اهلا-جمال زقوت هل باتت إسرائيل تخشى اتساع نطاق الحرب؟ استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ ahlanweb@gmail.com
… وفي نفس الوقت لا يُمكن تجاهل ما احدثته هذه التحولات من أثر مباشر على مكانة إسرائيل وعزلتها الدولية كدولة منبوذة، بالإضافة إلى تطوُر معارك الإسناد اليمنية واللبنانية نحو مزيد من اضعاف وتآكل ما يسمى بقوة الردع الاسرائيلية، وخشيتها من الانجرار إلى حرب شاملة تحذر المؤسستان العسكرية والامنية في إسرائيل من مخاطرها، وعدم جاهزية إسرائيل لها في هذه المرحلة ، هذا بعد أن سبق وحاولت جر واشنطن وتوريطها في هكذا حرب .
والسؤال الذي تحمل الأيام القليلة القادمة الاجابة عليه هو : هل أن نتانياهو، الذي طالما نجح في تقويض جهود " الوسطاء " والتملص من التوصل لاتفاق ، قرر ارسال وفده للمفاوضات جراء ادراكه لمخاطر مثل هذه الحسابات، التي سبق له عدم الاكتراث بها، أم أن هذا القرار هو مجرد محاولة لتمرير زيارته لواشنطن وخطابه في الكونجرس دون أن يكون الموضوع الأساسي هو تحديه لرغبة البيت الأبيض في التوصل إلى "صفقة" تخدم على الأقل مصالحه الانتخابية؟ يبدو أن الأيام القادمة ستكون مليئة بالتطورات الاقليمية والدولية، سيما بعد أن تتضح هوية المرشح/ة الديمقراطي/ة لسباق الانتخابات الرئاسية في نوڤمبر القادم، ومدى قدرته/ها على منافسة ترامب . من الواضح أن نتانياهو يسعى، وإن كان بشئ من الدهاء تأجيل مثل هكذا اتفاق لحين الانتخابات الرئاسية، منتظراً عودة ترامب للبيت الأبيض، و متوقعاً في نفس الوقت دعما مفتوحاً بلا أي تحفظات "لاستكمال المهمة" أي القضاء على المقاومة، كما ذكر ترامب في مناظرته مع بايدن قبل حوالي أسبوعين .
الأمر المؤكد وغير الخاضع للتكهنات أن النظام السياسي في إسرائيل ،وبغض النظر عمن هو في مقود قيادته، غير جاهز في المدى المنظور للتقدم نحو معالجة جدية للصراع، وهذا الأمر ينطبق بشكل كبير على السياسة الأمريكية بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية. وبالتأكيد أيضاً أن هذه المواقف الاسرائيلية والأمريكية تتغذى من حالة الضعف العربية، والأهم غياب الرؤية السياسية والأطر الوطنية الجامعة والموحدة في الحالة الفلسطينية، التي تعاني من إعياء غير مسبوق جراء الانقسام، و انحداره إلى درجة تكاد تبرئ إسرائيل من جرائمها.
من مقالي بعنوان:
استمرار العدوان يستدعي مقاومته..
فالاستسلام هو الكارثة الكبرى