X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

في مثل هذا اليوم:: توفيق زيَّاد د. خالد تركي

admin - 2024-07-06 14:48:12
facebook_link

اهلا

لقد جاء في الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف: “إذا أحبَّ الرَّجلُ أخاه، فليُخبره أنَّه يُحبُّه”، وأنا الآن أُشهِدُكم وأُشهِدكُنَّ جميعًا، أنَّي أحببتُ وأحبُّ رفيقنا الأمين أبو الأمين، توفيق زيَّاد وأحبُّ دربَه وطريقَه، مسارَه، مسيرتَه وسيرتَه.
توفيق زيَّاد ويوم الأرض توأمٌ سياميٌّ وُلِد من رحم الحزب الشُّيوعيِّ، في الثَّلاثين من آذار من العام الفٍ وتسعمائةٍ وستَّةٍوسبعين، ليكونَ صراخُ المولودِ يومَ ولادتِه، صوتًا مدوِّيًا لشعبٍ رفضَ الذُّلَّ والهوانَ، تصدَّى لمصادرة الأراضي ولنهبِها، ناهضَ مشروعَهم في تهويد الجليل، وقاومَ الإجهازَ على ما تبقَّى لشعبي من أرضٍ يقف عليها بثبات حين حاولت السُّلطة الرَّسميَّة إفشال قرار الإضراب، عبر قراراتها بالتَّهديد والوعيد والتَّخويف والتَّحذير، ومن خلال عكاكيزها السُّلطويَّة من ابناء جلدتنا..
لقد وقفَت جماهير بلادي صامدةً عاتيةً على العاتي، متحدِّيةً يد السُّلطة الحديديَّة وهجمتَها الدَّمويَّة الشَّرسة الرَّعناء، ووقف رفيقنا توفيق زيَّاد بإرادته الصَّلبة كإرادة شعبه، قائلاً:
“قرار الإضراب للشَّعب، والشَّعب قرَّر الإضراب وهذا هو القرار النِّهائيُّ”، وكان إضراب يوم الأرض يومًا نضاليًّا مفصليًّا حازمًا، صَنع لشعبي العربيِّ الفلسطينيِّ الصَّامد فوق ترابه مجدَه وعزَّتَه، حين كسر حاجز الخوف والرُّعب عند جماهيرنا ووقف شعبي ببطولة وبسالة دفاعًا عن حقِّه في أرضه ومقاوِمًا لمخطَّط تهويد الجليل والقهر القوميِّ والتَّمييز العنصريِّ، وانتصر دمُ شهدائنا وجرحانا على سيوفهم..
لا يومَ كيومِك يا أرض، يومَ الكرامة، يومَ العزَّة، يومَ الإباء والوفاء، هو يومٌ من أيَّام العرب التَّاريخيَّة..
الأرضُ نادت فلبَّى شعبي النِّداء..
“نداءُ الأرضِ، قاهرٌ
أنا راجعٌ فاحفظنَ لي
صوتي، ورائحتي، وشكلي
يا أزاهر”
بعد أن فُضَّ الاجتماع في شفاعمرو، خرج رفاقنا، وعلى رأسهم توفيق زيَّاد، وباقي الرُّؤساء المؤيِّدين للإضراب على اكتاف الجماهير مرفوعي الهامات منتصبي القامات، مردِّدين، بشجاعة وهمَّة وبسالة، الهتافات والشَّعارات والأهازيج الوطنيَّة الخالصةوالصَّادقة، بينما خرجت عكاكيز السُّلطة من الأبواب الخلفيَّة للقاعة، يجرُّون ذيول الهزيمة، مذلولين ومُطأطئي الرُّؤوس وذُيولهم بين أرجلهم..
لقد وقف النَّائب توفيق طوبي في الكنيست، في اليوم التَّالي من الإضراب، معلنًا نزع الثَّقة عن الحكومة المجرمة، وقال: “أنتم تتحدَّثون عن النَّاصرة. هذا هو حقُّ توفيق زيَّاد، الذي أفشل مؤامرتكم المجرمة، ضدَّ سكَّان النَّاصرة..
