اهلا اعداد : الياس ابو عقصة ماذا حدث قبل 1700 سنة ، ولماذا ذكره البابا ؟؟؟
بتاريخ 9/5/2024 اعلن البابا فرنسيس ان سنة 2025 ستكون اليوبيل العادي لعام 2025 .وذلك من خلال تسليم المرسوم الرسمي في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان ،امام الباب المقدس الذي يرمز الى الخلاص للكاثوليك والمزين بلوحات ترمز الى الخطيئة البشرية ورحمة الرب، قدم البابا المرسوم البابوي حدد فيه رؤيته للرجاء المتجدد لهذا العام ، تحت عنوان " الرجاء لا يخيب "( الرسالة الى اهل روما 5:5 ) .سيفتح الباب المقدس لكاتدرائية القديس بطرس بتاريخ 24 كانون الاول (ديسمبر )2024، اي في ليلة عيد الميلاد حسب التقويم الغربي . في هذه السنة المقدسة سيتم تسليط الاضواء فيها على الحاجة إلى الرجاء في عالم يعاني من الجوع والفقر والحرب . في سنة اليوبيل يكون عادة اهم احداث الكنيسة الكاثوليكية ،وذلك مرة كل 25 سنة او 50 سنة .لكن في خلال اليوبيل المقبل تحل ايضا ذكرى مرور 1700 عام على المجمع المسكوني الاول الكبير في نيقيا .( الشرح لاحقا )
ماذا احتوى هذا المرسوم البابوي ؟؟
اختار البابا في موضوعات اليوبيل العنوان " حجاج الرجاء ، ويترجم الامل الى سلام للعالم ، الذي يجد فيه نفسه مرة اخرى غارقا في مأساة الحرب ، هذا الرجاء الذي يتجاوز ملذات الحياة العابرة وتحقيق اهدافنا المباشرة ، يجعلنا نرتقي فوق محننا وصعوباتنا ، ويلهمنا لمواصلة التقدم الى الامام ." كذلك ندد البابا في الوثيقة بالفقر العالمي " المخزي " ورعب الحرب".
واكد حماية المهاجرين والمرضى والمسنين والشباب ضحايا المخدرات والانتهاكات. البابا اعلن أنه سيفتح الباب المقدس في السجن، ويدعو إلى إعفاء البلدان الفقيرة من ديونها، وارتفاع معدلات المواليد، واستقبال المهاجرين واحترام الخليقة .
شرح البابا أنّ الرجاء المسيحي يدعم مسيرة الحياة حتّى عندما تكون متعبة. والرجاء يجعل الإنسان يرى الخير الممكن عندما يبدو أنّ الشر يسود. كما يدفعه إلى أن يكون شجاعًا في بناء عالم أخوي وسلمي: «هذا هو الرجاء، الهديّة التي أعطانا إياها الربّ بالمعمودية "
ودافع عن حقوق المهاجرين والحاجة الى زيادة معدلات المواليد في العديد من دول العالم .
كذلك كرر دعوته لانهاء عقوبة الاعدام ، وطلب من الحكومات العفو عن السجناء ، وتخفيف ديون الدول الفقيرة كذلك تمنى ان تكون السنة المقبلة فرصة يحيى الجميع من خلالها الرجاء فيما بينهم ويكونون علامات للمرضى والمسنين والفقراء والسجناء.
اما في الجانب العملي والموجه الى غير الكاثوليك ، فقد توجه البابا بنداء الى العالم الاوثودوكسي والكنائس الشرقية وذكر المرسوم مؤمني الكنائس الشرقيّة. فقال: «هم الذين تألّموا كثيرًا، ومرارًا حتّى الموت، بسبب أمانتهم للمسيح والكنيسة، يجب أن يشعروا بأنّه مرحَّب بهم بشكل خاصّ في روما التي هي أمّهم أيضًا والتي تحافظ على ذكريات كثيرة لحضورهم. الكنيسة الكاثوليكيّة تريد أن تُعرِب بصورة رمزيّة عن ترحيبها بهم وبإخوتهم الأرثوذكس .
كذلك دعوته لجميع الكنائس والجماعات المسيحية كي تتقدم في مسيرتها نحو الوحدة المنظورة ، مضيفا وأضاف فرنسيس أنّ العناية الإلهيّة أرادت أن يكون الاحتفال بعيد القيامة معًا في العام 2025.
وأعلن كذلك : «ليكن هذا الحدث دعوة إلى المسيحيّين جميعهم، في الشرق والغرب، ليخطوا خطوة حاسمة نحو الوَحدة، حول تاريخ مشترك لعيد الفصح». وأشار المرسوم إلى شهادة الشهداء المنتمين إلى مختلف التقاليد المسيحيّة ". وفي شرحه عن الرجاء قال البابا الرجاء المسيحي يدعم مسيرة الحياة حتّى عندما تكون متعبة. والرجاء يجعل الإنسان يرى الخير الممكن عندما يبدو أنّ الشر يسود. كما يدفعه إلى أن يكون شجاعًا في بناء عالم أخوي وسلمي هذا هو الرجاء، الهديّة التي أعطانا إياها الربّ بالمعمودية . "
بتاريخ 20 ايار حتى 19 حزيران من العام 325 م .عقد المجمع المسكوني الاول في مدينة نيقيا في الشمال الغربي من آسيا الصغرى بالقرب من القسطنطينية اليوم . هذا التاريخ 25 /12/2024 ياتي بعد 1700 سنة من ذلك الحدث .واليوم هناك اهمية وحاجة خاصة لجمع شمل كل المسيحيين ، ما جاء في نداء البابا فرنسيس .
