اهلا

كتاب فكرة إسرائيل
تاليف المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه
ترجمة ربيع وهبه
الناشر : البحر الاحمر
تاريخ النشر بالانجليزية 2014 - The Idea of Israel: A History of Power and Knowledge - Ilan Pappé
مقدمة
إيلان بابيه، المؤرخ الإسرائيلي البارز من "المؤرخين الجدد" وأستاذ التاريخ في جامعة إكستر، يقدم في كتابه فكرة اسرائيل تحليلًا نقديًا لكيفية صياغة الأيديولوجيا الصهيونية للرواية الرسمية لإسرائيل عبر التعليم، الإعلام، والثقافة، مع التركيز على طمس الرواية الفلسطينية، وخاصة النكبة (1948). يعتمد على وثائق أرشيفية، تحليل ثقافي، ونظريات ميشيل فوكو حول السلطة والمعرفة.
🧭 الفكرة المركزية
يجادل بابيه بأن "فكرة إسرائيل" كدولة يهودية بُنيت عبر إنتاج معرفة هيمنية تُبرر الاستيطان وتُغيّب الحقوق الفلسطينية، وأن المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية لعبت دورًا حاسمًا في تشكيل هذه الرواية. الكتاب نقدي وجريء، موجّه للباحثين والمهتمين بالتاريخ الإسرائيلي-الفلسطيني والسياسة الثقافية، ويُثير جدلًا بسبب موقفه المؤيد للفلسطينيين.
المحاور الرئيسية للكتاب:
إنتاج المعرفة كأداة للسيطرة الصهيونية
– إسرائيل لم تُبنى فقط بالسيطرة العسكرية، بل عبر إنتاج معرفة هيمنية تُبرر الاستيطان وتنكر حقوق الفلسطينيين.
– التعليم، الإعلام، الثقافة والسينما صُممت لتقديم الرواية الصهيونية كحقيقة طبيعية.
طمس الرواية الفلسطينية والنكبة
– النكبة (1948) صُنعت كحقيقة تاريخية بديلة، وتم تجاهل التطهير العرقي للفلسطينيين.
– الإعلام والأدب والصور الرسمية ساهمت في "إخفاء" المجازر وتهجير الفلسطينيين.
تصوير الفلسطيني كتهديد "آخر"
– الأيديولوجيا الصهيونية رسمت الفلسطيني كعدو داخلي وخارجي، لتبرير الاحتلال والسيطرة على الأرض.
تحدي المؤرخين الجدد للرواية الرسمية
– مجموعة من المؤرخين الإسرائيليين المعارضين (مثل بيني موريس وآفي شلايم) كشفوا الأكاذيب التاريخية وفضحوا النكبة، لكنهم واجهوا مقاومة شديدة من الدولة والمجتمع.
تراجع النقد ما بعد الصهيوني وصعود الصهيونية الجديدة
– في القرن 21، عادت الرواية الصهيونية التقليدية بقوة، مع تصاعد اليمين الإسرائيلي، مما أضعف تأثير النقد الأكاديمي والثقافي.
استخدام الهولوكوست كأداة لإضفاء الشرعية
– ذكرى الهولوكوست استُخدمت لتعزيز الرواية الصهيونية وإخفاء جرائم الاحتلال والتطهير العرقي للفلسطينيين.
إقصاء اليهود العرب والتمييز الداخلي
– الصهيونية عملت على دمج اليهود المزراحيين في الرواية القومية، مع تهميش هويتهم العربية الأصلية.
دور الثقافة والفنون في المقاومة الرمزية
– الأدب، المسرح، والفن بعد الصهيونية حاولوا فضح الأكاذيب الرسمية، لكنها قوبلت بتراجع أو تهميش من الدولة.
الدعوة لإعادة تصور إسرائيل كدولة ديمقراطية ثنائية القومية
– الحل الحقيقي للسلام يمر عبر الاعتراف الكامل بالحقوق الفلسطينية ومواجهة الهيمنة الصهيونية في كل المجالات: التاريخ، التعليم، الثقافة والسياسة.
📚 فصول الكتاب
المقدمة: نقاش فكرة إسرائيل
يضع بابيه إطار الكتاب، مستعرضًا كيف شكّلت الصهيونية "فكرة إسرائيل" عبر المعرفة، مع إبراز تأثير ميشيل فوكو في تحليل السلطة والمعرفة، وتقديمه نفسه كمؤرخ جديد.
الجزء الأول: الفكرة العلمية والخيالية لإسرائيل
الفصل الأول: التاريخ "الموضوعي" للأرض والشعب – ينتقد الرواية الصهيونية الرسمية التي تصوّر فلسطين كأرض بلا شعب، مبينًا دور المؤسسات الأكاديمية في إنتاج هذه المعرفة.
الفصل الثاني: الفلسطيني في الفكر الصهيوني – تحليل تصوير الفلسطيني كـ"آخر" و"تهديد" في الخطاب الصهيوني المبكر.
