X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

المراجعة المطلوبة (٣)… دخول الحزب في حرب استنزاف

admin - 2024-09-07 16:42:24
facebook_link

اهلا- زياد عيتاني-بيروت

المراجعة المطلوبة (٣)… دخول الحزب في حرب استنزاف
في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أي اليوم التالي لعملية “طوفان الأقصى” وما تبعها من حرب إبادة على غزة، اختار “حزب الله” الانخراط في الدفاع عن حلفائه في القطاع بالمشاركة المحدودة في الحرب عبر فتح جبهة المشاغلة جنوبي لبنان، على الرغم من إدعائه ومن خلفه إيران عدم علمهما المسبق ولا تنسيقهما مع حركة “حماس” بشأن العملية، بيد أن الحزب، كما إيران، معني بنفوذهما في الإقليم، وبالحفاظ على صورتهما باعتبارهما طليعة القوى المقاومة لاسرائيل.

وللحفاظ على هذا النفوذ وعلى هذه الصورة، كانت المشاركة المحدودة للحزب بسقف يعزز من موقعه المقاوم، ولا تدفع نحو اندلاع حرب شاملة على لبنان، بحيث أن هذه المقاربة التي اتبعها طوال الشهور الأولى من الحرب على غزة، كان هدفها التأكيد أن ما يقوم به هو جهد مساند للمقاومين في قطاع غزة، وأنه لا يعمل ولا يسعى إلى توسيع نطاق الاشتباك ومستواه، وسيقوم فوراً بوقف عملياته العسكرية بمجرد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في القطاع.

الحقيقة، أن “حزب الله”، الذي لا يخرج عن الاطار الاستراتيجي الايراني، كان ينتهج سياسة تهدئة خلال الأشهر الأولى من “طوفان الأقصى”، نظراً الى أن التهدئة كانت السمة الأبرز للسياسة الايرانية في الاقليم، وعلى مستوى العلاقات الايرانية-الأميركية. واقتصرت العمليات العسكرية طوال الأشهر التالية لهجوم السابع من أكتوبر على قيام “حزب الله” باستهداف مواقع عسكرية إسرائيلية حدودية بقصف صاروخي أو مدفعي، ورد الجانب الاسرائيلي بقصف مكافئ أو أشد قليلاً. ولكن، على الرغم من أن حسابات الطرفين جعلت مصلحتهما في تفادي الحرب الشاملة وحصر المواجهة في ساحة محدودة بالمنطقة جنوب الليطاني، في الجانب اللبناني، وشريط صغير في الجانب الاسرائيلي، إلا أن الاسرائيليين تجاوزوا هذه الساحة أكثر من مرة، إذ هاجموا أهدافاً شمال الليطاني، وحتى في منطقة البقاع، وصولاً الى الضاحية الجنوبية، واستهدفوا بالاغتيال قيادات بارزة من “حزب الله” و”حماس”.

ولأن حسابات الحزب قامت على مواجهة التصعيد بتصعيد مماثل، بات يطلق المسيرات والصواريخ والقذائف على أهداف إسرائيلية، ما أدى إلى تدمير واسع في بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية شمالية، وإلى إشعال النار في مئات الكيلومترات المربعة، وجراء ذلك ارتفعت وتيرة التصعيد كماً ونوعاً ومساحة، بما بات يخشى معه من تفلت الأمور، وتدحرجها الى حرب شاملة.

طوال الشهور السبعة الأولى للحرب، كان الجانب الاسرائيلي هو الذي اختار التصعيد، سواء بتوسيع نطاق المواجهة إلى ما هو أبعد من نهر الليطاني، أو بتعهد اغتيالات لقادة بارزين من الحزب. وخلال فترة المواجهة، قام المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، بزيارات مكوكية الى إسرائيل ولبنان، كان آخرها في 17 و18 حزيران، وجه خلالها إنذاراً مباشراً الى رئيس الحكومة اللبنانية بأن الولايات المتحدة ستطوي معارضتها لحرب إسرائيلية على لبنان، وأن الاسرائيليين يستعدون فعلاً لهذه الحرب ما لم يبدأ “حزب الله” بسحب قواته من جنوب الليطاني. وفي 22 حزيران، سرَّبت مصادر أميركية رسمية خبراً لوسائل الاعلام يفيد بأن الولايات المتحدة ستشارك في الدفاع عن إسرائيل في حال نشوب حرب شاملة على الجبهة اللبنانية، من دون أن تنشر قوات أميركية في المنطقة.