عقد المجمع بناء على دعوة الامبراطور قسطنطين الكبير الاول لدراسة الخلافات في كنيسة الاسكندرية بين آريوس واتباعه من جهة وبين الكسندروس الاول بابا الاسكندرية ، حول طبيعة المسيح ....طبيعة الهية ام طبيعة البشر .
يذكر هنا ان النقاش والخلاف في الكنيسة بدأ منذ القرن الاول ،لكن المسيحية كانت ملاحقة من الانظمة السائدة في حينه، ولم تكن النقاشات منتشرة في الامبراطورية الرومانية عامة .
لكن في العام 313 اصدر الامبراطور قسطنطين مرسوما سمي فيما بعد " مرسوم ميلانو "يتعلق باعطاء الحرية الدينية للمسيجيين ووقف الاضطهاد ضدهم .كذلك اعطى المرسوم المسيحية وضعا قانونيا بالعبادة ، الامر الذي ادى الى جعل المسيحية مذهب الامبراطورية الرومانية رسميا في العام 380 م في عهد الامبرطور ثيودوسيوس مع مرسوم تسالونيكي . هذا معناه ، بعد اعلان ميلانو اصبحت المسيحية حرة اكثر وتطورت بين شعوب الامبراطورية ، ومعها ازداد النقاش والخلاف وتعددت التيارات الفكرية اللاهوتية بين رجال الدين الكبار ذوي النفوذ ، الشيء الذي ازعج الامبراطور قسطنطين ، مما جعله يدعو الى اجتماع عام لرؤساء الكنائس لبحث الخلافات ....هذا ما سمي فيما بعد " مجمع نيقيا المسكوني ". من المدعوين الى هذا اللقاء كان كاهنا ليبي الاصل ويخدم في الاسكندرية، كذلك البابا الكسندروس ، بابا الاسكندرية ( الوحيد في ذلك الوقت )، اذ ان النقاش والخلاف بدأ بينهما ليمتد لاحقا الى انحاء الامبلااطورية .
في هذا اللقاء طرح آريوس موقفه بقوله :" ان الابن ليس مساويا للآب في الازلية وليس من جوهره ،وان الآب كان في الاصل وحيدا فاخرج الابن من العدم بارادته. وان الآب لا يرى ( بضم الياء ) ولا يكتشف حتى للابن،لان الذي له بداية لا يعرف الازلي. وان الابن اله لحصوله على لاهوت مكتسب " . هذا معناه ايضا ان المسيح ولد كانسان وتأله فيما بعد ، كذلك ان مريم العذراء هي ليست ام الله بل ام المسيح .
هكذا يكون آريوس قد أنكر أزلية يسوع فاعتقد بأنه كان هناك وقت لم يكن يسوع موجودا فيه، واعتبره رفيعاً بين مخلوقات الله ومِنْ صُنْعِهِ، كما اعتبر أن الروح القدس من صُنْعِ الله أيضا. بينما أكد الكسندروس الأول على أن طبيعة المسيح هي من نفس طبيعة الله ، مؤكدا موقف الشماس اثناسيوس الذي ناقش آريوس ثم اقترح اضافة كلمة " ذو جوهر واحد ، وليس مشابها له بدلا من مساو له " .لكن هذا الرأي للآريوس لم يكن الوحيد بل تعداه الى انكار الموقف " اله واحد في ثلاثة اقانيم " ( مثل الشمعة المشتعلة ، هي واحدة لكنها في نفس الوقت نار ونور وحرارة ).
استمر هذا النقاش وكان للطرفان اتباعا ، لمدة طويلة حتى انتهى في العام 451 في المجمع المسكوني الرابع في خلقدونيا ، حيث اقرت نهائيا بعض الامور اللاهوتية واعتبار ان للمسيح طبيعتين بشرية والهية وهما في اتحاد واحد بدون اختلاط او انفصال او انقسام .كذلك قرر هذا المجمع الغاء قرارت سابقة ( من المجمع الثاني ) بان اللاهوت اختلط مع الناسوت ( الطبيعة البشرية ) .(الناسوت هي الاختلاط بين اللاهوت /اله والناس/ الانسان ).وبعد ذلك بقيت بعض الكنائس تحتفظ بتفسيرات لاهوتية اخرى .
النقاش والخلافات اللاهوتية لا تزال قائمة حتى اليوم بين الكنائس والطوائف المسيحية المختلفة .هناك امور جوهرية وغيرها غير جوهرية مثل الاعياد الكنسية ومواعيدها .
بعد هذا الشرح ممكن فهم دعوة البابا للوحدة وتوحيد المناسبات / الاعياد المسيحية للاحفال سوية في موعد متفق عليه .