لقد أرسلتم حرس الحدود لاقتحام بيته، متحدِّين حصانته البرلمانيَّة، من اجلِ استفزازه، ولجرِّه إلى مصارعتكم، وإلى نتائج وخيمة في النَّاصرة. لقد أفشل مؤامرتكم. وأفشل مؤامرة حرس الحدود وأوامره..”..
وكذلك أرسل الرَّفيق ابراهام ليفنبراون رسالة إلى رئيس الكنيست آنذاك جاء فيها: “باسم الكتلة الشُّيوعيَّة في الكنيست أُقدِّم احتجاجنا على المسِّ الفظِّ بحصانة النَّائب توفيق زيَّاد. لقد أحاط أفراد الشُّرطة بداره في النَّاصرة، واقتحموها عنوةً بعدما كسروا أبوابها ونوافذها. وضربوا والدته وزوجته وشقيقه وشقيقته وطفلته، ولدى خروجهم من المنزل أطلقوا النَّار في الجوِّ، ليُبعِدوا الصَّحفيِّين والمصوِّرين، الذين كانوا شهود الحادث. لقد كرَّروا العمليَّة مرَّات عديدة على الرَّغم من أنَّهم علِموا وأُحيطوا علمًا بأنَّ الدَّار هي دار عضو كنيست. ويُتابع..إنَّنا نتوجَّه إليك كي تعمل لوقف أعمال الإستهانة بالنَّائب توفيق زيَّاد وتحدِّيه، ولنُطالب بمعاقبة المسؤولين عن الأعمال غير المسؤولة (الإتِّحاد، يوم الأربعاء الواحد والثَّلاثين من آذار عام الفٍ وتسعمائة وستَّة وسبعين).
لقد اقتحم عسكر صهيون، في يوم الأرض الأوَّل عام ستَّة وسبعين، من القرن المنصرم، ساحةَ بيته، وعاثوا فسادًا في باحته واعتدوا على زوجته الرَّفيقة نائلة، لكنَّهم لم يستطِيعوا اقتحام بيت العزِّ والشُّموخ والكرامة، وبقي العرين صامدًا نظيفًا من رجسهم، بمقولة رفيقتنا العزيزة نائلة، الشَّهيرة: “لن تدخلوا هذا البيت إلا على جثَّتي”، فبقيت شاهدةً على فشلهم، وكان لها ما قالت.
فللبيت ربٌّ يحميه، وربُّ البيت هما الرَّفيقان نائلة وتوفيق زيَّاد..
لقد قال الشَّاعر والمناضل داود تركي في رحيل القائد توفيق زيَّاد قصيدةً، بعنوان، “رحيلك يا رفيقي”:
لتوفيقَ الرَّفيقِ علا احترامٌ بنفسٍ ترفعُ الذِّكر التهابا
لشهمٍ فارسٍ ما كلَّ عزمًا أغاظَ الظُّلمَ واجتاح الصِّعابا
فقدْنا نفسَه، تأبى اضطهادًا وتقتحمُ السَّرايا والقُبابا
لكَ الأحرارُ قد رفعوا لواءً لماذا عنهم رُمْتَ الغيابا
ألا بئسَ الرِّجالِ إذا استكانوا لسوء صنيعها اعتمدوا التَّوابا
ونِعمَ الصَّامدون على دُجاها يدُكُّون المغارب والرِّحابا
أحفظُ صورتك، يا رفيقي، بعد أن عُدتَ، كما وعدتَ “أنا راجعٌ”..
يقول الشَّاعرُ مهذل مهدي الصُّقور من نجران، جنوب الجزيرة العربيَّة:
أتظنُّ أنَّكَ قد طمستَ هُويَّتي
ومحوتَ تاريخي ومعتقداتي؟
عبثًا تحاولُ..لا فناءَ لثائرٍ
أنا كالقيامة، ذات يوم آتٍ..
