
اهلا
عندما ابصرت "رفيقة نايف حمادة "النور في قرية الكويكات قضاء عكا في العام ١٩٢٣ ، لم تكن تعلم انها ستتحول في قادم الايام الى قصة من اجمل القصص التراثية والوطنية ،وعلى طريق ذلك الينبوع الذي كانت تذهب اليه لتملأ جٍرار الماء مع قريناتها وجدت طريقها الى قلب احمد عبد العزيز الحسن والذي كان ينشد الأشعار في المناسبات كالأعراس وغيرها وعرف باسم احمد عزيز وتكللت قصة العشق هذه بزواج لكنه لم يستمر طويلا، وتزوجت رفيقة من ابن خالتها ،وتزوج احمد من احدى بنات القرية ،ويبدو ان جراح قلبه لم تندمل ولم يكن بوسعه كتابة القصائد باسمها لئلا تصير قصتها على كل لسان فما كان منه إلا أن أسماها باسمٍ رمزي "جفرا" (ويعني انثى الغزال او الماعز ) كدلالة لجمالها، فشاعت قصائد جفرا، وصارت تردد على كل لسان، لتصير جفرا رمزاً ثراثيا فلسطينياً بامتياز، ومع اندلاع الانتفاضات والهبات الفلسطينية في تلك الايام ،أخذ بعض الشعراء يكتبون القصائد والأغاني الجفراوية ،ذات الطابع الوطني وتجذرت جفرا اكثر واكثر في التراث الفلسطيني، دون ان يعرف من كانوا يكتبون هذه الأشعار بقصة جفرا .
وممن كتبوا احدى تلك القصائد الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة والذي كتب قصيدته المشهورة في العام ١٩٧٦ " جفرا الوطن المسبي " والتي جسد من خلالها قصة فتاة فلسطينية تعود جذورها الى مدينة نابلس كانت تدرس في الجامعة الامريكية في بيروت ،واستش. هدت اثناء احدى الغارات الاسرائيلية في ذلك العام ، كل ذلك ولم يكن يعرف الشاعر مناصرة قصة جفرا الحقيقية ولا أحمد عزيز، الا ان كانت الصدفة في العام ١٩٨٢ فبعيد إلقاءه لقصيدة جفرا في احد الأمسيات الشعرية في مخيم عين الحلوة،تقدم منه احد الحضور وطلب منه ان يرافقه للتعرف على راعي الجفرا الحقيقي ؟ فظن الشاعر ان هذا الرجل لديه شيئا مهما ،وكان اللقاء لتكتمل قصة جفرا التراثية (رفيقة حمادة) وجفرا النابلسية(الشهي. دة)، ولتصير جفرا رمزاً تراثيا ووطنيا بدأ من ساحل عكا ،ولم ينتهي بعد ،فيه اختزال الحكاية وملخص الفقد في الروح، والوطن ،جفرا هي الحبيبة الغائبة التي لا تعود.ولكن الوطن حتما سيعود .