الفصل الثالث: حرب 1948 بالكلمات والصور – كيف شكّلت النكبة الرواية الصهيونية عبر الإعلام والأدب، مع إنكار المسؤولية عن التطهير العرقي.
الجزء الثاني: لحظة ما بعد الصهيونية في إسرائيل
الفصل الرابع: الرواد – عرض أوائل المؤرخين الجدد الذين تحدوا الرواية الرسمية في الثمانينيات.
الفصل الخامس: الاعتراف بالنكبة – إعادة النظر في حرب 1948 وكشف تطهير الفلسطينيين عبر أرشيفات إسرائيلية.
الفصل السادس: ظهور الأكاديمية ما بعد الصهيونية – صعود النقد الأكاديمي للصهيونية في الجامعات الإسرائيلية.
الفصل السابع: ذاكرة الهولوكوست في إسرائيل – تحليل كيفية استخدام الهولوكوست لتعزيز الرواية الصهيونية ومواجهة النقد ما بعد الصهيوني.
الفصل الثامن: فكرة إسرائيل واليهود العرب – تهميش اليهود المزراحيين ودمجهم في رواية قومية.
الفصل التاسع: اللحظة الثقافية ما بعد الصهيونية – الأدب والفنون التي تُشكك في الأيديولوجيا الصهيونية.
الفصل العاشر: المسرح والشاشة ما بعد الصهيونية – عرض أفلام ومسرحيات بديلة تقدم روايات مختلفة عن الصراع.
الفصل الحادي عشر: انتصار الصهيونية الجديدة – عودة الصهيونية الجديدة في القرن 21 كرد فعل على النقد ما بعد الصهيوني.
الفصل الثاني عشر: المؤرخون الجدد للصهيونية الجديدة – نقد مؤرخين سابقين تراجعوا عن نقدهم للصهيونية، معززًا الرواية الرسمية.
الخاتمة: مستقبل فكرة إسرائيل
يدعو بابيه لإعادة تصور إسرائيل كدولة ديمقراطية ثنائية القومية، محذرًا من استمرار الهيمنة الصهيونية كعائق للسلام.
الملاحق والمراجع:
يشمل وثائق أرشيفية، مراجع تاريخية وثقافية، وفهرس.
📝 الاستقبال النقدي
إيجابي: يشيد به Journal of Palestine Studies وElectronic Intifada كتحليل جريء وكشف قوي للنكبة.
وصف *أفي شلايم* في صحيفة *الغارديان * الكتاب بأنه "يضع الصهيونية تحت عدسة لا تعرف المساومة"، مُعتبرًا إياه دراسة دقيقة لدور الأيديولوجيا الصهيونية في تشكيل إسرائيل الحديثة وتأثيرها المستمر على السياسة والتعليم والإعلام والعلاقات الاجتماعية.
- أشادت صحيفة *The Independent* بالكتاب كعمل أكاديمي يُقدم أفكارًا أصلية وتحديات فكرية للقراء وصناع القرار، مُشيرة إلى أنه يُفترض معرفة مسبقة بالقضية، لكنه يُقدم تحليلاً عميقًا ومثيرًا للتفكير.
- في صحيفة *Journal of Palestine Studies*، أشار البروفيسور *غيل هوخبيرغ* إلى أن الكتاب يُقدم صورة متماسكة لتطور المدارس الفكرية الرئيسية في إسرائيل، رغم اختلاف أسلوبه عن أعمال بابيه السابقة مثل "التطهير العرقي لفلسطين".
🔍 المغزى الفكري
الكتاب يُبرز العلاقة بين السلطة والمعرفة، ويكشف كيف تساهم الأيديولوجيا الصهيونية في تكوين الرواية الرسمية، ويطرح الحاجة إلى إعادة كتابة التاريخ بصياغة أكثر موضوعية، مع احترام الرواية الفلسطينية.
👤 نبذة عن المؤلف
إيلان بابيه Ilan Pappé، مؤرخ إسرائيلي من "المؤرخين الجدد"، متخصص في التاريخ الفلسطيني والصهيوني، معروف بوجهات نظره النقدية للصهيونية، ومناهضته لإقصاء الفلسطينيين من الرواية التاريخية الإسرائيلية.
🔚 خلاصة نهائية
الكتاب عمل أكاديمي نقدي مدعوم بالوثائق والتحليل الثقافي، مناسب للباحثين في الدراسات الفلسطينية والإسرائيلية والسياسة الثقافية. يقدم رؤية علمانية نقدية، تُظهر الصهيونية كأيديولوجيا هيمنة دون إطار ديني، ويُبرز دور المعرفة والثقافة في تبرير الاحتلال، مع تركيز قوي على النكبة وحقوق الفلسطينيين، ما يجعله مرجعًا مثيرًا للجدل وغنيًا بالمعلومات.