اهلا في مقاومة الإسرائيليّين سنة 1948
في العام 1948، تجنّد البعلبكيون للدفاع عن فلسطين بقيادة النقيب محمد عقيل زغيب، وهو ضابطُ ارتباط في القيادة العامّة للجيوش العربيّة. وعندما لمس التخاذلَ العربيّ، تخلّى عن المراكز والحياة المكتبيّة، وشكّل سريّةَ المتطوّعة البعلبكيّة اللبنانيّة من العسكريين المتقاعدين: صالح حمزة، وأسعد مصطفى حمزة، وعلي محمود شبشول، وعلي حسين حمزة، وأحمد قاسم حليحل، وصبحي شقير، ومحمد مراد، وعلي مصطفى عبد الساتر، وحسن شكر، وحسن رعد، وحسين محمد حمزة، وجواد علي رضا الجمّال، ونايف الموصلّي، ومحمد قاسم رعد، وعلي حسين العوطة. وانضمّ إليهم من المدنيين عددٌ لابأس به. ومنهم: عقاب شلحة، وديب الملط، وحسن محمد شلحة، ومحمد حسين صلح (أبو ماجد ) وآخرون لم تردْنا أسماؤهم.
أظهرت السريّةُ وقائدُها ضروبًا نادرةً من البطولة والتضحية، وخاضوا معاركَ مشرفةً تكبّد فيها العدوُّ الإسرائيليّ خسائرَ فادحةً، وانتصروا عليه في موقعة "الهراوي،" وتمركزوا في مواقعه الدفاعيّة الأماميّة. وعندما شنّ العدوُّ الإسرائيليّ هجومًا ضاريًا على المالكيّة، استبسلت السريّةُ، وثبتتْ في مواجهة الغزاة ــــ على عكس الجيوش العربيّة التي كانت تتقهقر في معارك أقلَّ شراسةً ــــ وأُصيب القائد برصاصةٍ اخترقت صدره، لكنّه بقي في المعركة حتّى سقط مغمًى عليه، فنُقل إلى المستشفى، وما لبث أن فارق الحياة. وكان معه في الخندق أحدُ المعمّرين، علي عيسى فرج أبو معروف، والنائب معروف سعد، اللذان تعرّضا لإصاباتٍ طفيفة.
صمد البعلبكيّون صمودًا تاريخيًّا. وساندهم ونسّق معهم، يومها، المقدّم خطّار حيدر، الذي كان مسؤولًا عن فرقة الناقورة؛ وكذلك "نسرُ الجوّ السوريّ،" فريد حيدر (وهو سوريّ الجنسية وبعلبكيّ الولادة)، الذي نفّذ أكثر من غارة جويّة على الإسرائيليين، مساندًا القوّةَ التي كانت تقاتل على الأرض. ولدى تدخّل الطيران الحربيّ البريطانيّ، أُرغم البعلبكيّون على الانسحاب باتّجاه الأراضي اللبنانيّة.
أثناء تشييع الشهيد النقيب محمد زغيب، اعتلى المنبرَ رفيقُه في الخندق، النائب معروف سعد، الذي أشاد ببطولته واستبساله. وقال إنّه كان بجانبه رجلٌ ثمانينيٌّ هو أبو معروف علي فرج ــــ قتلَ اثنيْ عشر إسرائيليًّا، وكان في ودّه أن يزيدَهم واحدًا، لكنّه استُشهد قبل ذلك، فكان هو الثالث عشر.
حسن كسر- بعلبك. مجلة الاداب