
















اهلا مادّة للإفادة
.................
في الطبيعة مغاور مختلفة باختلاف الوسط الذي تكوّنت فيه، أي نوع الصّخر والبيئة المحيطة، أي عوامل التّعرية. كل فئة من هذه المغاور تكوّنت بطريقة مختلفة، وسأكتب هنا ما يخصّ هذه المغارة الظّاهرة في الصّورة والتي تكوّنت في الصّخر الطّباشيري وهو جيري رخو.
وكي تتكوّن تحتاج لعاملين، هما الصخر الطباشيري ومناخ يتألّف من فصلين، أحدهما ماطر والآخر جاف، وهذا ما هو موجود عندنا. في الفصل الماطر، تتسرّب المياه في مسامات الصّخر فتذيب بعض الأملاح في طريقها إلى عمق الصّخر، وحين يأتي الفصل الحار الجاف الذي تتبخّر فيه المياه، تتبخّر مياه في القشرة العليا من الصخر، تاركةً وراءها ما ذاب فيها من أملاح، تتبعها المياه التي تحتها فتتبخّر عن السّطح تاركة وراءها أملاحها، وهكذا تفقد طبقات الصخر الدّاخلية أملاحها فتصير هشّة، في حين تصير الطبقة الخارجية قاسية لكثرة أملاحها، وهذه الطّبقة هي الصّخر النّاري.
استغلّ الإنسان هذه الظاهرة فحفر حفرة ضيّقة في الطبقة العليا وحين وصل الطبقة الليّنة وسّه الحفرة وقصرها وجعلها خزّانًا لمياه المطر، وهذا ما دعوناه (بير جمع). أمّا المغارة وهي أيضًا استغلّها الإنسان مسكنًا له أو لماشيته أو مخزنًا لمؤونته، وقد تكوّنت نتيجة تفتّت الطبقة الدّاخليّة الهشّة وصمود الطّبقة الخارجيّة القاسية.
(الصّورة لمغارة في جبال الناصرة)