ويقول توفيق زيَّاد في قصيدته “سجناء الحرِّيَّة”:
فأنا من شدَّة حبِّي لبلادي
لا أفنى وأموت
لكن أتجدَّد..دومًا أتجدَّد
أحفظُ صورتك يا رفيقي وأراك في عبور القنال وفي تحرير الجولان في حرب تشرين التَّحريريَّة، يوم النَّصر الكبير على الذين “لا يُقهرون”، أراك في قصيدة العبور، التي
منعتها المراقبة رقم أربعين من الصُّدور، حيثُ أقام العنصريُّون الدُّنيا ولم يُقعدوها، فعلى مدار شهر أو يزيد حاولوا قتل روحك الطَّاهرة، في عملية لينش حقيرة، قامت بها غالبيَّة الصٌّحف العبريَّة بنفس النَّصِّ ونفس الكلام، لكنَّك بدفاعك عن القصيدة أخرستهم، حين قلت لهم:
“..وطريقنا نحن، وحده، هو الذي بإمكانه أن يحقِن الدَّم، ويمنع تجدُّد الحرب، طريق الإنسحاب نحو السَّلام، طريق سلام الشُّعوب بحقِّ الشُّعوب، فلماذا تواصلون شُرب البحر..وكلُّ عبور كبير وأنتم بخير” (الإتحاد 6/12/1973)..
​الدُّنيا لم تعُد الدُّنيا
طويلاً كان الليل، طويلاً كان
وثقيلاً كان العار، ثقيلاً كان
وعميقًا كان الجرح، عميقًا كان
حتَّى اللقمة كانت..
ذُلاً وهوان
أمَّا الآن..الآن..الآن
فالفرح المسقيُّ دمًا
ينبتُ في كلِّ كيان..وكيان
بردًا وسلامًا
ينبتُ في كلِّ كيان..وكيان
وردًا وسلامًا ينبتُ
وردًا وشقائق نُعمان
والدُّنيا لم تعُد الدُّنيا
وجميع اساطير العُهر النَّظريِّ
عن “الشَّعب الأرقى” و “الشَّعب الأدنى””
انهارت في نصفِ نهار
الدُّنيا لم تعُد الدُّنيا
والآتون من الماضي
من خلف المحراثِ
ومن جهلِ الحلِّ
وخيمات الشَّعرِ
دخلوا، من أوسعِ أبوابه،
هذا العصر
كان العبور مقدَّسًا، والشَّمس في عزِّ الظَّهيرة
والشَّام تعودُ للجولان، زاحفةً على جسدِ الرَّدى
باسم الحياة، وكلِّ وردِ الأرضِ، عُشبِ الأرضِ..
صخرِ الأرضِ، اسلحةٌ تُقاتلُ، والقذائف تسحقُ
الفولاذ بالفولاذِ، والنَّاس الدِّمشقيُّون كالغضبِ المُقدَّسِ..
أراك رفيقي في حبِّك للسَّلام والوئام، أراك كيف تكره الحروب،حين اتَّهموك متعطِّشًا للدِّماء ومحبَّا للحرب، فكان جوابك في “قصيدة العبور”:
أكرهُ كلَّ حروبِ الدُّنيا
إلا حربًا واحدة، أُعطيها: روحَ الرُّوحِ، وقلبَ القلبِ
واُعطيها: صوتي، ودمي، وكياني
حربًا واحدة
هي حرب التَّحرير..
لقد زرعتَ الامل فينا، بعد عدوان حزيران، فقد كانت كلمتك الواضحة والصَّحيحة، التي نرى مدى صدقِها اليوم:
أيُّ أمٍّ أورثتكم يا ترى
نصفَ القنال
أيُّ أمٍّ أورثتكم ضفَّة الأردن
سيناء..وهاتيك الجبال
إنَّ من يسلب حقًّا بالقتال
كيف يحمي حقَّه يومًا
إذا الميزان مال..؟
اراك رفيقي في يوم الأرض وفي كل معارك الأرض والكرامة والعزَّة، أراك في “الشَّعب قرَّر
الإضراب”..
أراك رفيقي في السَّاحة الحمراء، في موسكو، أيُّها النَّصراويُّالأحمر، في كلِّ تاسعٍ من ايَّار، يومَ النَّصر الكبير على النَّازيَّة الألمانيَّة، التي كادت تكتسح أوروبا وما بعدها، فقهر الجيشُ السُّوفييتيُّ الأحمر بقيادته الحكيمة الشُّجاعة، بتضحياته الجِسام، جيشَ هتلر الذي لا يُقهر، وحرَّر العالم والإنسانيَّة منه..
