اهلا خطاب نتنياهو على هامش جدول الاعمال الامريكي وانسحاب بايدن استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ ahlanweb@gmail.com
أمير مخول
زيارة نتنياهو الى واشنطن وخطابه امام الكونغرس لم تكن منذ البداية لترقى الى مستوى حوار استراتيجي او زيارة مفصلية بين البلدين، بل جاءت ضمن مساعي نتنياهو بذاته وكذلك في سياق التنافس السياسي الامريكي الداخلي على البيت الابيض. في حين ان التنسيق الحقيقي والمستدام يتم من خلال مستشاري بايدن للامن القومي ووزير الخارجية ورئيس السي اي ايه ويليام بيرنز، وحصريا بين وزير الدفاع اوستن ومقابله غالنت وقيادة اركان الجيش الاسرائيلي. اي ان زيارة نتنياهو التي خطط لها ليكون لها مردود تظاهرة قوة امام الراي العام الاسرائيلي، قد تنقلب عليه.
تتفاوت ردود الفعل الاسرائيلية بصدد قرار بايدن الانسحاب من سباق الرئاسة الامريكية، وارتفع في معظمها منسوب القلق وهذا ما يتضح من التصريحات شبه الرسمية وما يعكسه الاعلام العبري. يدرك نتنياهو انه بالرغم من التوتر بين الادارتين، لم يكن من رئيس امريكي سيقدم لاسرائيل منذ السابع من اكتوبر اكثر من بايدن الذي على قناعة ذاتية بأنه صهيوني بالفمهوم العميق للصهيونية. بل يساور نتنياهو القلق بأنه في حال انتخاب ترامب سيكون عدم اليقين من سياسته هو سيد الموقف، فمن ناحية من المعوّل عليه ان يتيح الضم في الضفة الغربية، وتقويض السلطة الفلسطينية والكيانية الفلسطينية، الا انه قد يفرض على اسرائيل وقف الحرب "غير المجدية" على غزة، مما يعتبره نتياهو هزيمة.
كما ان مسعى نتنياهو في خطابه امام الكونغرس لمحورة الانظار حول الحرب "الوجودية" على غزة وحول اولوية حشد عالمي واقليمي عربي تقوده الولايات المتحدة وفي محوره اسرائيل ضد ايران، بات هامشيا قياسا بجدول الاعمال الامريكي الحقيقي المنشغل في انسحاب بايدن من سباق الرئاسة. كما ان المنطقة العربية معنية بتهدئة الجبهات لا اشعالها وحصريا مع ايران المعنية بدورها بهذه التهدئة. وللتنويه كل ما سعى ترامب للتأسيس له على الاتفاقات الابراهامية قد تهاوى.
التخوف الجوهري لدى نتنياهو حاليا هو ان بايدن من لحظة انسحابه بات محررا من الاخذ بالحسبان المسألة الانتخابية في كل خطوة بصدد غزة، وحصريا قد يكون اكثر حزما في هذه المرحلة بصدد ابرام الصفقة والتهدئة وتبريد الجبهات. كما ان احتدام الانتخابات الامريكية من شأنه الدفع نحو الاهمتمام بالقضايا الامريكية الداخلية وليس باسرائيل والمنطقة.
للخلاصة فإن اسرائيل الرسمية تعيش حالة قلق نتيجة التطورات والاحتمالات بعد انسحاب بايدن، كما ان استراتيجية نتنياهو للتلاعب على التناقضات الامريكية الداخلية في التنافس الرئاسي باتت هامشية، وحصريا مع تحرر بايدن من اخذ الاعتبارات الانتخابية في خطواته، كما ان احتمالية الصفقة والتهدئة في غزة باتت أكبر. أما فلسطينيا وعربيا هذه فرصة هامة لدفع ادارة بايدن محدودة الزمن الى التصعيد في اتخاذ خطوات عقابية تجاه الاستيطان في الضفة وإلزام حكومة نتنياهو بذلك، لكن دون الكثير من التوقعات.