
















اهلا
إنْتَصًبَ أمامَه الفنّان الرّاحل فهد يلاّن مُذَكِّرا بصوته الجبلي المميّزً:
سَبْعِ شْهور عَالفِرْقة وْعامين
وْعلى جرح الهوى غِيرة وْعا مين
- تصدّى له زميله فريد الأطرش عاتباً، لا تنسَيا معاً:
ستة وْسنَتين، سنة وْسنتين/ وانتَ يا قلبي تقول أنا فين.
-عالبال بعدك يا جبل حوران/ لبنان/ كنعان، شرشف قصب وِمْطَرّز بنْيسان.
وإذا بالفنّان علي الدّيك يُطِلُّ مُتحدّياً:
-إلْعتابا إلْها عنوان/ ما بِقولها مين ما كان/ الليلة معنا: إيهاب ابن فهد بلاّن.
يَشْمخ إيهاب مُقَلّداً، فرخ البَطّ عوّام:
يومٍ على يوم لو طالت الفِرْقة/ ما نْسيت انا يوم/ ما نْسيت أنا الرِّفقة...
ويضبف علي الدّيك وجوقته:
هَدِّتْني هَدِّتْني هالفِرْقة/ جايي يا إمّي جَهْزي كَعْك العيد/ شُغِلْ دَيّاتِكْ من زمان ما ذُقْتو/ دَفا دَيّاتِكْ دَفّاني وانا بْعيد/ وْلولا دعواتِكْ الخير ما شُفْتو/ قولي لَبَيّي وِاخْواتي والجيران/ جايي حبيبي يِمْسَح دْموعي/ العَتَب ما عْلَيّي، العتب عالزّمان/ الْخَلاّني روْحْ وْطَوِّل رْجوعي.
-يا حبايبي يا غايبين.
-أنْساكْ إزّاي...أروح لِمين، وْمين يِنْصفني مِنَّكْ.
-بَلاش عِتاب والله قلبي ذاب!
-يبدو يا عبد الله أنّكَ تُخاطِب الأرواح والأشباح!
-أنا بصعوبة بالغة يُمكنني مخاطبة الأحياء بيننا!
-لا تِعملولي: الديراويّة ولاّ الرّيناويّة، ولا الأقارْثة، العيد الكبير عا الأبواب:
-جايي يا عيد حامِلّي دموع/ حامل بالإيد شموع الحزن
عيد الجايي لا تْقَرّب/ لا تْزدْ لو لقلبي هَمّو
إنْشالله ما شي مرّة تْجرّب/ شو إحساس الودّعْ إمّو
يا عيدْ ظَلّ بْعيد/ ما عاد في أفراح
وْهمّي بقلبي زيد/ صار القلب حسّاس/ وِانْقطعوا هالأنفاس/ بَعْدَكْ يا أغلى النّاس/ فلبي ما عاد ارْتاح.
تحْنُ لا نسطو على تراث الغير، بل هذا تراثنا وآدابنا المُتاحة للجميع، عبر مواقع التّواصل الاجتماعي الملتزم بالقِيَم والتّقاليد الأصيلة، دون أن نعير أيّ اهتمام لمنصّات التّفرقة الطّائفيّة المنبوذة، والّتي تدقّ أسافين التّفرقة بين أبناء الشّعب الواحد هنا وهناك.
نعود لننهل من ينابيعنا الفوّارة كَفوّار قسطل صفّرية العزيزة، مع اقتباسات من مبالغة البلاغة بضروبها ودروبها، واسٍتئذان علي الجارم ومصطفى أمين، قد تكون الاقتباسات: منقوصة، مشطورة، مبتورة وبعض العيوب من الرّاوي الحالي، والمعذرة من الجميع.
قبل الرّحيل كانت تُناجي عبدَ الله بألم ولوعة:
بَعِد ما قطَفتْ عُمري عن دْواليك/ مْريضْ سْمِعْت عنَّكْ عِنْد واليك
بَرَمْتِ الكون فَتِّشْ عن دَوى ليكْ/ لَو عيوني الدّوى، رَهْنْ لَلِحْباب
عِمِتْ عيني اليمين وْشاب راسي مْنِ المَصاب.
