X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.527
جنيه استرليني
4.3780
ين ياباني 100
3.3008
اليورو
3.8554
دولار استرالي
2.2592
دولار كندي
2.5007
كرون دينيماركي
0.5167
كرون نرويجي
0.3390
راوند افريقي
0.1890
كرون سويدي
0.3559
فرنك سويسري
3.6550
دينار اردني
4.9742
ليرة لبناني 10
0.0233
جنيه مصري
0.2239
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء

لماذا يُصلب المسيح مرتين

admin - 2021-03-30 23:52:33
facebook_link

اهلا-ابونا نكتاريوس فرح

لماذا يُصلب المسيح مرتين
يعترض مُعظم المسيحييّن في بلادنا على اقامة عيدَي الشعانين والفصح مرتين. ويأخذ الاعتراض طابعًا وجوديًّا ومأسويًّا عندما يُسأل: أيعُقل أن يُصلَب المسيح مرتين، ويُجنّز مرتين، ويقوم مرتين؟ يعتبر النّاس أنّ افتراق هذين العيدين ليس سوى تعبير صارخ عن انقسام الكنائس وتباعدها.
ولكن، هل ان تم حل مشكلة العيدين فإننا نضمن حل ملكوت الله بين البشر ومعه السلام والمحبة والبركة؟
أمّا واقع الحال فهو أنّه في كل مرّة تُناقش هذه المسألة يُحبَط السامع، أو يخرج متأهّبًا متقاتلاً مع صاحب الرأي الآخر.
فما هي أصل المشكلة؟
هل من مشكلة حقّاً؟ وهل يصلب المسيحيّون المسيح مرتين؟ لنرجع بالزمن
حدد مجمع نيقية عام 325م ثلاثة شروط لتعيين موعد عيد الفصح وهم:
1- ان يقع العيد يوم الاحد الذي يشير على القيامة المجيدة وليس يوم جمعة الصلب
2- ان يقع العيد بعد الفصح اليهودي لان الرب يسوع المسيح قد تعشى الفصح مع تلاميذه قبل الصلب، والمعروف ان الفصح اليهودي يُحدد عند اكتمال القمر ليصبح بدرًا بعد الاعتدال الربيعي
3- لذلك يجب ان يقع العيد في الاحد الذي يلي البدر بعد الاعتدال الربيعي 21.03
من يدرس خلفيّات وجود توقيتين للعيد يرى أن كلا الفريقين على حقّ بحسب التقويم الذي يتمسّك به.
فالشرقيّون ما زالوا يعتمدون التقويم اليولياني السنوي الذي وضعه يوليوس قيصر في العام 45 ق. م. حيث صارت السنة حوالي 365 يومًا وتتوافق بشكل كبير مع الفصول الأربعة للطبيعة.
اما الغربيون ففي العام 1582 أجرى البابا غريغوريوس الثالث عشر تعديلاً على التقويم اليولياني عُرِف باسمه فيما بعد. وهدف بذلك إلى تقليص عدد الأيام الكبيس المتراكمة محاولاً في الوقت عينه الحفاظ على موعد ثابت لعيد الفصح كما حدده مجمع نيقية، فنتج ان في زماننا الحالي فرق التقويم الشرقي عن الغربي هو 13 يوم، وبذلك اختلف موعد الاعتدال الربيعي الذي بموجبه يُحدد عيد الفصح فاصبح الاعتدال الربيعي عند الغربيين هو الحادي والعشرين من آذار بحسب التقويم المدني المتبع في العالم، وعند الشرقيين فهو الثالث من نيسان بحسب التقويم اليوليالي القديم.
فإذا نظرنا على مر السنين نجد ان الفرق بين عيدي الفصح من ممكن ان يصل الى 5 أسابيع او ان يتزامن العيدين بذات اليوم وكل ذلك كما اسلفنا مرتبط بالاعتدال الربيعي، وايضًا نرى ان في بعض السنوات يأتي العيد عند الغربيين قبل الفصح اليهودي وهذا ينافي شروط مجمع نيقة، اما عند الشرقيين فهو دائمًا بعد الفصح اليهودي حتى لو كان بعيدًا عنه بعدة أسابيع.
كل هذه الحسابات هي تحديدات بشرية وتنظيمية وضعها الإباء القديسين في غابر الزمان ويجب ان نحترمها، ولكن يبقى السؤال هل نحن نعي القواعد الأساسيّة التي تُبنى عليها الحياة الروحيّة والأعياد المقدسة.
أولاً: الروحانيّة المسيحيّة الأساسيّة لا تحكمها رزنامة. بالرغم من أن الكنيسة تحفظ مناسبات مُحدّدة خلال العام تتذكّر فيها بعض المحطات الإنجيليّة، فإن الوحي المقدّس واضح في تعليمه إذ يقول: "فَلاَ يَحْكُمْ عَلَيْكُمْ أَحَدٌ فِي أَكْل أَوْ شُرْبٍ، أَوْ مِنْ جِهَةِ عِيدٍ أَوْ هِلاَل أَوْ سَبْتٍ" (كو 2: 16). بهذا أوصى بولس المؤمنين ليُبقوا أنفسهم أحرارًا من الشكليّات الطقسيّة اليهوديّة يومها. فهذه تأسر الروح وتمنعها عن التحليق في فضاء السماويّات الرحب.
