















اهلا- حسناء الحرفوش - بيروت الشرق الأوسط منطقة غير صالحة للعيش وسلط المقال الضوء على موجة الحر الشديدة التي ضربت المنطقة هذا الصيف وعلى تداعياتها العالمية الخطرة، كما أشار الخبراء إلى ارتفاع درجات الحرارة بنسب مخيفة أسفرت عن أكثر من 1300 حالة وفاة. وقدر البنك الدولي أيضاً أن نقص المياه قد يؤدي إلى خفض الناتج المحلي الاجمالي للمنطقة بنسبة تصل إلى 14% بحلول العام 2050. ووفقاً للمقال، “على مدى الأشهر العشرة الماضية، انصب اهتمام العالم على إسرائيل وقطاع غزة في ظل الحرب الكارثية. لكن الصراع ألقى بظلاله أيضاً على أزمة أخرى تهدد المنطقة: الارتفاع الشديد في درجات الحرارة ونقص المياه. وشهدت المنطقة درجات حرارة ارتبط بعضها بالمرض والوفاة بالاضافة إلى التهديد الكبير الذي تمثله درجات الحرارة الشديدة على الحياة وعلى سبل العيش في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وفي هذا السياق، يطرح السؤال الأكثر إلحاحاً حول كيفية تكيف الناس مع ارتفاع درجات الحرارة وشح المياه، فهم يميلون للهجرة إلى المناطق التي تتميز بدرجات حرارة أقل وبمياه أكثر. ووفقاً للبنك الدولي، قد يجد 19 مليون شخص أنفسهم في عداد النازحين في شمال إفريقيا بحلول العام 2050 تحديداً بسبب أزمة المناخ. أما الوجهة المثلى لهؤلاء فهي أوروبا. وقد تحدّ بعض التغييرات السياسية أو الاقتصادية أو التكنولوجية من عدد المهاجرين، كما سيبقى بعض هؤلاء النازحين في مكان ما في المنطقة نظراً الى الموارد اللازمة لعبور البحر الأبيض المتوسط. ولكن هذا قد يولد مجموعة من المشكلات والضغوط. فالنازحون داخلياً، والذين يستقرون عموماً في المناطق الحضرية، سيفرضون ضغوطاً على الميزانيات وعلى البنية الأساسية للأماكن التي تكون مواردها وقدرتها على استيعاب المهاجرين محدودة. وعلى الرغم من أن الهجرة إيجابية بالنسبة الى بعض الدول في الاتحاد الأوروبي، الذي يعاني من الشيخوخة السكانية، لا تلقى هذه الحجة قبولاً لدى عدد كبير من الأوروبيين الذين يعارضون توافد أعداد كبيرة (أو هائلة بصورة ملحوظة) من الوافدين الجدد إلى بلدانهم. ويظهر كل ذلك التداخل السياسي في الملف البيئي، حيث للولايات المتحدة مصلحة ملحة في أن تتمتع حليفتها أوروبا بالاستقرار والتكامل والحرية والازدهار. ولدعم ذلك لا بد من الاستثمار في الديبلوماسية الإبداعية حيث أن ارتفاع درجات الحرارة يفاقم مشكلة ندرة المياه. وتزيد الصراعات في المنطقة من تعقيد الوضع، نظراً الى حقيقة مفادها أن مصادر المياه غالباً ما تعبر الحدود. ولكن هذا يشكل تحدياً يمكن التغلب عليه. وليس هناك حلول فنية لمشكلة ندرة المياه فحسب، بل هناك أيضاً حوافز سياسية للتوصل إلى اتفاق بين الدول المعنية ولو فرقتها سياسات الدول”.
حذر خبراء في مقال نشر في مجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy)، من أن تغير المناخ قد يجعل الشرق الأوسط منطقة غير صالحة للعيش.