثلاث سنوات
تعلم عزف العود بصورة ذاتيًة وبعد خروجه من السجن كتبت كتابين عن الموسيقى العراقيّة والمقامات العراقيّة أحدهما باللغة العربيّة كان أطروحة الماجستير، والثاني باللغة الانجليزيّة كان من المفروض أن يكون أطروحة الدكتوراه
تعرف حسقيل قوجمان على الحركة الشيوعيّة في بداية الأربعينيّات من القرن العشرين وفي سنة ١٩٤٥م انتمى إلى عصبة مكافحة الصهيونيّة ثم إلى حزب التحرر الوطني غير المجاز وبعد اعتقال الرفيق فهد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي اعتبر كل عضو من أعضاء حزب التحرر عضوًا في الحزب الشيوعي وبذلك أصبح عضوًا في الحزب الشيوعي بصورة تلقائية
بعد خمسة أيام من إعدام الرفيق فهد جرى اعتقاله وزوجته وعدد من أعضاء عائلته وعائلة زوجته وحتى والدته التي تجاوزت السبعين من عمرها
قضى في السجن حتى ثورة تموز حيث أطلق سراحه مع سائر السجناء السياسيين ثم تم اعتقاله ثانيةً بدون محاكمة عام ١٩٥٩م وبقى في السجن حتى أواخر أيام سنة ١٩٦١م، وفور إطلاق سراحه هرب إلى إيران حيث سلمته الشرطة إلى منظمة صهيونيّة كانت تسفر اليهود إلى إسرائيل على حسابها
اشتغل حسقيل قوجمان في إسرائيل مترجمًا للغة العربية وفي الوقت ذاته التحق بالجامعة حيث حصل على الماجستير بالأدب العربي الحديث
وفور حصوله على الشهادة سافر إلى بريطانيا بحجة الدراسة لأنه لم يكن يريد أن يرسل أولاده إلى الجيش الإسرائيلي بارادته لم يكن له أي نشاط سياسي في إسرائيل إذ لم ينتمي إلى أي حزب سياسي حين أدرك أن الحزب الشيوعي الإسرائيلي أصبح حزبًا تحريفيًّا منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوڤيتي، وحين سافر إلى بريطانيا بدأ يكتب بعض المقالات السياسيّة ومنها ما نشر في مجلات قليلة التداول ومنها ما لم ير النور إطلاقًا
وصدر له بعض الكتب والكراريس السياسيّة ولكن حياته ظلت مرتبطة بالماركسيّة التي حاول جهده أن يتقنها خلال حياته السجنيّة وواصل دراسته في بريطانيا ولهذا كانت كل كتاباته تستند إلى علم الماركسية.