اهلا- وكالات إن الإبادة الجماعية التي قام بها الظلاميون جريمة لا تغتفر
بيان من الحزب الشيوعي السوري
منذ استيلاء القوى الظلامية العميلة على السلطة في سوريا في ٨ كانون الأول ٢٠٢٤ و إقامتها نظام حكم استبدادي ، الذي جرى تكريسه في ٢٩ كانون الثاني ٢٠٢٥ من خلال قرارات اتخذها اجتماع قادة منظمات ارهابية ، تصاعدت حملات التنكيل بحق المواطنين السوريين. إذ شهدت اغلب مناطق البلاد حوادث متتالية من خطف و نهب و اغتيال ،والتي كان يجري وصفها من قبل السلطات الظلامية و أبواقها بأنها أعمال فردية ، و لكنها اتخذت طابعاً ممنهجاً. ترافق ذلك مع تسريح ألاف من العاملين في الدولة و القطاع العام ، مما أدى إلى قطع أرزاقهم و زيادة بؤس معيشتهم. و بالرغم من شمول هذه الأفعال التعسفية أغلب المناطق في البلاد، بهذا الشكل أو ذاك ، إلا أنها اتخذت طابعاً شنيعاً في الساحل السوري و في بعض أنحاء محافظتي حمص وحماة ،حيث اتخذت شكل الممارسات اليومية.
و كان من الطبيعي أن تلاقي هذه الأفعال التي ترتكبها السلطات الظلامية العميلة ، إلى جانب محاولات فرضها سلوكيات قروسطية غريبة عن طابع أغلبية سكان البلاد، ردات فعل متنوعة. و من أبرز التجليات لذلك مظاهرات واعتصامات و وقفات احتجاجية ذات طابع سلمي و المطالبة بإستعادة الحقوق الاجتماعية و وقف عمليات العنف و التنكيل اليومية. و لكن ذلك لم يلجم الظلاميين الذين استمروا بأفعالهم الإجرامية و بشكل متصاعد.
و كانت الاغتيالات التي قام بها الظلاميون في احدى الضواحي الشعبية لمدينة اللاذقية و كذلك عربدتهم في ريف جبلة الشرارة التي أدت إلى اندلاع أعمال قتالية قامت بها مجموعات مسلحة من أهل الساحل. و تحاول السلطة الظلامية المستبدة و أبواقها أن تنسب هذه الاعمال للنظام السابق وإلى بعض القوى الإقليمية ، و هذا ما تبنته ايضاً معظم فضائيات الأنظمة الخليجية. و لكن الواقع يدل على أن هذه العمليات القتاليّة كانت عبارة عن رد فعل على فعل جائر. هذا بغّض النظر عن صحة شكله و دقة توقيته.
واستغلت السلطات الظلامية المستبدة هذه الأعمال القتالية، التي جرت بشكل أساسي يوم ٦ أذار ٢٠٢٥، باستنفار الفصائل الارهابية من كل لون و ثوب ، و من كل أماكن تواجدها ،من إدلب إلى القنيطرة، و ارسلتها إلى الساحل السوري. و قامت هذه القطعان المتوحشة بافعال شنيعة بحق السكان الآمنين و على امتداد الساحل السوري. فقد جرى قتل المدنيين العزل منهم النساء و الأطفال والشيوخ و بالمئات. هذا إلى عمليات نهب شاملة و حرق البيوت. و كلما ابتعدت المناطق عن الأنظار ،كلما كانت الممارسات اكثر وحشية ،فهناك بعض القرى جرت إبادة معظم سكانها. إن ما شهده الساحل السوري في الأيام الأخيرة هو عبارة عن أعمال إبادة جماعية شبيهة بمثيلاتها التي قام بها الفاشيون و اعوانهم أبان الحرب العالمية الثانية. و مما يزيد من هذا التشابه ،المشاركة الواضحة للعيان لمرتزقة أجانب من الأويغور إلى الشيشان و غيرهم من المجرمين القتلة المطلوبين للعدالة في بلدانهم، والذين تباروا في ممارسة الأعمال الوحشية مع نظرائهم من إدلب و من بعض المناطق السورية الأخرى.
إن أفعال الإبادة الجماعية التي شهدها الساحل السوري تدل على أن الامال حول "فجر الحرية" و "عهد العدالة " التي راودت البعض بعد ٨ كانون الأول ٢٠٢٤، ما هي إلا أوهام واهية. فقد سقط القناع عن السلطة الاستبدادية العميلة و ظهر وجهها المتوحش. نعم، هناك تكشيرة متوحشة موجهة نحو أبناء الشعب السوري ، و من جهة أخرى هناك رقة الحمل الوديع باتجاه الصهاينة و القوى الاستعمارية الأخرى.
كما أنه تزداد في ضوء كل ما يشهده وطننا ،مساعي الصهاينة و المستعمرين إلى تقسيم سوريا. و هذه القوى العدوة تعمل على استغلال النزعات الطائفية و تأجيجها وللسلطة الظلامية المستبدة باع كبير في ذلك.
إن الوضع الخطير الذي يمر به وطننا سوريا يستدعي تلاحم جميع القوى الوطنية في مواجهة السلطة الظلامية العميلة و المؤامرات الاستعمارية، و في النضال من أجل تحقيق الإستقلال الوطني و السيادة الوطنية الكاملة وتثبيت وحدة التراب الوطني و تكنيس جميع المحتلين ، الاسرائليين و الاميركان و الأتراك . فهذه هي المهمة الرئيسية التي تقف أمام الوطنيين في البلاد. فلا يمكن تحقيق الحرية و العيش الكريم للشعب إلا بإنهاء الاحتلال و الهيمنة الاستعمارية.
فليسقط الإستعمار و حكم عملائه!
الخذي و العار لجرائم الظلاميين و رعاتهم!
عاشت وحدة الوطن و عمادها الجماهير الشعبية الكادحة!
أيها الوطنيون في جميع أرجاء سوريا الحبيبة سنناضل سوياً كتفاً لكتف من أجل وطنٍ حرٍ و شعبٍ سعيد!
دمشق ١٠ أذار ٢٠٢٥. اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري