اهلا فلسطين تقتص، عموما، من خائنيها استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـahlanweb@gmail.com
"موضة"، او حقيقة مؤامرة التطبيع الجديدة، الموضوعة على النار منذ فترة، وان كانت حاليا نارا مطفأة، هي تلك الهادفة إلى تطبيع العلاقات بين السعودية والاسرائيل، بحيث تصبح الأخيرة "جزءا من المنطقة"، وذلك مقابل حصول السعودية على ضمانات أمنية أميركية، وربما "حلفا"، لمواجهة "الخطر الإيراني". ويقود هذه المؤامرة، عن الجانب السعودي ولي العهد الغلام محمد بن سلمان، الذي تشير إليه بعض الدوائر الغربية، باختصار، بعبارة MBS، أي كأنك تقول UN (الأمم المتحدة)، وذلك للتفخيم. وعندما يمتدح الغرب عربيا ما عليك أن تشك فورا بأنه عميل كبير.
يشترط الغلام ان يتم التطبيع من خلال موافقة الاسرائيل على إقامة دولة فلسطينية، وان كان المرء لا يستطيع أن يجد فيها الآن شخصا واحدا عليه العين يوافق على ذلك. ولكن على الرغم من هذا تجد، مثلا، أن رئيس بلدية (وليس "دولة") فلسطين محمود عباس يوافق على ذلك، ويحلم بالحصول على دولة.
وكانت الترتيبات لتنفيذ هذه المؤامرة الجديدة، بإشراف الرئيس الأميركي الشخاخ والخرفان بايدن هي احد الأسباب الرئيسية لإطلاق عملية "طوفان الأقصى"، كما أوضحت حماس صراحة في بيان خطي مطول صدر عنها في هذا الصدد.
مؤخرا نشرت بعض الصحف الاميركية تصريحات منسوبة للغلام يبدي فيها تخوفه على حياته إذا عقد حلفا مع الكيان الصهيوني، متسائلا ماذا فعلت أميركا لحماية الرئيس المصري الفهلوي أنور السادات، الذي اغتيل سنة 1981، بعد أن عقد صلحا منفردا مع إسرائيل، باع بموجبه قضية فلسطين والعرب أجمعين.
ربما كان تساؤل MBS في محله. ولكن ليست هذه هي الحالة الوحيدة، التي يتم فيها اغتيال خونة فلسطين والعرب. فقبل اغتيال السادات بثلاثين سنة، أي في سنة 1951، تم اغتيال احد اكبر الخونة العرب، وهو الملك عبد الله الاردني الهاشمي، الجد الأكبر للملك عبد الله الحالي، الذي تواطأ مع الصهيونيين، فقسموا بينهم فلسطين أرضا وشعبا خلال حرب 1948. وبعد ذلك بسنة تم اغتيال الصبي الأرعن الفاجر بشير الجميّل اللبناني، الذي "انتخب" رئيسا للبنان بحماية الدبابات الإسرائيلية، على أمل أن يعقد صلحا منفردا مع إسرائيل.
إبعاد خطر الاغتيالات، او حتى المشاحنات عموما لا يكون بالارتماء في أحضان المستعمرين الأميركيين، ولا بـ"الاحتماء" بالمستعمرين الصغار، أي الإسرائيليين، الذين باتوا غير قادرين حتى على حماية أنفسهم. هذا يتم بالتفاهم مع إيران وإنهاء الخلاف السني – الشيعي المقيت، وجمع شمل العرب والمسلمين، وإقامة نظام يحفظ الخليج لأهله، عربا وفرسا، من خلال الاستغناء عن خدمات المستعمرين الكبار وعملائهم الصغار.