وتتقلّب الأمور والشّجون عكسيّاً على حين غرّة، ويأتي ما لم يكُن بالحسبان:
-والله والدّنيا حْظوظ ما ضِحْكِت لمِثلي/ القسا وِجروح من هون لَمثلي
وقُلْتِلّو يا بو الأمثال، وِاسْمع لَمثلي/ لَمِثْلي إل ما لو حَظْ ما يفيدو تَعَب.
-ما عاد الفلب يتْحمّل مَعادو/ لَإن حْبابنا إلرّحوا ما عادوا
يوم اللَقا يا مَحْلى معادو/ فيه الشّمس تُشْرق بالغياب
-عَلامَكْ يا دَهر حَطّيت بينا/ وْشَمَّت العِدى والكون فينا
كُثر الموج نسّانا الحْباب.
-أمانة يا طير رفرف وْعَلّي/ وْسَلِّم على حبابي وْعَلّلي
بُعْدْهُم حسْرة وْعِلّلي/ وْما يشفى تيعودوا من الغياب.
وتأتيكَ إحدى الكريمات بقولها:
مِنْ هَمّ الدّنيا شُفْت العجايب/ من بعد أمّي ما في حبايب
-**وعن العيد أضافوا:
دقّيت الباب ما لْقيت العيد/ ما لْقيت احْباب ولا ثوب جديد/ ناديْتِكْ يا أمّي شو صاير/ ما ردّيتي وْما حكيتي/ صار الدّم بجسمي فاير/ لَمّا عْرِفْتِكْ ودّعتيني/ أغلى من روحي وْحياتي/ إنتي يا أمّي/ ما تْروحي حتى ما يموت القلب بِجسمي/ وِانْ قرّرتي خَلَصْ تْروحي روحي بِتْروح/ خَلْصَت قِصّتنا وْعَمْتِشْهَد فيها الكلمي/ والله يا غُرْبة طْلعتي كذّابة/ ما فيكي عطف وْقلب حنونة/ يا طير احْملني لعند خبابي/ احْملني تَعايِد أهلي وِصْحابي /
*والله قَبِل وقت المغيب بْساع رَحْلوا/ لِكِ الدّرب الّلي عليها رَحلوا رُحْلو/ والله وْجوادي حين ما حَطّيتْ رَحْلو/ بِكُل دَقّة سفر قلبي عطف/
* وباللهجة (البْديْويّة) المُحبّبة تشدو هذه الحزينة:
يا طير يالّلي بالتّغاريد غَنّيتْ/ هَيّجْتني يا طير وَشْغَلِت بالي/ ذَكّرتني بِصْحاب عَنْهُم تْلَهّيتْ/ ذَكّرِتني بأغلى عزيز غالي/ يا طير أنا وَصّيْتَكْ لِمِنْ تْعاليت/ وْرفرفِت بالجنحان يا طير عالي/ وَصّل سلامي للخلان وان كان مَرّيتْ/ وْقُلاّ عُقُبْ فُرْقاه يا شان حالي/
-ألا يا هْموم عَنّي بَسّْ روحي/ تَركْني الْوِلف عايش، بَسّْ روحي/
حَواسيْ الْخَمْس ماتوا، بَسّْ روحي/ طِلْعِتْ، وِالنَّبْض معدوم بي يا عيني.
تطول هذه الجولة مع اللوعة والحزن، وترومُ النّفسُ المزيدَ على ألحان وأنغام، مزاميرنا، يرغولاتنا، قَصَبنا، ناياتنا، أعوادنا، رباباتنا،شُبّاباتنا وغيرها من أدواتنا النّفخيّة، الإيقاعيّة والوتريّة، ولسان حالنا يقول: مع السّلامة يا مِسْك فايح، مع السّلامة مع رَفّة كُل طير سارح:
-راُح العيد وْما عاد يرجع/ ما دامُنْ حْبابي راحوا/
عيني رَحَ تْظلاّ تدمع/ وْلليوم جْفوني ما ارْتاحوا/
هَدّتني الدّنْيي يا ناس/ يا ربّي شو هالإحساس/
وْشاب مْن الوجع هالرّاس/ شوفوا قلبي وْكِبروا جْراحو/.
