X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

عبلين المجد... عندما تُصبح البلدة قصيدة

admin - 2025-05-27 10:24:49
facebook_link

اهلا

عبلين المجد... عندما تُصبح البلدة قصيدة
قراءة جمالية وجدانية في نص الأديب زهير دعيم
بقلم: رانية مرجية

حين يكتب زهير دعيم عن عبلين،
لا يكتب عن بلدة في الجليل فقط،
بل عن امرأة من نورٍ وطين،
عن فسيفساء من البساطة والكرامة والقداسة،
عن بقعة لا تشبه إلا ذاتها.

لقد قرأتُ "عبلين المجد" فسمعتُ تراتيل،
ورأيتُ أيقونة تتهجّى الأرض بلغتها الأم،
وشعرتُ بأنّ زهير لم يكن يكتب، بل كان يُصلّي.

نصّه ليس وصفًا لعبلين، بل انغماس في روحها،
هي ليست خلفية شعرية، بل بطلة تتقدّم،
تنهض من بين السطور،
وتفتح ذراعيها كما تفعل الأمّهات حين يعدن الأبناء من التيه.

زهير دعيم يُحبّ بعيني طفلٍ يرى الأشياء للمرة الأولى،
ويكتب بعقل شاعر يرى الذاكرة استمرارًا للجغرافيا.
هو لم يكتفِ برسم لوحة، بل جعل عبلين نفسها الريشة واللون واليد.
كلّ صورة في نصّه، مشبعة بالجمال الخام:
جبال، تلال، وديان، شمس، عاصفة، وكنائس،
لكنها لا تأتي كزينة لغوية، بل كملامح هوية حيّة نابضة.

يقول:
"أعشق سهولك وواديك وتلالك السمراء التي مرّ فوقها يسوع."
كم هو نادر هذا العشق الذي يرى في التفاصيل مقدّسًا،
وفي الأرض حكاية لا تخضع للخرائط ولا للحدود،
بل فقط للإيمان العميق بأنّ المكان ذاكرة لا تموت.

نصّ زهير دعيم يستحق أن يُقرأ ببطء،
أن يُتأمل كما تُتأمل الجداريات القديمة في كنائس الجليل،
وأن يُحفظ كما نحفظ أسماءنا الأولى…
لأنه لا يمدح بل يحنّ،
لا يجمّل بل ينتمي،
ولا يصف عبلين كزائر، بل يحتضنها كابن وفيّ.

وهنا تكمن فرادة النصّ:

زهير لا يبحث لعبلين عن مظاهر المدن الكبيرة،
بل يرى عظمتها في كونها "تحتضن الحضارة في ثوب من الأصالة"،
وفي أنها لا تملك قصورًا، لكنها تملك ما هو أسمى:
الناس، البسطاء، الكادحين، الطيبين،
الذين يجعلون من التراب صلاة، ومن الزعتر نشيدًا،
ومن عرق الجباه تاجًا لا يسقط.

ككاتبة فلسطينية أؤمن بالمكان كامتداد للروح،
قرأت عبلين زهير دعيم كما قرأت الرملة في قلبي،
ورام الله في صوتي،
فوجدتُ فيها نبضًا يشبه الوطن الذي نحلم به:
متجذرًا، جميلًا، شريفًا،
لا يتكلّم كثيرًا،
لكنه حين يتنفّس… يملأ الدنيا شعرًا.

زهير دعيم قدّم لنا نصًا لا يُقرأ فحسب،
بل يُلامس ويُشَمّ ويُعانَق،
نصًّا يُمكن أن نعلّقه على جدران القلب،
كما نعلّق صورة أمّنا الأولى.

*تحية لعبلين التي أشرقت بحروفه،
وتحية لقلبه الذي لم ينسَ أن الحبر قد يتحوّل صلاة،
حين يُكتَب بمحبة صافية لا تشوبها الحاجة إلى التصفيق.*

رانية مرجية
كاتبة وشاعرة فلسطينية
الرملة – أيار/مايو 2025



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو