اهلا-امير مخول

لضمان المرجو، فمن المفضل التروّي في تشكيل القائمة المشتركة
أمير مخول
• النقاش الصاخب بصدد القائمة المشتركة وكيفية اصطفاف الاحزاب المعنية سابق لأوانه ولا مبرر للتسارع قبل عام من اجراء الانتخابات هذا في حال لم يتم تعطيلها من قبل الائتلاف الفاشي الحاكم. فيما التنسيق بين القوى السياسية ضرورة لا تحتمل التأجيل في مواجهة التحديات الخطيرة وجودياً.
• بداية أؤكد على أمرين؛ الاول هو ان موقفي مع قائمة مشتركة تشكل كتلة وتوفر بدورها شبكة أمان وحماية اضافية للجماهير العربية في ظل اي ائتلاف حكومي قادم؛ الامر الثاني هو توجيه التحية للجهود الكثيرة من مبادرات وأصوات للسعي الى توحيد التمثيل البرلماني للعرب في قائمة واحدة وحصريا أذكر لجنة الوفاق ومبادرة اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية و الهيئة الشعبية لإقامة المشتركة - نبض الشارع .
• بعد عامين ونيّف من 7 تشرين أول 2023 وحرب الابادة وتداعياتها واسقاطاتها والمتغيرات الجوهرية غير المسبوقة في الحالتين الفلسطينية والاسرائيلية، والتحولات الرهيبة في تراجع وضعية الجماهير العربية الفلسطينية في الداخل، وبعد ان بتنا جمهور في خطر وجودي وسياسي على السواء، فمن الاجدر ان يتم النقاش حول قراءة ما حدث والتوافق على عناوين ومنها على سبيل المثال لا الحصر، انه في حالة الخطر الوجودي الحقيقي لنا في الداخل كما لكل شعبنا، والذي ينبع من ذهنية حاكمة وقوانين وانظمة طواريء واجراءات ومنظومات تنفيذية، فإن حماية البقاء والتصدي هي مسؤولية الجميع وأشدد على كلمة "الجميع" ولا فضل لأحد على أحد الا بالنضال الفعلي على أرض الواقع.
• كي تكون الحقيقة ماثلة امام الجميع فإنه لا مجال لقائمة مشتركة او قائمة طواريء مشروطة بإلزام أطرافها مسبقا، وسواء اعترفنا ام لا فإن مصير المشتركة سوف يتحوّر في ترتيب التمثيل وفي قياس توازنات القوى، وهو أمر شرعي وأبعد من معادلات حسابية غير متفق عليها. فمن ناحية لا يوجد اليوم حزب قائد متوافق على دوره الريادي، كما لا يصح اعتماد نتائج الانتخابات السابقة معيارا حاسما، فأنماط التصويت تتغير مع الواقع الفلسطيني المنكوب والمهدد.
• من الطبيعي أن يطفو الصراع على رئاسة المشتركة، في حال قامت، وأن يحتل حيزا كبيرا من التجاذبات، شخصيا أرى من المنصف ان تعود رئاستها الى الاحزاب التي تنأى بأنفسها على الدخول في اي ائتلاف حكومي لتحسم الامر فيما بينها وهي غالبية مركبات المشتركة.
• حصر المشتركة بالاحزاب الاربعة القائمة هو أيضا اعتبار اشكالي، اذ توجد قطاعات وقوى وبداية تشكل حركات واحزاب جدير ان تجد تعبيرا عنها في المشتركة وحصريا لكونها تتماشى مع فكرة المشتركة التأسيسية.
• جدير التأكيد بأن المشتركة ليست ممثلة الجماهير العربية وبما فيه امام المحافل الدولية، فهناك هيئة كيانية متوافق عليها وهي لجنة المتابعة وكل صوت خلاف ذلك يبرر تحييدها أكثر مما هي مهمّشة، بينما المشتركة ليست هيئة كيانية وهذا لا يقلل من أهميتها ولا من دورها بما فيه امام المحافل الدولية.
• من الاهمية أن ننظر الى المشتركة من باب اقامة شبكة أمان الى جانب شبكات أمان اخرى لحماية الوجود والبقاء. ما هي مآلات الاتفاق من الان على قائمة مشتركة في حال شطب احد مركباتها او اكثر؟ كيف ستقوم الاحزاب المعنية بدورها في خلق شبكة أمان محليا واسرائيليا ودوليا تحول دون الشطب المتوقع وببنية قانونية ومنظوماتية مؤاتية وهي الأخطر؟. المحكمة العليا لم تعد ملاذا كما حصل في الماضي.
• بتقديري أن الامور قد تتجه حاليا نحو أفق مسدود، ولذلك في معظم الحالات يبدو صوت الحديث عن المشتركة عاليا، بينما الايدي تخطط لقائمتين. وهذا متوقع وليس غير شرعي. لكن بالامكان اعتماد سبيل اخر خارج "معادلة إما مشتركة أو قائمتين وأكثر" وخارج معايير قياس قوة كل حزب. لا يزال متسع من الوقت لبلورة الامور، فيما خلق الشعور وكأن الامور اما تحسم فورا او تفوت الفرصة ليس دقيقا.
• اقتراحي هو التوافق على اقامة لجنة تنسيق بين الاحزاب القائمة في المشتركة وبين القوى المعنية وذات الصدقية المثبتة جماهيريا، تقوم هيئة التنسيق ببلورة السياسات المشتركة لغاية اعلان موعد الانتخابات، مع الاخذ بالحسبان احتمالية قيام نتنياهو وحكومته بتأجيلها بذريعة "الوضع الامني والقضايا المصيرية". كما الحاجة ملحة لبلورة سياسات حماية أمام سياسة التطهير العرقي السياسي التي أعلنها نتنياهو في خطاب "الاخوان المسلمين"، وحيث المستهدف فيها مجمل العمل السياسي والتنظيم العربي في البلاد.
• الاتفاق على لجنة تنسيق للخطوات السياسية الممكن الاتفاق عليها وكيفية مواجهة التحديات والمخاطر الحقيقية والفورية وعلى حماية العمل السياسي العربي، وكيفية التصدي المشترك للسياسات الرسمية المتعلقة بحرب الابادة والتطهير العرقي واسقاطاتها على الضفة والداخل، والتعامل مع منظومة الجريمة من هذا الباب باعتبارها سياسة حكومية تفكيكية، والعمل على الجانب المعنوي مع الناس وليس نيابة عنها. من شأنه لجنة تنسيق كهذه ان توفر أرضية تفاهمات سواء باتجاه قائمة واحدة ام غير ذلك. مع التأكيد على قناعتي بالقائمة المشتركة لتشكل الكتلة الأكبر الممكنة والتي لا يمكن تجاوزها في التعاطي مع جماهير شعبنا.