-تْأخَّرْ يا عيد شْوَيّة العالَم حزنانة/ خَلّي عندكْ حِنّيّة ما في ضيعة فرحانة.
-بالعيد ما عيَّدِت، والله يِحْرَم عليّ العيد/ وِشْلون أقضي العُمِر/
يا عيد وْلو ما تيجي، أحْسَنْلَكْ ما تيجي/ يا عيد لا تْوَقِّف عالباب.
-سَدّيتْ بابي وْلا ييجي العيد/ ما ريْد والله/ وْهَلي راحوا بْعيد/
إلعيد بْمَقْبَرَتْهُم قلبي لي يْريد/ يَلّي هُنّي راحوا، لَمين العيد.
-يا عيدْ لا تْمُرّ عْلَيّ/ فاقد لي ناس عْزاز/ شِنَّكْ عليّ تيجي، والْهَمْ عَلَيْ تْزيد/
عيد أنا بالمقبرة رايح عايِدْهُنْ/ يسْمعون صْياح، وِنْزيد ترديد/
*تَعا يا ليل تَعا تَنِشْكي بَعِدْهُم/ ما عاد القلب يِتْحمَّل بُعْدْهُم/
لِمْصيبي على حبابي نِعْشَق بَعِدْهُم/ وْحرام يْطَوّلوا علينا غْياب.
*خُذوني لَعند القبر تَقَبّل حْجارو/ راح الوَفي يَ إمّي وْفلبي انْكوى بْنارو/
قلبي للغوالي اشْتاقْ والعين/ تبكي جَمِر تِسْأل عن خْبارو.
*يا عيد الجايي تِقْهرني وْتِحرق قلبي بْنار/ عالقبر يا عيد اتْركني/ هَون ْتركني عيدي صار/
شْموع العيد بْإيدي جِبْتا، وْكم وردة من الدّار/ وْروحي عَقبركْ زَيّنْتا تَتِبْقى تِذكار
-تِسْألوني كيف ما أنْساهُم/أنا ليشْ روحي مْعَلّقة بيْهُم/
وَلّْ شو هالدّنيا شو نَفْعا بلاهُم/ وِينُونْ حْبابي راحوا وْتركوني/
-يا ربّي ياربّي:
ما اريدْ مِنّكْ قَصِر، ما اريدْ مِنّكْ مال/ يا ربّي داري السِّتر، وِشْوَيْ راحة بال.
-تْعَلّمِتْ الصّبر مِنَك يا يُمّا/ إلهوى إنتي الهوى وْمِحْتاج أشِمّه/
يا أغلى وْأعَزّ مخلوق عندي/ يا مَيّ البحر يا عيون إمّي.
-صار الْهَمّ يِجري مع الدّم/ وْقلب الفرح يا دنيا مع الدّم
حَوّا لو شالت هْمومي مَعا آدم/ ما قِدروا يخفّفوا عنّي العذاب.
-علينا ليشْ يا دُنيا عَتِبْتي/ فَرْحِتِكْ ما بقى توصَل عَتِبْتي
صُرْت مْنِ الحُزن عَمْ غَيّر عَتِبتي/ بَعْد ما وَدّعِتْ أغلى الحْباب
-ما كانوا يْريّحوا بالي عُمرهم/ صُرْت كْبير يا عالَم عَمَرْهُم
ميما ميما ميما آخْ حزينة يا إمّي/ والله وْأمانة بَسّ دِلّوني عَمرْهُم/
يْداوي جروح قلبي مْنِ العذاب.
ونمضي مع هذه الوجدانيّات، الآهات وما بها من مواويل وجروح وقروح، عتاب وعتابا، خلجات وميجانات، أنين وعنين، مع هذه التّشكيلة الصّادقة:
*يا قلبي روحْ لَحْبابَكْ جَاوِرْهُن/ عا قَدْ ما بْتِقْدَر تِحْمِل جَورْهُن
خْدودي مْنِ البكى تْعَمَّقْ جُوَرْهُن / إلْحَفَرْها دمع عيني عالغياب.
