اهلا

لطالما كانت أثينا رمزًا للحكمة والقوة، لكن يحكي درعها جانبًا آخر من أساطير الإغريق، إذ يحمل رأس ميدوسا الرهيب. فكيف انتهى هذا الرأس الملعون على درع أثينا؟
تظهر قصة ميدوسا في الكتاب الرابع من "التحولات" (Metamorphoses) وهو عمل أدبي للشاعر الروماني أوفيد، يتكون من 15 كتابًا، ويحتوي على مجموعة من الأساطير والقصص التي تتناول موضوع التحول، سواء من شكل إلى آخر أو من حالة إلى أخرى..
- تعرّف على القصة الأسطورية التي جمعت بين البطل بيرسيوس وأثينا وميدوسا في صراع أسطوري كما وردت في كتاب التحولات لأوفيد :
• نبدأ من (ميدوسا) والتي كانت في الأصل كاهنة جميلة من كاهنات أثينا. لكنها تعرضت لـ اللعنة بسبب غضب أثينا، بعد أن أهانتها بعلاقة مع (بوسيدون) في معبد أثينا المقدس. فتحولت (ميدوسا) إلى مخلوقة بشعة وقبيحة ذات شعر من الأفاعي، وكل من ينظر إلى عينيها يتحول إلى حجر..
• تلقى البطل الإغريقي الأسطوري (بيرسيوس) مهمة شبه مستحيلة من الملك (بوليدكتيس) وهو ملك جزيرة سيريفوس الذي أراد التخلص منه لأنه كان يسعى للزواج من (داناي) والدة (بيرسيوس) دون موافقتها. لذلك، طلب منه الملك إحضار رأس ميدوسا، ظنًا أن المهمة ستقضي على (بيرسيوس) للأبد..
• حصل (بيرسيوس) على المساعدة؛ فقد أهدته (أثينا) درعًا لامعًا ليستخدمه كمرآة حتى يتجنب النظر مباشرة إلى عيني ميدوسا. كما قدم له (هيرميس) حذاءً مجنحًا ليتمكن من الطيران، وقلنسوة تمنحه القدرة على الاختفاء، وكيسًا لحمل رأس ميدوسا بأمان..
• بفضل الأدوات السحرية التي حصل عليها، استطاع (بيرسيوس) الوصول إلى مخبأ (ميدوسا) الذي كان في كهف منعزل. واستخدم الدرع كمرآة ليرى انعكاسها ويجنب نفسه التحول إلى حجر، واستغل الفرصة عندما كانت (ميدوسا) نائمة، فنجح بقطع رأسها بسرعة..
• بعد قطع رأس (ميدوسا)، انبثقت من دمائها كائنات أسطورية، منها الحصان المجنح (بيغاسوس).
عاد (بيرسيوس) منتصرًا برأس ميدوسا، واستخدمه كسلاح ضد أعدائه، حيث كان الرأس يحتفظ بقدرته على تحويل كل من ينظر إليه إلى حجر. فـ استخدم (بيرسيوس) رأس ميدوسا لتحويل (بوليدكتيس) إلى حجر، منهياً بذلك استبداده..
• وفقًا للأسطورة اليونانية، قام (بيرسيوس) بإهداء رأس ميدوسا لـ (أثينا) بعد عودته من مغامرته. أثينا، التي ساعدته في إنجاز المهمة، أخذت الرأس ووضعتها على درعها، المعروف باسم "الإيغيس" (Aegis)..
• يُقال إن أثينا استخدمت رأس ميدوسا على الدرع "الإيغيس" كرمز للحماية والقوة، إذ استمر الرأس في الحفاظ على قدرته الأسطورية في تحويل الأعداء إلى حجر عند النظر إليه. لذا، أصبح درع أثينا مع رأس ميدوسا رمزًا للإرهاب والرعب يُخيف أعداءها، مما يعكس معنى الانتقام من ميدوسا التي كانت في الأصل خادمة لأثينا ثم أصبحت ملعونة منها..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
• Source : Metamorphoses by Ovid, translated by David Raeburn Melville, 1986 & Charles Martin, 2004. Published in: W.W. Norton & Company, Penguin Classics, Oxford Worlds.