X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

شيْخٌ، قاضٍ، فارسٌ وفالحٌ نمر نمر

admin - 2025-10-21 22:42:55
facebook_link

اهلا- نمر نمر - حرفيش


شيْخٌ، قاضٍ، فارسٌ وفالحٌ نمر نمر
أن يمضي هذا الفارس المِغوار إلى مثواه الأخير، هي مشيئة الله في خلقه، منذ فال: كوني فكانت، وهكذا انتقل إلى الملأ الأعلى القاضي الشّيخ: أبو زايد فارس حمود فلاح: 20 /10 /2025، عن عمر أربعة وتسعين عاماً، رغم كونه قاضياً عادلاً، إلاّ أنّه لم يتقوقع في برج عاجي، بل ظلّ إنساناً بكُلّ ما تعني الكلمة: خلوقاً مُهذَّباً متواضعا ناشطاً اجتماعيّاً دَمِثَ الأخلاق وحُسن الحضور إلى أبعد الحدود.
تعرّفنا عليه شخصيّاً منذُ نَيِّفٍ وأربعة عقود خَلَتْ، دعانا إلى بيتَيْه العامرَين في كفر سميع وفي عكّا، في إطار لجنة المبادرة العربيّة الدّرزيّة، كان استقباله لنا استقبالاً أخويّاً حافلاً، عدا عن حُسْن الضّيافة والتّرحاب على أكمل وجه في صالونه الأدبي الرّحب، حين يُقدّم بنفسه واجبات الضّيافة لنا، كُنّا نحاول جميعنا أن نقوم نحن بذلك نيابةً عنْه، إلاّ أنّه يُصمّم على تضييفنا بنفسه، أهدانا جميعاً كِتابَيْهِ: دواليب الحياة والثّروة الحقيقيّة/ ألأعمال الأصدقاء والذِّكْرى، مع إهذاء أدبيّ لكلّ منا وبخطّ يده المعطاءة، خاطَبَني بشكل خاصّ: أخي نمر! أنا أقرأ كلَّ ما تكتبه في صحيفة التّحاد وبقيّة الصّحف، أُحَيّيكَ على هذه الجرأة الأدبيّة، وأٌقَدّر هذا الأداء، وِإنْ كنتُ أختلفُ معكَ في الرأي أحياناً، واختلاف الرّأيّ لا يُفسد للوُدّ قضيّة، زِدّ على ذلك، أنّني أقُصّ كافّة مقالاتك واحتفظ بها عندي، وتأتي قرينته الفاضلة، المُربّية المعطاءة (أمّ زايد سلمى)، فتهديني كلّ ما تيسّر من كُتبها في التّربية التّوحيديّة لِسَبْر أغوار وأسرار مذهبنا التّوحيدي العرفاني، ولم تخرج عن المألوف عندنا، فتخُطّ إبداعاتها بيدها، لتكون كنزاً روحيّاً ومرجعاً في فِقْهنا وتفسيرنا واجتهاداتنا الخاصّة.
الرّاحل الباقي إخْتَطّ وبادر إلى مشروع اجتماعي تكافلي في المجتمع العكّاوي، لجنة إنقاذٍ وطوارئَ وإطفاء حرائَقَ بشريّة في النّسيج الاجتماعي العكّاوي وخارجه، قوامها على الأقلّ أربعة أفراد من رجال المجتمع المعروفين: كاهن يهودي، وإنْ تعذّر وجوده لسبب ما، فيستبدله برئيس البلديّة أو قائد شرطة عكّا، ثُمّ شيخٌ سُنّيٌّ وكاهن مسيحي، فيقومون معاً على تهدئة الخواطر، فضّ النّزاعات أو تقديم التّهاني أو ألتّعازي معاً، ليُؤكّدوا للقاصي والدّاني أنّنا مجتمع واحد، رغم تنوّع المذاهب والقوميّة.
رعى هذا الإنسان الفذّ مختلف النّشاطات الفنّيّة (مَسْرَحيد)، جوائز الابداع الأدبي في الوسط العربي وغير ذلك من النّشاطات العامّة دون مُقابل.
في (ثروته الحقيقيّة) شارَكَ أكثرُ من مئة كاتب كتبوا عنه بصدق واحترام، من بينهم الشّيوخ مع حفظ الألقاب: موفّق طريف، جبر معدّي، رائد صلاح، سمير عاصي، وإلى جانبهم كهنة مسيحيون: صالح خوري، إبراهيم داوود، وبعض أصدقائه اليهود.
ثمّ نخبة من الكتّاب والشّعراء العرب، منهم على سبيل المثال لا الحَصر: حنّا إبراهيم، فهد أبو خضرة، مصطفى مرّار، عبد الرحمن عبّاد، شفيق حبيب، بطرس دلّة ومحمد علي طه.
إنّهُ لَمِن الواجب بمكان أن نشير إلى أسرة الشّيخ الرّاحل وقرينته (أمّ زايد سلمى قاسم فلاح، أطال الله عمرَها وأسْرَتِها، أفراد هذه الأسْرة كلّهم حَملة الألقاب الجامعيّة العليا، من بنين وبنات، تتراوح اختصاصاتهم بين: القضاء، المحاماة، الطّبّ والتّربية.
عام 2013 خصّنا في بيتنا في حرفيش بزيارة خاصّة: سماحة الشّيخ موفق طريف وسعادة القاضي الفارس، ضِمن إطار لقاءات لجنة المبادرة، الضّيفان الكريمان أثنيا معاّ على نشاطات ومبادئ اللجنة، وهي جزء لا يتجزّأ من طائفة المُوَحِّدين في هذه الدّيار.
كنّا مجموعة من الرّفاق قبل عدّة عقود، قصدنا عكّا وبالذات القاعة التي يداوم فيها القاضي، ليس كَمُتَّهَمين، بل لسماع القاضي، من باب حُبّ الاستطلاع، لمحَنا بعينَيْه الثّاقبَتَين، بعد ساعة من الزّمن أعلن المباشر عن تعليق الجلسة لمدّة نصف ساعة، لأنّ القاضي يريد الاستراحة قليلاً، خرج الجميع من القاعة للانتظار في الممرّات، وبعدَ ثوانٍ معدودة جاء نفس المباشر ليقول لنا: سعادة القاضي يدعوكم لاحْتساء الشّاي معه! استغربنا هذه الدّعوة الغير متوقّعة، كأنّنا في غيبوبة، هدّأ من روعنا بابتسامة لطيفة قائلا: أنا أعتزّ بكم جميعاً، وأردْتُ الحديث الأخوي معكم.
وخير ما نختتم به هذه العجالة ما قاله الشّاعر: أبو الحسن الأنباري/ القرن العاشر الميلادي، رغم الظروف الصّعبة التي قيلت فيها القصيدة آنذاك، إلاّ أنّ مضمونها ينطبق تماماً على أبي زايد، وممّا جاء فيها:
عُلُوٌّ في الحياة وفي المَمات/ لَحَقٌّ تِلْكَ إحْدى المُعجزات
كأنّ النّاسَ حولَكَ حين قاموا/ وُفودُ نَداكَ أيّامَ الصِّلات
كأنّكَ قائِمٌ فيهم خطيباً/ وَكُلُّهُم قِيامٌ للصَّلاة.
حقّاً كنتَ فالحاً في جميع المساعي الخيريّة، طيّبَ اللهُ ثراكَ أبا زايد في مثواك وعليائك، وحُسْن العزاء والوفاء وطول العُمر لِأسْرتك الكريمة.




وجهان مُضيئا ن لعملة إنسانيّة نادرة الوجود، القاضي والشّيخ معاً



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو