اهلا- القدس القدس – بركة ماميلا ومقبرة مامن الله – تقع بركة ماميلا في وسط مقبرة مامن الله الى الغرب من البلدة القديمة (100*60 ) وبعمق 5.5 متر وبسعة 36000 متر مكعب و تعتبر واحدة من أكبر برك المياه في المدينة. ذكرت البركة من قبل عالم اللاهوت الأمريكي ادوارد روبنسون انها ذات البركة العليا المذكورة في سفر النبي اشعيا 36:2.... اعتقد قديما انها تعود الى الفترة الرومانية وانها جزء من منظومة المياه القادمة من برك سليمان جنوب بيت لحم والتي كانت تصل مدينة القدس عبر قناتين واحدة علوية وواحدة سفلية ولكن بعض الحفريات الاثرية التي قامت بها سلطة الاثار في العام 1999 اثبتت عدم صحة هذا الاعتقاد حيث اتضح انها بركة لتجميع مياه الامطار تعود الى الحقبة البيزنطية حيث تم اكتشاف قناة تربط هذه البركة بحمام بخاري تم اكتشافه اسفل باب الخليل يعود الى نفس الحقبة.
ذكر اسم "ماميلا" من قبل الراهب برنارد الذي زار المدينة في العام 870 للميلاد حيث ذكر وجود كنيسة باسم القديسة ماميلا الى الغرب من المدينة حيث تحتوي هذه الكنيسة على رفات الكثير من المسيحيين الذي قتلوا من قبل الساسنيين الفرس خلال الحملات التي قاموا بها في العام 614 ميلادي وقتلهم الاف المسيحيين... ذكر الراهب انتيكوس ستراتيجوس من دير مار سابا انه قام بإحصاء 4500 جثة لمسيحيين تم قتلهم من قبل الفرس حيث تم القائهم في بركة ماميلا.... قامت دائرة الاثار الإسرائيلية في العام 1989 باكتشاف بقايا كنيسة صغيرة (على الأرجح كنيسة القديسة ماميلا) حيث وجدت فتحة مؤدية الى مغارة تحتوي على كمية كبيرة من العظام البشرية تعود الى بداية القرن السابع الميلادي (التي ذكرت من قبل راهب دير مار سابا)
كانت مقبرة "ماميلا" الاسلامية والتي تم إعادة تسميتها "بمامن الله" واحدة من أكبر المقابر الإسلامية في المدينة حيث تم انشائها حول بركة ماميلا التاريخية حيث تم اكتشاف بعض القبور التي يعود تاريخها الى القرن الثالث عشر فترة الحكم المملوكي. احتوت مقبرة مامن الله قبورا لقادة وعلماء مسلمين على مدى قرون حيث ذكرت من قبل العالم والرحال عبد الغني النابلسي في نهاية القرن السابع عشر والذي ذكرها باسم مأمن الله.
قام المجلس الإسلامي الأعلى بوقف عمليات الدفن في مقبرة مامن الله في العام 1927 حيث قام المجلس ببناء فندق البلاس في الجهة الجنوبية من المقبرة في العام 1929. بعد حرب العام 1948, قامت سلطة حارس أملاك الغائبين بالاستيلاء على المقبرة والتي كانت بسعة 130 دونما حيث قامت الحكومة الإسرائيلية بإقامة حديقة الاستقلال على جزء كبير من المقبرة و تم مؤخرا بناء متحف التسامح في الجهة الشمالية من المقبرة. يبلغ حجم المقبرة حاليا عشرون دونما وفيها عدد من القبور المتناثرة حول بركة ماميلا.