اهلا
أن تكون مثقّفًا،
أن تستيقظ كلّ صباحٍ وفي صدرك سؤال،
لا إجابة.
أن تخافَ من الكلمة،
لكنّك تقولها،
لأنّ الصمتَ جريمةٌ حين ينام العالم في ضوء الشاشات.
أن تكون مثقّفًا،
أن لا تُلغي غيرك،
أن تصفّق لنجاحهم
كأنّك أنت من كُرِّم.
أن ترى في تألّقهم ضوءًا يمتدّ منك،
وفي اختلافهم مرآةً تُريك ما غاب عنك.
أن تكون مثقّفًا،
أن تمشي وحيدًا أحيانًا،
لأنّ القطيعَ لا يُحبُّ من يسأل كثيرًا،
أن تحتمل خيبةَ الحلم،
لكنّك لا تُساوم على الحلم.
أن تكون مثقّفًا،
أن تكتب لتُحرّر، لا لتُعجب،
أن تلمسَ جراحَ الناس
دون أن تتحدث عن طهارتك.
أن تُنصت قبل أن تُعلن،
وتتراجع حين تكتشف أنّ الحقّ في الجهة الأخرى.
أن تكون مثقّفًا،
أن تُحبَّ المختلف،
وتحملَ أفكارك كما يحملُ الطفلُ شمعةً في الريح،
بحذرٍ،
وبإصرارٍ أن لا تنطفئ.
أن تكون مثقّفًا،
أن تعرفَ أنّ المعرفةَ ليست سلاحًا،
بل قلبٌ يتّسع.
أن تفهم أنّ الحرية لا تُمارس وحدك،
بل تُعاش مع الآخرين.
أن تكون مثقّفًا،
أن تفرح لابتسامةٍ لم تصنعها،
وتبني جسرًا يعبرُ عليه غيرُك أولًا،
وتظلّ واقفًا،
تحرس الحلم من سقوط الحجارة.
أن تكون مثقّفًا،
أن تكونَ جسرًا بين الصراخ والفهم،
بين الألمِ والأمل،
بين “أنا” و”نحن”.
أن تكون مثقّفًا،
أن تؤمن أنّ القصيدةَ ليست لك،
بل لنا جميعًا،
وأن العالم لا يُنقَذُ بالمعرفة،
بل بالحبّ الذي يجرؤ أن يفهم.
⸻