*زعق طير الحمام وْقال يا روحي/ غيرَكْ مين يْسَلّيني يا روحي/
أنا إن جالكو الهَمّ لَافْديكو بروحي/ مِشْ لازِم على الدّنيي حَيا.
*والله تِتْغَيَّرْ فْصول العُمر وَاني/ عَليل، وْما كُنْت عالحُبْ واني
وَالله وْشَيَّبْني زماني قَبِلْ وَاني/ إي بالله ذَوّقني المرارة والعذاب.
*عَلامَكْ يا دَهر غَرّيتْ بينا/ وْشَمَّتِّ العِدا والكون بينا
مَراكِب بالبحر تِرمي وْمينا/ كُثْر الموج نَسّانا الحْباب.
*أنا لَكِنّْ عَنّاتي بقلبي/ على إلّلي ذَوَّبوا شَحْمي بقلبي
سألْت الدّار: وين حْباب قلبي / فالولي غْياب ما مِنْهُم حدا.
*جيت الدّار تادَوِّرْ عَليهُم/ لْقيت الدّار تْنَوِّحْ عليهم
وِلِكْ يا دار دلّيني عليهم/ قالتْلي غْيابْ شالوا مْنِ النّدى.
شَالله يْظَلّوا سالمين حْبابنا.
* وَعَن هذا الخِتيار الضّال قالت إحداهنّ بِصدق:
شُفْتْ خِتْيار كان صوبي جايي/ مِحْني الظّهر وِبْإيدو عصايي/ لَهف قلبي رُحْتْ صَوْبو/ لْقيتو شيخ مْكَمّل وْلابس عبايي/ عْرِفِتْ عطشان جِتّلو سَقَيْتو/ سَألتو مْنين يا خِتيار جايي/ بِأيدو صار يوميلي عَبَيْتو/ ورا هالتّلّ في حَدّو بْلايِة/ مَعو تْرافَقتْ تاكَفّي كلامي/ وْكُنْتْ بْرِفِقْتو جَدّي وْنظامي/ وْمَنَحْتو كُلّ جهدي واحْترامي/ مَعو تَنوصَلْ بْخَيْر وْسلامي/ إلاهي وْسيدي تِشِفَقْ علينا/ وِنْكون بْرِفِقْتو يوم القيامِة.
*وَيَنْتَحِبُ هذا ليلاً، هنُصْ هُصْ عالسّكّيْت، أوعى يِصْحوا أهل البَيْت:
بَكّير غِبِتْ عَنّي، شو كُنْتْ مِتْمَنّي/ الحياة إلْقضيناها إنْتْ جَنْب مِنّي/
إشْتَقْتِلَّكْ يا غالي يا عزيزي وْدلالي/ يا عزيزي وْيا روحي يا أغْلى مِن حالي.
**الفنّان أحمد التّلاوي/مدينة: سراقب/ محافظة إدلب/سوريا، لجأ إلى المهجر قسراً، لكنّ مواويله الجريحة ظلّت تتحسّر:
وَيْلا ويلاه يا بُعْد أمّي ويلاه/ والله يا أمَي أيّوب أخذ مِنّي عَبْرة/
هْمومي ما قْدِرِتْ للنّاس عَبْره/ والله اهْطُليلِكْ يا دموع العين عَبْرة/
عَسى تِخْمد براكين العذاب.
-والله ما ظَلّ بعيوني دَمع/ نِشْفِتْ مُقَل عين
وانْتَظِرْ مِنّكْ خبر يشفيني.
والله دمع عيني شبيه المطر الأنْفاق/ إن فاق ما عاد بي أرود البيت إن فاق/
أنا خايف بْنار القلب أنْفَقْ/ وِبْسُرعة يِنْعى عليّ الحْباب.