سواعدُكُم تحقِّقُ أجملَ الأحلام
تصنعُ أعجبَ العجبِ
اراك رفيقي في عيون ثوَّار عرب الصَّقر، اراك في تصويركلسرحان العليِّ، من عرب الصَّقر، حيث نصرتَه وابدعت في صقله من “كتلة طين” إلى فدائيٍّ مغوارٍ، “روحُه فوق راحتهِ”:
يقظًا مثل حمار الوحش
وككلب الصَّيد ملفوفًا خفيف
وشجاعًا مثل موج البحر كان
ومخيفًا مثلما النَّمر مخيف..
لقد تحوَّل سرحان العليِّ من كتلة طينٍ، أنانيٍّ، إلى بطلٍ شجاعٍ،إيثاريٍّ، ينسف ماسورة البترول في ثورة السِّتَّة وثلاثين، واستشهدَ فداءً للوطن.
وكم من مرَّةٍ طعن العربُ الذين “أطاعوا رومهم وباعوا روحهم”سرحان العليَّ..
يقول أمير الشُّعراء أحمد شوقي:
وما استعصى على قومٍ منالٌ إذا الإقدامُ كان لهم ركابا
فالأملُ بالعمل ﴿وقُل إعملوا..﴾
أراك في معتقل طبريَّا، في خمسينات القرن الماضي، أيَّام الحكم العسكريِّ العنصريِّ البغيض والعدائيِّ لأهل بلاديالأصليِّين، حين صلبوك مُعلَّقًا من رجليك، فكانت قدماك فوق رؤوسهم، تعلو جباههم، وخرجتَ بعد صمودك منتصرًا بطلاً، أقوى من الفولاذ، بعد أن بصقتَ في وجوه الظُّلام..
كتب توفيق زيَّاد قصيدته في معتقلِ طبريَّا “يا أمُّ”:
دُرِّي حليبَك جدولاً لا ينتهي
مزجُ الكرامةِ واللهيبِ المضرمِ
درِّي..ففي ثدييكِ سرُّ دمارهم
نفسي فداكِ علمتِ أم لم تعلمي
أراك رفيقي في قبضتك الصَّلبة تشدُّ على خصيتي زعيم التَّطهير العرقيِّ رحبعام رئيفي،
رادًّا على استفزازته العنصريًة قائلاً له “أنتم اليمين المعتوه، وأنا أُمسِكُ بك وأنا أُمسِكُ اليمين من خصيتيه، لأنَّك أنت خصيتا اليمين”..
أراك في أيَّام العمل التَّطوُّعي، “أعطوا النَّاصرة حقوقَها”، هذه الأيَّام التي بنت اللحمة بين الشَّعب الواحد، المتواجد على أرض فلسطين التَّاريخيَّة، من النَّهر إلى البحر، ولُحمة هذا الشَّعب مع القوى الدِّيمقراطيَّة اليهوديَّة التي أتت لتبني معنا، ومع اهل النَّاصرة، النَّاصرة، بنت الأكابر، وعزَّزت فينا حبَّ العطاء والتَّطوُّع والتَّضحية والإيثاريَّة، عزَّزت فينا حبَّ الوطن والإنتماء والوفاء، حيث كنَّا نواصل العمل، ليلاً نهارًا، من أجل إنهاء مشروع لنبدأ بمشروع آخر، وكم تمنَّينا أن تكون ساعات اليوم أطول وأكثر من اربع وعشرين ساعة، وان تكون أيَّام العمل التَّطوُّعي كلَّ السَّنة..
أراك يا رفيقي في عيون أحفادي، في قولك:
وأعطي نصف عمري، للذي
يجعلُ طفلاً باكيًا
يضحكُ
وأعطي نصفَه الثَّاني، لأحمي
زهرةً خضراءَ
أن تهلك..
أراك رفيقي في عيون الحضور، في هذه القاعة، الذين غبتَ عنهم، هذا اليوم جسدًا، وحللت عليهم روحًا كالرُّوح القُدس، تحومُ فوق رؤوسهم في “عليَّة صهيون”..
أراك يا رفيقي الرَّفيق في كُلِّ كلِّنا، يا كُلَّ كلِّنا..
ألا هل بلَّغتُ..اللهمَّ إشهد!



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو