
اهلا- الياس خوري
زماااااان، عندما كنت شاباً صغيراً لما أبلغ الثامنة عشرة من عمري، كان يعيش في "فسوطه" أحد الأشخاص الذين تقول عنهم الحكايات بأنهم يحملون "قطعة صغيرة جداً" من "صليب المسيح الحقيقي".
في أحد الأيام تذكّرت هذه الحكايات وأنا أجتمع بالشخص المذكور وسألته إن كانت "الدعاية صحيحة" فأجاب بنعم! وأضاف بأنه يؤمن بأن هذه "القطعة الصغيرة" صانت حياته وحمته أكثر من مرّة من موت محقق في حياته الصاخبة الخطرة.
يومها قلت له: ولكن أين تحتفظ بها؟ فأجاب: لقد زرعتها في مكان ما في جسدي ولن أقول لأحد أين هي موجودة بالضبط.
قلت باندهاش: ولكن، كيف علمت بأن هذه القطعة هي فعلاً من صليب السيّد المسيح؟ فأجابني باقتناع :كنت أضعها في الماء فيخرج من الماء فقاعات تشبه النجوم!
لقد توفّي هذا الرجل قبل سنين كثيرة، وضاعت حقيقة سرّه معه، ولكني تذكرته وأنا أراجع قبل قليل إحدى صفحات مجلّة عريقة قديمة، تتحدّث عن قصّة العثور على "الصليب المقدس"، ثم خطر لي أن أشارك ثلّة الأصدقاء هنا هذه الحكاية "العجيبة".
في الصورة المرفقة إذاً، قصّة العثور على "صليب السيّد المسيح" في القرن الرابع الميلادي على يد "القدّيسة هيلانة" والدة "قسطنطين الكبير" الذي حوّل الامبراطورية الرومانية الى امبراطورية مسيحية.
بعض المصادر تعزو أصل هذه القصّة الى "أويسيبوس القيصري ٢٦٥ - ٣٣٩"، وهي في هذه الحالة منقولة عن رجل عاصر عهد "هيلانة وقسطنطين". ولكن "المعجزات" ليست جزءاً من التاريخ ولن تكون. لذلك، أتمنّى عليك يا صديقي أن تقرأ بعقلك - وليس بقلبك ٠كي تصلك المعلومة وأنت تتذكّر دائماً بأن هناك اعتراضات تاريخية هامة تشكّك في سلامة هذه المعلومات التي أوردتها "مجلة المشرق" في أحد أعداد سنة ١٩٠٠.