*وتشاركنا على الخطّ في سَمَرنا الجدّة العجوز من الرّعيل الأوّل للنكبة، لتقول على الملأ:
-زعق طير الحمام وْقال: عَلينا سَكَّرَت لِبلاد خانَتْ/ وِملوك العرب يا ناس خانت/ رمونا بالمهالِك والعذاب/
-زعق طير الحمام وقال ما جوش/ وْعالّلي وَعْدون بيوم وما جوش/ حَلَّفْتِكْ بالنّبي يا دار ما جوش/ ولا فاتوش مِن أغلى الحْباب.
-ليشْ تِسْألوني: كيف ما بَتْساهُم/ أنا ليش روحي مْعلَّقة بيهم/ وَلْ شو هالدّنيا شو نفعا لولاهُم/ وْينسون حبابي راحوا وْتركوني.
-يا ربّي يا ربّي! ما ريدْ مِنَّكْ قَصر ما ريدْ مِنَّكْ مال/ يا ربّ داري السِّتر وِشِوَيْ راحة بال.
-والله لَبيعَكْ يا زَمَنْ كُلَّكْ بِدِرْهَمْ/ ما زالو عَتَّمْ عَلَيّ بَدِرْهُمْ/ والله وْحَيّونا حْبابنا لله دَرْهُمْ/ خَذولي العَقل ما خَلّون دِرْهَمْ/ والله واني لَقْصُد القمر دارْهُم/ والله يا عيوني لَاقْطُف مِن ورْد خَدّو
*الشّاعر السّجراوي الرّاحل (أبو عرب) ناجى أمَّهُ:
روحي عاصفات النّدى أُمّي/ يْعَلِّمْني المَسائل وْما كُنْتْ أُمّي/ طرفْتِ الباب جاوَب صوت أمّي/ العواض بِسلامتكو ماتوا الحْباب.
*وقال آخر:
يا يُمّا يا يُمّا يا هَمّ البال وَلّى لي يا هَلي/ يا يابا يا يابا عَبال العيد يِجْمعني معاكو/ يا هَلي يا هلي على بال العيد يجمعني معاكو/ معاكو معاكو، وْقَبل الميعاد يا يُمّا لَنُقْعُد معاكو.
* وقال الرّاحل الصّافي الوديع الأرزي:
خُبْزاتِها هالشُّقْر كيف مْحَمّرين/ تْقولوا معي ما أطْيَبٌنْ خبزاتها/ سِلْمِتْ دَيّاتِها، بْتِحْلِف الضّيعا كُلها بِحَياتها.
ويمضي وديع صادحاً صابراً:
حَبيبي عالصّبر والمُرّ عَلّي/ بِقلبي ألْف غَصّة وْألف عّنّي/
إلي ألله إن عُدْت تْغيب عنّي/ يْصَبّرني على حَمْل المَصاب.
وتُماهي إحْداهنّ هذه الخبّازة المُتَفَوّقة:
-إمّ حْميد وينِكْ يا جارة/ وَدَّتْني لَعِنْدِكْ أمّي/ بَدّها صاجِكْ والكارة...
-وقالت إحداهُنّ:
راحَت تُخْبز عالصّاجة كامْ طُلْمِيّة وِكْماجة/ وَدّي لَبْنْتِكْ حاجة، تِنْدَه لَإمّ بْشارة
إمّ أحمد قومي بالله، فيقي شْوَيّة يا جارة/ وَدّتْني عِنْدِك أمّي بَدّها الصّاجة والْكارة/
الله يعطيكي الصّحّة والعافي/ يا جارة، يا جارة.
*ملهوفة مُتَألّمة تندب:
والله كْبِرنا بْسُرعة والعُمر راح مْضَيْعَة/ والشّيب فوق الرّاس والعُمر مثل الكاس مِن يِنْكِسِرْ شو يْرَجْعه/ ما صْبْغَكْ يا شَعر لو صُرتْ مثل القُطن/ حتّى لو أشوفَكْ ثلج لَقْعُدْ قْبالَكْ وَوِنّ.
*وقال تشبيه بليغ:
مَطْرَحْ ما كُنّْتوا تْحوموا كُنّا نَحِلْ/ كُنْتوا زْهورْ، كُنّا نَحلْ.
