اهلا-حسناء حرفوش-بيروت

التوترات في الشرق الأوسط تهدد سلامة الطيران
سلامة الطيران في منطقة الشرق الأوسط هي مصدر قلق حسب تقرير نشره موقع “أوبس غروب” خصوصاً في ظل الارتفاع الكبير في انتحال نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) خلال الأشهر القليلة الماضية. ويرتبط الانتحال بممارسة “التشويش أو إرسال إشارات زائفة إلى الأقمار الصناعية تطغى على الاشارات الحقيقية”.

ووفقاً للتقرير، “ارتفع عدد الرحلات الجوية المتضررة خلال الفترة التي سجلت فيها البيانات، من متوسط ​​200 رحلة يومياً في الفترة من كانون الثاني/يناير إلى آذار/مارس، إلى حوالي 900 رحلة يومياً في الربع الثاني من العام 2024. وفي بعض الأيام، كانت نحو 1350 رحلة جوية عرضة للانتحال. كما أفاد طاقم الطيران بأن شدة الانتحال آخذة في الازدياد”. وقدر الموقع أن “نسبة الارتفاع في تقليد وتشويش نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في المنطقة بلغت 400% ما يهدد سلامة الطيران”.

التقرير وصف البيانات بـ “المثيرة للقلق”، ورصد “ارتفاعاً موازياً في عدد المواقع التي ينشط فيها الانتحال بصورة كبيرة، من ثلاثة إلى أكثر من عشرة مواقع. وسجلت هذه الظاهرة في شهر أيلول/سبتمبر من العام 2023، في شمال العراق (قريباً من العاصمة بغداد)، ومصر (قريباً من القاهرة) والأراضي الفلسطينية المحتلة، كما بات البحر الأسود وقبرص والحدود الكورية، وروسيا نقاطاً ساخنة لعمليات الانتحال والتشويش”.

كما لفت التقرير إلى مخاوف أطقم الطيران، “وعبء العمل ومخاطر السلامة الناتجة عن تغير هذه الظاهرة وتزايدها. وفي البداية حسب الأطقم، الخطر الأساسي من محاكاة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) كان ملاحياً: المشكلة تكمن في أن الطيار الآلي بدأ بتحويل الطائرة بصورة غير متوقعة، فأصبح موقع الطائرة غير مؤكد، كما فُقدت خدمة IRS في بعض الأحيان. وأمكن بمساعدة ATC، غالباً من خلال ناقلات الرادار، حل الموقف”.

وتسبب الاشارات الزائفة نوعاً من الارتباك في حركة الطيران ما قد يؤدي الى وقوع حوادث مأساوية. بالاضافة إلى ذلك، قد ينتج الارتباك في بعض الحالات، عن الرياح المشار إليها بصورة خاطئة على شاشة الملاحة، وفي حالات أخرى، قد يتسبب سلوك الطيار الآلي ومؤشرات الانزلاق/الموضع غير العادية في فقدان الاقتراب، ما يزيد من عبء عمل الطاقم ويقلص من هامش الأمان”.

وتكمن المشكلة في أن هذه التحولات في المخاطر المتعلقة بالسلامة تمر مرور الكرام ولا تحظى بالاهتمام اللازم، علماً أنها “عبارة عن مزالق كامنة لم تخضع للمعالجة إلى حد كبير”، وهي قادرة على أن تتسبب بألم كبير في حال وقعت الحادثة الأولى التي قد تربط بالتشويش نتيجة التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط”.

وكانت وزارة الاتصالات اللبنانية قد أعلنت الثلاثاء الماضي، عن تقدمها بشكوى ضد إسرائيل إلى كل من الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات، على خلفية “التشويش الاسرائيلي الذي يطول بشكل أساسي أنظمة GPS في لبنان”.