اهلا-حسان عاكف

هل تنتهي الحرب على الجبهة اللبنانية قريبا؟
والآن جاء دور الحديث عن اتفاق بين إسرائيل ولبنان حول الجنوب اللبناني يطلقون عليه "وقف اطلاق النار"، وهو في الواقع وضع الختم السياسي على العملية العسكرية الإسرائيلية.
كل هذا على ما يبدو سيكون اكراما لقدوم ترامب الى البيت الأبيض في العشرين من يناير/كانون الثاني الوشيك، وكما هو معروف فترامب لديه ابنتان، الأولى متزوجة من يهودي والأخرى متزوجة من لبناني، وهو يتطلع الى تسوية بين ابنتيه وصهريه، فإبنته الصغرى تيفاني متزوجة من اللبناني مايكل بولس وابنته الكبرى ايفانكا متزوجة من جاريد كوشنر (يهودي) – هذا في حال نظرنا الى الموضوع بعيدا عن السياسة الدولية.
إذن ما المقترح على الطاولة ليتحول الى تسوية ويؤدي الى وقف اطلاق النار؟ من اهم المطالب الإسرائيلية وهو ما كان هدفا للحرب على لبنان، منع حزب الله وقواته من التواجد جنوبي نهر الليطاني، أي في المنطقة الممتدة من الحدود الإسرائيلية ولغاية نهر الليطاني، وعرضها حوالي عشرة كيلومترات، وفي أماكن معينة تصل الى 15 كيلومترا، ولكنها منطقة كانت الغالبية العظمى من قراها شيعية موالية لحزب الله، وكانت بمثابة حاضنة لقوات حزب الله، ولهذا فقد مسحت إسرائيل كليا عن وجه الأرض العشرات من هذه القرى، حتى لا يجد النازحون شيئا في حال عودتهم.
المفاوض البديل عن حزب الله، هو نبيه بري، زعيم حركة "أمل" الشيعية كذلك، وهو كما نعلم الشخصية القيادية الوحيدة المنتخبة في لبنان في هذه الفترة، رئيس مجلس النواب منذ عقود.
وتفيد الانباء ان نبيه بري يتحفظ على بعض المطالب الإسرائيلية ولكنه يبدي موافقة مبدئية على التسوية، وهذا ما قاله لسفيرة الولايات المتحدة في بيروت أمس.
وكما عودتنا، فإسرائيل تحاول اثناء المفاوضات تحقيق ما لم تحققه خلال الحرب، فهي تطالب بحق التدخل متى ارتأت ذلك وقصف أي مواقع في لبنان ترى انها تشكل خطرا على امنها، وكذلك قصف أي شحنة تعتقد انها تنقل أسلحة الى حزب الله بغض النظر بأي وسيلة او في أي موقع سواء برا او جوا او بحراـ أي فرض الحصار على لبنان تحت هذه الذريعة.
ومن بين المطالب التي تصر عليها إسرائيل الا يبقى أي من قوات حزب الله في الجنوب، وكذلك ابعاد قوات اليونيفيل، (قوات حفظ السلام الدولية) عن هذه المناطق وان يحل الجيش اللبناني للسيطرة على هذه المنطقة، بعبارة أخرى ان تبقى المنطقة منزوعة السلاح لأن الجيش اللبناني لا يملك السلاح ولا العتاد ولا القوة البشرية ليحافظ على سياد لبنان على الجنوب اللبناني.
ولكن ورغم كل هذا، فإن الأمور تميل نحو إسرائيل على طريق التسوية ووقف اطلاق النار. فحتى لو لم تحصل إسرائيل على كل مطالبها، فإن الحصول على جزء منها يعتبر مكسبا لا يمكن الاستهانة به، علما بأن إسرائيل نفسها لا تقدم شيئا في المقابل سوى وقف القصف.