*والله وْحزينة الدّار مِن بَعْدَكْ يا غالي/ يا قَمَر الّلظى عَ جِسمي غالي/ والله حْلِفْت بالعُمر ما خون لَكْ يا غالي/
*مَرَقْ عليّ ثلاث مْصايب/ أكْبر مصيبة فْراق الحبايب
والظّهْر انْحَنى والشَّعر شايب/ كُلّو عَ فْراقَكْ يا حِنْطي الّلونا
*حين يُخاطبون الأب:
يا بَيّي قوم بَتْرَجّاكْ/ وْخَلّي الشّمس عا طول تِشِرِقْلَكْ
لَكْ بَعدو الصِّبا بيذوب عا مَلْقاكْ/ مَنّو حَكي، سْآل عُمري شو رَقّ لَكْ
فَلّيتْ عنّا ما قُلْتْ شو باكْ/ وانْتي بْتِعْرف بالقلب مَطْرَحَكْ/
وْقَدّيشْ نِحْنا مْنِشْتَقْلَكْ.
يا رَبّ يا كاتب الأعمار/ خلَيت فينا جُرْحَكْ يْعَلِّمْ
قُلّلو لَبَيّي إلّلي فَلّْ مِن هالدّار/ وِالْعالْ قَبِلْ مِنّو سافَر وِيْسَلِّمْ
ما مْنِعْتْرِضْ، لَكِن عَ جَمْر النّار/ ما في حدا بيلوم مِتْألِّمْ
لَكْ نِحْنا مْنِعْرِف لعبة الأقدار/ مْنِحْكي، مْنِبْكي وِمْنِصْرَخ مِن الآخ
وْبِالآخِرْ مْنِرْضى وْمِتْسَلّم.
*فبل الرّحيل خاطبتْ فلذات الكَبِد:
وْعِدْني يا إبني بَعْد ما تِكْبَر/ وْتكبر بعْيني وْما بقى تِزْغَر
ضَحّيت عُمري بَسْ تَرَبّيكْ/ وْشوفَك شَبّ قَدّي يِتْمَخْتَر
بْرَغْم الفقر والقهفرة أهديك/ شجرة ميلاد وْلونها أخضر
وانْسى روحي المِتِعْبة/ والْهيك وْنَظّف قميصَكْ كُلْما تْغَبّر
يا ما على كْتافي أنا مْوَدّيكْ/ تًاشْتْريلَكْ بالرُّبِع دفتر
وْما ذوقْ طَعم العيش تَطَعْميك/ واضْحكْ عليك بْملعقة سُكّر
مِن قبل ما تِكْبَر أنا لِمْوَصّيك:/ ظَلَّك يا إمّي، إمَّك تِتْذَكّر!
-يا طير سَلّم على حْبابي/ راحوا وْتركوني لَحالي
يا طير خُذْني للغوالي/ فْراقْهم غيّر احْوالي
يا طير لو عالقبر مَرّيت/ سَلّملي على الاحباب
خَبّرْهم نِحنا بْخير، عَذّبْنا الغياب.
*يا شَيّالين التّابوت محبوب القلب غافي
وِانْ صابَت سْهام الموت يمشي للقبر حافي.
*ذَبَحْنا الظُّلم، يا دُنيا عانينا/ بكينا الدّم تَنِشْفوا عَنينا/
والله حْجار الدّار عَمْ تِسْمع عَنينا/ وْعلينا بِكْيَت بْواب الخَشَب.
*يا يُمّا يا يُمّا: يا ريتْ الله يِجْمعنا بْعيدين/ يا يابا يا يابا بْعيدين يا أهلي اليوم عنّي بْعيدين/ يا عْزاز عا قلبي بَسْ بْعيدين/ يا ريت الله يجمعنا بْعيدين....
