
















اهلا اربعة دروس كبيرة وعميقة لنكسة عدوان ١٩٦٧، والذي يصادف اليوم مرور ٥٧ عاما عليها، شكلت القاعدة الفكربة والسياسية والنفسية والاعلامية لما نشهده الآن في طوفان الاقصى وهي: اولا- سقوط نهائي للوهم الذي ساد وسيطر على عقلية الفلسطينيين والعرب منذ نكبة ١٩٤٨، والمتمثل بالمقولة التي تقول بأن الحالة الحاضرة هي آنية ، ونحن بانتظار " الفرج العربي" لارجاع اللاجئين وعودة الحق لاصحابه. وكان الكاتب الشيوعي الفذ اميل حبيبي آنذاك أول من كشف الحقائق امام الناس ان لا جدوى من انتظار هذا الفرج، لأنه لن يأت، وعلى الشعب الفلسطيني أن يعتمد عن ذاته ، فلا يحك ظهرك غير ظفرك..!! ثانيا- كشفت نكسة ١٩٦٧، أن ما تم البدء به بالفلسطينيين، لن يتوقف عند الفلسطينيين، بل سرعان ما يتوسع ليستهدف الدول والشعوب العربية المحيطة، وان المشروع الصهيوني هو مشروع استعماري احلالي، وله دور وظيفي لخدمة المصالح الغربية والامبريالية. فالعدوان الثلاثي على مصر عبد الناصر كانت الاشارة الاولى لذلك، وجاءت نكسة ١٩٦٧ لتؤكد هذا الدور. ثالثا- عمقت نكسة ١٩٦٧ ثقافة المواجهة والممانعة والمقاومة، واعتبارها اقصر الطرق وأقلها ثمنا لتحقيق الحقوق واستعادة الكرامة الوطنية والاستقلال. وكانت حقبة جمال عبد الناصر وخطاباته الشعبية، الابرز في تعميق هذه الثقافة ( ما أخذ بالقوة فلن يسترد الا بالقوة..). رابعا- النكسة عمقت الفوقية العرقية الاسرائيلية، والعنجهية العسكرية الاستعلائية، ووضعت البذور الاساسية للفاشية الاستيطانية والتي تتجلى اليوم بأوضح صورها، وكانت بداية التصدعات والتمزق داخل المجتمع الاسرائيلي. فما نراه اليوم من تمزق عامودي وافقي ومائل في اسرائيل، كانت نكسة ١٩٦٧ أحدى أهم عوامله الاساسية، وتعتبر اليوم، بعد ثمانية اشهر من طوفان الاقصى، احد أهم عوامل الانكسار الاستراتيجي للمجتمع الاسرائيلي. فإذا أردنا فهم ما يجري في طوفان الاقصى، فعلينا فهم وتذويت دروس النكسة!! صدق الشاعر توفيق زياد بعد حرب اكتوبر ١٩٧٣ عن وصفه لنكسة ١٩٦٧.. *طويلا كان الليل طويلا كان.. عميقا كان الجرح عميقا كان.. كبيرا كان العار كبيرا كان... أما الآن......!!!*