
















اهلا- ابراهيم غطاس لماذا تضرب إسرائيل مقر التلفزيون الإيراني؟ من الواضح أن الحرب مع إيران قد خُطط لها بعناية ومنذ فترة طويلة من قبل إسرائيل وأمريكا، لكن توقيتها الحالي كان قرارًا شخصيًا لـ"بيبي"، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي احتفظ بهذه الورقة حتى بدأ كرسي حكمه يهتز، وبدأ يتشكل ائتلاف عالمي ضده بسبب حرب الإبادة التي يشنها على غزة، وبتوقيت حربه، يحيّد قضية غزة عن الرأي العام العالمي، وينجح في تجاوز أزمة حجب الثقة عن حكومته. في بداية الحرب، خطّطت إسرائيل وأمريكا لتنفيذ ضربة استباقية حاسمة تستهدف القدرات الصاروخية والدفاعية لإيران، إضافة إلى مشروعها النووي. ولكن يبدو أن الضربة لم تحقق أهدافها بالكامل. رغم الخسائر الكبيرة التي تتكبدها إيران، والتي تفوق خسائر إسرائيل، فإن طهران ليست راغبة في إنهاء الحرب حاليًا. بل تأمل في استغلال هذه الفرصة لتسريع تخصيب اليورانيوم والوصول إلى مرحلة إنتاج القنبلة النووية. وعليه، من المتوقع أن تطول هذه الحرب لمدة تتراوح بين شهر وشهرين، حيث يستعرض كل طرف قوته العسكرية دون القدرة على حسم المعركة بشكل نهائي، بسبب البعد الجغرافي ومحدوديته. وكما هو الحال دائمًا، سيكون المدنيون هم ضحية هذا الصراع. مدى استمرار الحرب يعتمد بشكل رئيسي على الحصانة الداخلية ومعنويات الشعوب في كلا الجانبين. لذلك ستزداد الضربات التي تستهدف أهدافًا رمزية غير عسكرية، مثل قصف إسرائيل لمقر التلفزيون الإيراني، في محاولة لإضعاف معنويات الجبهة الداخلية لطهران. ستنتهي الحرب وفقًا لتوازن القوى بين الطرفين، سواء على المستوى العسكري أو الداخلي، ومن المرجح أن تفضي إلى اتفاق نووي جديد بين الغرب وإيران. ومع نهاية الحرب سيفقد بيبي آخر أوراقه السياسية للمناورة على بقاءه في الحكم، فلم يبقَ في طاقيته أي أرانب إضافية يلعب بها. وهذه الحرب ستكون الأخيرة له، ومع نهايتها سيتم الانتقال مباشرةً لمرحلة التحضير للانتخابات البرلمانية، حيث سيتحول الحديث من الحرب إلى صناديق الاقتراع، ومن الصواريخ إلى الحملات الانتخابية! وغزّة التي استشهد نتيجة العدوان عليها اليوم وحده 68 شخصًا، منهم 38 من طالبي المساعدات الإنسانية، ستبقى تحترق وأطفالها يجوّعون! لكن بيبي، كما هو بيبي،قد بدأ حملته الانتخابية بالفعل، مستغلًا الحرب بالرد على التصريحات العنصرية التي صدرت مثل عبارة "שישרף להם הכפר"، التي أطلقها بعض العنصريون. بقوله: "نحن إخوة، والصواريخ لا تفرق بين العرب واليهود"، وذلك في محاولة للحفاظ على أصوات الناخبين العرب الذين منحوه مقعدين في الكنيست في الانتخابات السابقة. لكن ازدواجية المعايير في سياسته فاضحة بين التصريحات العاطفية والامتناع عن التعامل بحزم ضد مطلقو العبارات العنصرية، فلو كان مطلقو هذه العبارات من العرب، لكانت حكومته قد تعاملت معهم بالنار والحديد، كما تفعل دائمًا! **פוליטיקה בגרוש** لا أكثر ولا أقل. وماذا يا "بيبي" الحنون عن حماية البلدات العربية بالقبة الحديدية، فهذه الحرب تثبت مرة أخرى أن "القدرة الإلهية" تجعل البلدات تتلقى قسطًا أكبر من الضربات الصاروخية مقارنةً بنسبتهم من سكان الدولة! ام ربما هناك "خلل تقني" يجعل القبة الحديدية تميز جغرافيًا בין הכפר לקיבוץ!