*راحِة بال ما شُفْت بْحياتي/ ما عاد يْفيد لُو أبكي عليها/
راحة بال هالدّنيا وْما فيها/ دْروبا صعْبة مِن أوّلْها لْتاليها/
*حْبابي إلّلي الزّمَن عنّي بَعَدْهُم/ وْحياتي كيف راحْ تِمْضى بَعِدْهُم/
وِلِكْ أخَذْهُم والزّمَن بَعَدْهُم/ وْنَطَّرْني المصايب والبْوابّ.
وتتحسّر تلك الرّاحلة على ما فارقت، لسان حالها يقول:
يا بيتنا إلّلي جَنْبَك حكورِتنا/ اشْتَقْتِلَّكْ وْلَتْراب ضيعِتنا
اشْتَقِت لَصوت البلبل الصّدّاح/ إلْزَقْزَقَتْ عْصافير شَجْرتنا/
قُدّام عِنِبْتَك أرْتاح للشّاي/ للجار وْلَسَهْرتنا وْضِحْكتنا/
يا ربّي مْن الغُربة نرجع وْنرتاح/ وْنبقى تحت سقفك باقي العمر/
وْنِحْلِفْ ما نْعود نْفَكّر بِغُرْبتنا.
**أرجو المعذرة من الجميع لأشذّ عن النَّصّ/ في هذه المعْمعة المُنْفلتة من التّحريض الطّائفي الأرعن المتبادل بيننا، تعلو أصوات غريبة حاقدة ومدسوسة من ظلاميّين سُفهاء للاصطياد في المياه العَكِرة، وهي منبوذة ومُسْتَنْكَرة من قِبَل العقلاء بيننا، فارتفع صوتُ حقّ صارخ، أطلقه بإصرار الشاعر المصري المعطاء: هشام الجخ:
-أنا مسيحيٌّ وسُنِّيٌّ وشيعيّ/ وكرديٌّ ودرزيٌّ وعلويٌّ أنا/ أنا لا أحفظُ الأسماءَ، والحُكّامُ ستنرحل...
ما أصفاهُ وأنقاهُ من إنسان أبِيٍّ مغوار في هذه الظروف المأساويّة، حيث يرقص الكثيرون على دمائنا جميعاً شامِتين حاقدين! دُمْتَ يا هذا الشّهم الخلوق.
ويبقى القول الفصل لِأحمد بن الحُسين:
عيدٌ بِأيّة حالٍ عُدْتَ يا عيدُ/ بما مضى، أمْ بِأمْرٍ فيكَ تجديدُ.
طَيّبَ الله ثرى المتنبّي والأمواتَ جميعاً، وتعود الرّاحلة لِتُذكّر عبد الله للمرّة ألّلا نهاية: حِبْني على كيفَكْ، سّمّيتَك وليف القلب، سَمّيني وَليفَكْ!
وَنُذَّكِّرُ التّكْفيريّين بيننا، رغم أنوفهم، بالأحاديث النّبويّة العَطِرة:
(اسْتَووا، تَراصّوا واعْتدلوا، سِدّوا الخَلَل، رِفْقاً بالقوارير، وَبالنّساء خَيْراً)
عسى أن يعود العيد على الجميع باليُمن والبركات والسّلام! مع سلام الرّاسي: كُل شي قِرْضة وْدين حتّى دموع العينين!
يُصِرُّ ذاك الأطرش الذي أسْمعتْ (ألحانُهُ) مَن به صَممُ، أن نُقْفل هذا الباب مع قفلته:
وَانا غَنّيت بِإلْهامَكْ/ لَحْن الخلود/ تِنادي عَلَيَّ/ وَانادي عليكْ.
*في هذه التّصوص حَقَّ للشعراء والمُغنّين/ات ما لا يَحِق لغيرهم: إبدال، إعلال، إستبدال، حَذْف حروف او تقديمها، أو تأخيرها، طبقاً لمقتضيات الأمر*
***وَألفُ معذرة عن كلّ الأخطاء التي وردت، العين (مِشْ) بصيرة واليد قصيرة) ***

رحلتْ السّوسنةُ الطّبيعيّة تاركةً سَمِيَّتها النّباتيّة
سَبْع شْهور عالفِرْقة وْعامين، بِأيّة حال عُدْتَ يا عيد!