















اهلا- زياد عيتاني-بيروت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يبذل قصارى جهده لتفكيك الصواعق التفجيرية التي يضعها رئيس الحكومة السرائيلية بنيامين نتنياهو لتفجير مفاوضات اللحظة الأخيرة بغية التوصل الى “معجزة” هدنة وقف إطلاق النار في غزة، يشهد الوضع الميداني بين لبنان وإسرائيل تصعيداً عسكرياً غير مسبوق منذ عشرة أشهر، يخشى أن تتسبب تشظياته ونيرانه الحارقة في إلتهام الخطوط الحمر، التي لا تزال تتحكم بقواعد الاشتباك، على الرغم من تجاوزها بصورة متدرجة ومتوازن بين العدو الاسرائيلي و”حزب الل”،، مما بات يخشى سقوطها، إذا ما فشلت مفاوضات غزة التي دخلت “العناية الفائقة”، الأمر الذي سيدفع كلاً من ايران و”حزب الله” الى القيام بالرد “المعلق” على إغتيال إسماعيل هنية وفؤاد شكر، وإخراجه من “ثلاجة” الإنتظار والتأجيل إلى التنفيذ العملاني. وفي هذا الاطار، حذرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية من أن منطقة الشرق الأوسط تستعد لـ “صراع محتمل” بين إسرائيل و”حزب الله”، بعد أن كشف الحزب عن شبكة أنفاق متطورة، ما يزيد التوترات مع إسرائيل، التي اغتالت أحد قادته الرئيسيين فؤاد شكر، مشيرة الى أنه كان من الصعب ترجمة الفيديو إلى اللغة الإنكليزية، بالإضافة إلى العبرية، وربما هي محاولة لتهديد القوات العسكرية الأجنبية التي تم حشدها في المنطقة استعداداً لتصعيد محتمل بين إسرائيل و”حزب الله” وإيران. أما مركز “ألما” للأبحاث والتعليم، وهي مؤسسة متخصصة في دراسات “الإرهاب” فأشار الى أن “حزب الله” يرسل “إشارات إلى الجميع في المنطقة مفادها أن هذه هي قدراتنا، وهذا ما نعرف أن نفعله”، وذلك بعدما زادت القوات الأميركية والبريطانية بصورة كبيرة من وجودها في المنطقة، مع حشد حاملات الطائرات والغواصات وقوات أخرى، تحسباً لرد انتقامي من “حزب الله” وإيران على مقتل شكر وهنية. ووفقاً لتقرير حديث صادر عن مركز “ألما”، فقد تلقى “حزب الله” المساعدة من كوريا الشمالية وإيران في إنشاء شبكة أنفاق ضخمة تحت الأرض تمتد في عمق الأراضي اللبنانية، تسمح بحشد الحزب أسلحته بعيداً عن أعين المخابرات الاسرائيلية، والتهرب من الكشف الحاسم. ميدانياً، يتوسع القصف المتبادل بين “حزب الله” والجيش الاسرائيلي، وبات يشمل مناطق كانت بعيدة عن نيران الطرفين، وذلك في أعقاب قصف إسرائيلي استهدف مخازن أسلحة تابعة للحزب في منطقة بعلبك شرقي لبنان، ما دفع الأخير الى رفع وتيرة هجماته وإستهدافاته كماً ونوعاً. وكان مصدر عسكري إسرائيلي قال إن “أي مخزن سلاح لحزب الله نرى فيه تهديداً سنقوم بقصفه عندما تتوافر المعلومات الاستخباراتية حوله”. صحيح أنها ليست المرة الأولى التي تقصف فيها إسرائيل بعلبك، الا أن اللافت ما أعلنه وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت من أن “مركز ثقل العمليات العسكرية للجيش الاسرائيلي يتحرك تدريجياً من الجنوب إلى الشمال”، مشيراً إلى أن “الهجمات العميقة في لبنان، بما في ذلك تلك التي استهدفت مخازن أسلحة في منطقة البقاع، تأتي كجزء من التحضيرات لمواجهة أي تطورات محتملة”. وجاءت تصريحات غالانت في أعقاب جلسة تقييم للوضع العملياتي في مقر الفرقة 36 التابعة للجيش الاسرائيلي بالجبهة الشمالية، بحضور قائد الفرقة ددو بار كليفا وقادة عدة وحدات عسكرية أخرى. وهدد غالانت بعد الاجتماع بأن “إسرائيل مستعدة لتوسيع العمليات إذا لزم الأمر”، مشدداً على أهمية الحفاظ على جاهزية عالية. وأكد أن “القوات الاسرائيلية ستستمر في استهداف مواقع حزب الله وكذلك عبر الخداع لتحقيق التفوق الميداني”. هذه التطورات الميدانية المتصاعدة بعد أيام قليلة من كشف الحزب لمنظومة صواريخ وأنفاق له في فيديو سمّاه “عماد 4″، الذي أتبع بقصف إسرائيل مخازن لـ “حزب الله” في البقاع شرقي لبنان، هل هي مقدمة لإنهيار قواعد الاشتباك أم أن إسرائيل بدأت بشن ضرباتها الاستباقية؟ إذ لم يكن عابراً قول “القناة 12” الاسرائيلية إن “سلاح الجو نفّذ ضربة استباقية على أهداف مهمّة لحزب الله”، تبعد عن الحدود الشمالية أكثر من 100 كيلومتر، (وذلك في إشارة إلى 3 غارات نفّذت في سهل قصرين، وسهل النبي شيت – السفري، وبين السفري وسرعين). إن أفق الميدان في جنوب لبنان يبدو غامضاً حتى الآن بانتظار نتائج مفاوضات هدنة غزة من جهة، ورد “حزب الله” وايران المؤجل من جهة أخرى، ليتحدد في ضوئهما “الساعة صفر” للإنفجار الكبير، من عدمه. استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـahlanweb@gmail.com