ثانيًا: الحالة الداخلية للمؤمن هي الأهم. شدّد الرسول بولس عن عيد الفصح على أن نسعى نحن المؤمنين إلى عيش القداسة الفعليّة لنكون مؤهلين للاحتفال بالعيد المقدّس. "إِذًا لِنُعَيِّدْ، لَيْسَ بِخَمِيرَةٍ عَتِيقَةٍ، وَلاَ بِخَمِيرَةِ الشَّرِّ وَالْخُبْثِ، بَلْ بِفَطِيرِ الإِخْلاَصِ وَالْحَقِّ" (1كو 5: 8). وبحسب هذه القاعدة لا تتفوّق الرزنامة، أيًّا كانت، على حالة النقاوة الداخليّة لدى المحتفلين بذكرى صلب المسيح من أجل خطاياهم وقيامته لتبريرهم. فعندما يتقدّس المؤمن يختبر قوّة العيد وفرحته في آن. ومن دون هذه الحالة السامية لا يوجد عيد في أيّ تقويم كان.
ثالثًا: العيد هو عيد تذكاري. هل نحن حقًّا "نقتل" أو "نصلب" المسيح مرتين كل سنة؟ حاشا!! رغم ان هناك من يظنّ ذلك. ينسى المسيحي ان الأسبوع العظيم المقدس ويوم الصلب وأحد القيامة ما هم الا فعلٌ رمزي يُعيد الذاكرة إلى ما حصل فعلاً مع يسوع المسيح، فالإعادة السنوية لزمن الفصح كقول الرب "اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْري" (لو 22: 19) أتت لتنشط الحياة الروحية التي من الممكن ان تفتر وتزداد بروده خلال السنة، خاصة اننا نعيش في زمن العولمة وصخب الحياة. فالمسيح اذًا قد تمّم الفداء وقام من بين الأموات وهو حيّ الآن يجلس على العرش الإلهي عن يمين الآب، وأنّه لا إمكان لصلبه ثانيةً بأيّ شكلٍ من الأشكال، فالذبيحة الكفّارية قد حصلت مرة واحدة من اجل خلاص الانسان على الصليب.
رابعًا: الحياة المسيحيّة هي حياة يوميّة. صحيحٌ أن الأعياد تؤدّي دورًا كبيرًا في تنشيط الحياة الروحيّة الفرديّة والكنسيّة إلاّ أننا مدعوّون لنعيش المسيح يوميًّا. وهنا أسأل المنزعجين من وجود يومين للفصح المجيد، هل أنهيتم الصراع مع الخطايا الشخصيّة وهل أتممتم وصايا المسيح النقيّة الطاهرة من نحو الاهتمام بالأرامل والأيتام ومسالمة الآخرين حتّى لم يبقَ أمامكم سوى توحيد العيدين؟ أيها الأحباء لقد كانت المسيحيّة الأولى "ديانة كلّ يوم" لا ديانة موسم أو اسبوع واحد في السنة. "وَكَانُوا لاَ يَزَالُونَ كُلَّ يَوْمٍ فِي الْهَيْكَلِ وَفِي الْبُيُوتِ مُعَلِّمِينَ وَمُبَشِّرِينَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" (أع 5: 24). والاقبال الشديد على حضور المراسيم الكنسيّة في الأعياد جميل، لكنّه سرعان ما "يتبخّر" إذ تعود أعداد كبيرة من المشاركين لتعيش حياتها على هواها بعيدةً عن أحضان الكنيسة.
واستغربُ ايضًا من الذين يناقشون التقويم ويتجادلون بتحديد عيد الفصح وهم في ذاتهم بعيدين كل البعد عن الحياة الروحية الكنيسية، همهم في العيد الاكل والشرب والسكر والسهر، فيصبح العيد عندهم مجرد يومُ راحة وتنزه وعطالة عن العمل، حتى عبارة المسيح قام لا يرددونها بتاتًا.
وهنا أعود للسؤال: وهل يُعقَل أن يُصلب المسيح مرتين؟ لا يجوز أن نصلبه مرتين ولا ثلاثة ولا أكثر. ولكن نحن في كلّ خطيّة نرتكبها ندقّ مسمارًا إضافيًّا في جسده، وخطايانا هي سبب صلبه في الأساس. من يتأمّل في مسيرة الآم المسيح وما فعله من أجل البشريّة لحمَلَ صليبه وتبع المسيح في طريقه المقدسة. واختتم حديثي أيها الأحباء بما كتب بطرس الرسول رابطًا بين الآم المسيح وقداسة الحياة وقال: "فَإِذْ قَدْ تَأَلَّمَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا بِالْجَسَدِ، تَسَلَّحُوا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهَذِهِ النِّيَّةِ. فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، لِكَيْ لاَ يَعِيشَ أَيْضًا الزَّمَانَ الْبَاقِيَ فِي الْجَسَدِ لِشَهَوَاتِ النَّاسِ، بَلْ لإِرَادَةِ اللهِ" (1بط 4: 1-2)
صومًا مقدسًا وقيامة مجيدة، ولإلهنا كل مجد واكرام وسجود آمين
مع محبتي
الاب نكتاريوس فرح


مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو