
















اهلا-فيثاغورس "إن كانت الشمس مكوّنة فقط من الهيدروجين والهيليوم، دون وجود عناصر صلبة كالتربة أو الصخور، فلمَ جاذبيتها بهذه القوة الهائلة؟"
الإجابة تبدأ من مبدأ أساسي في الفيزياء:
الجاذبية تتناسب طردياً مع الكتلة.
هذا صحيح، على الأقل في نطاق القوانين النيوتنية، وهي قوانين كافية لتفسير ما يحدث على مستوى النظام الشمسي.
صحيح أن عنصري الهيدروجين والهيليوم خفيفان من حيث الكتلة، فمثلاً، المتر المكعب من الهيدروجين يزن أقل بكثير من المتر المكعب من عنصر ثقيل مثل الإيريديوم.
لكن الحقيقة الكبرى هي التالية:
الشمس ضخمة بشكل لا يُصدَّق.
ضخامتها الهائلة تعوّض تماماً خفة العناصر التي تتكوّن منها. فرغم أن كثافتها ليست عالية مقارنة بالأرض، فإن حجمها المهول يجعل كتلتها هائلة.
للمقارنة، إذا نظرت إلى رسم يوضح نسب أحجام الكواكب إلى الشمس، سترى في أسفل الصورة نقطة رمادية صغيرة جداً تحت كوكب أزرق (وهو أورانوس). تلك النقطة الصغيرة هي كوكب الأرض.
صحيح أن الأرض أكثر كثافة من الشمس، إلا أن حجم الشمس يفوق حجم الأرض بمراحل، حتى أن كتلتها تعادل تقريبًا 333 ألف مرة كتلة كوكبنا.
لذا، ورغم أن مكوّنات الشمس خفيفة من حيث النوع، إلا أن عدد الذرات الهائل الموجود فيها يجعل كتلتها عظيمة، وبالتالي تصبح جاذبيتها قوية للغاية.
في النهاية الشمس لا تحتاج إلى صخور أو معادن ثقيلة لتكون جذابة… كتلتها وحدها تكفي لتُحكم قبضتها على الكواكب جميعاً! ..