وفي مواجهة التهديدات بالحرب الشاملة، سواء تلك القادمة من الوسطاء الغربيين أو من المسؤولين الاسرائيليين، يرسل الحزب رسائل متتالية للمعنيين كافة تفيد بأن حرباً إسرائيلية أخرى على لبنان ستكون باهظة التكاليف للاسرائيليين. وعلى هذا المنوال من التصعيد المرتفع الوتيرة تدريجياً، الذي يقابله الحجم نفسه من التصعيد من الطرف الآخر، وبما أن “حزب الله” ملتزم بإنقاذ حلفائه في غزة، فإنه لا يريد حالياً حرباً كاملة مع إسرائيل، وعلى الرغم من أن الآلة العسكرية الاجرامية قد تسببت في تدمير شبه كامل لغزة وارتكاب المجازر الإرهابية قتلاً وتهجيراً وتجويعاً لأهلها، فإن تلك الظروف فرضت على “حزب الله” الإنخراط من دون أن يكن مقرراً ذلك في حرب إستنزاف طويلة، تماشياً مع التبرير الذي أطلقه أمينه العام حسن نصر الله عند الإعلان عن جبهة “المشاغلة”، التي لم تشغل العدو الصهيوني عن تنفيذ مخططه الجهنمي بحق غزة.

إلا أن إطلاق حرب الاستنزاف الحالية سمح للحزب بموازنة التزاماته تجاه محور المقاومة مع الاعتبارات اللبنانية المحلية ومع تعثره واستمرار القتال، أصبح الاستنزاف المتبادل يميل بصورة متزايدة لصالح إسرائيل، التي إغتالت عدداً كبيراً من مقاتلي “حزب الله”، بما في ذلك كبار القادة، ودمرت أصولاً عسكرية ولوجيستية ذات أهمية إستراتيجية. ففي شهر نيسان الماضي اشتكى نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم من أن الحزب “لم يتوقع أن تستمر الحرب كل هذا الوقت”، مؤكداً الالتزام بالقتال حتى توقف إسرائيل حملتها على غزة، (في إشارة إلى أنه ليس بوسع الحزب أن يتراجع من جانب واحد من دون أن يبدو ضعيفاً).

على الرغم من ذلك، لا تزال إيران وأذرعها العسكرية التي تخوض نيابة عنها حروب “المساندة” بالوكالة لغزة، وتحديداً “حزب الله”، يتمسكون بأن “الربط بين المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد هو القاعدة الجديدة في توازن الردع”، بحيث أعلن نصر الله ضرورة استمرار هذا الترابط في خطابه الذي فصَّل فيه حيثيات الرد على مقتل القائد فؤاد شكر، معتبراً أن نجاح إسرائيل في القضاء على المقاومة الفلسطينية سيهدد الأمن القومي اللبناني والأمن العربي والاقليمي، متعهداً بمنع حدوث ذلك.

قد تسهم حسابات “جبهة الإسناد والمشاغلة” في تجنب الحرب الشاملة (التي لا يريدها الحزب) في إنجاح سيناريو “المنطقة الرمادية” بين الهدوء التام والحرب الشاملة، إلا أنها ستشكل نمطاً جديداً من حرب الاستنزاف على “حزب الله”، بكل ما تحمله من كلفة باهظة، وهو ما يخدم أجندة بنيامين نتنياهو، لأنه يخلق أجواء الحرب التي يريدها لتبرير استمراره في السلطة وفك الارتباط بين المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد.



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو