
















اهلا أهمية استثنائية للمجلس القطري للجبهة غدًا
الجمعة, 24 تشرين أول/أكتوبر, 2025
يكتسب انعقاد المجلس القطري للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، غدًا السبت، وفي هذا التوقيت تحديدًا، أهمية سياسية وتنظيمية استثنائية، إذ يأتي في مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حيث تفرض التطورات الأخيرة على الساحة الإسرائيلية والفلسطينية تحديات مصيرية تتطلب وضوحًا في الرؤية ووحدة في الموقف. فالحرب الأخيرة، التي اتخذت طابعًا إباديًا بحق الشعب الفلسطيني في غزة، كشفت عمق خطورة المشروع الإسرائيلي الهادف إلى الترانسفير والتهجير وتصفية القضية الفلسطينية، دون مواربة ولا تستّر.
ومن هنا، يشكل اجتماع المجلس مناسبة لإعادة بلورة وتثبيت الاستراتيجية السياسية لهذا الجسم السياسي المناضل العريق، لمواجهة ذلك المسار ضمن مشروع سياسي يربط بين النضال ضد جرائم الإبادة والاحتلال والاستيطان والتهجير، ومن أجل السلم والعدل والمساوة، وبين المعركة من أجل الديمقراطية وضد الفاشية داخل إسرائيل نفسها.
فالمجلس ينعقد في ظل تصاعد غير مسبوق للفاشية الإسرائيلية، وتحوّل التحريض والملاحقة السياسية إلى مستويات مخيفة خلال سنتي الحرب، تستهدف الجماهير العربية والقوى الديمقراطية اليهودية الشجاعة، وعلى رأسها الجبهة بما تشكله من قوّة شراكة استراتيجية وسياسية وأخلاقية لا مثيل لها في هذه البلاد، والتي واجهت خلال العامين الماضيين محاولات إسكاتٍ وقمع ممنهجة بسبب موقفها المبدئي ضد الحرب وضد الاحتلال وضد الفاشية، واصرارها على كسر حواجز الصمت والخوف ورفع الصوت عاليًا ضد جرائم الحرب وتحشيد وتجنيد الطاقات الكفاحية والنضالية في صفوف الجماهير العربية بالتحالف مع القوى الديموقراطية اليهودية لكسر الإجماع الصهيوني.
لذا، فإن انعقاد المجلس يشكل مساحة لإعادة تنظيم الصفوف وتعزيز العمل العربي–اليهودي المشترك، وتحصين الجماهير العربية عبر تعزيز وحدتها الكفاحية أمام محاولات الإقصاء والقمع وبناء أوسع جبهة لمواجهة الفاشية، استعدادًا لمرحلة جديدة من النضال الشعبي والسياسي تعزّز المشروع الجبهوي بصفته مشروعًا مقاومًا للفاشية، متمسكًا بحق الشعوب في الحرية والسلام والعدالة والمساواة.