اهلا-فوزي حنا تلّ العَقَبَة
...........
العَقَبَةُ هي العائق في الطّريق، وربّما سمّي هذا الموقع بهذا الاسم لصعوبة المرور بين منطقتين أسهل، وهنا انحدار شديد إلى الغور.
يقع التّلّ قرب الطريق بين القدس وأريحا وعمّان، قبيل النزول إلى برّيّة أريحا، يرتفع 15 مترًا عن سطح البحر و270 مترًا عن الغور القريب، يشرف على بعض مخاضات نهر الاردن الجنوبي، وعلى مدينة اريحا ومحيطها وعلى طريقين هامّين، طريق الغور والطريق المؤدّي من القدس إلى عمّان، وعلى مخرج وادي الكلط إلى الغور، كما أشرف في ذلك الزّمان على قصور هيرودوس الشتويّة في تلول ابو العلايق وعلى احد اهمّ مصادر الاقتصاد في ذلك الزّمان وهو مزارع البلسم.
على هذا الموقع بنى هيرودوس قلعة عظيمة، في الموقع الذي كانت فيه تحصينات من زمن الإغريق، وجعل اسم القلعة/القصر (كيپروس) على اسم والدته النبطيّة. ويقول مصطفى مراد الدّبّاغ إن معنى كيپروس هو (الحنّاء).
هُدمت القلعة إثر القلاقل التي عرفتها المنطقة في القرون الميلاديّة الأولى، وبعد ذلك، في زمن البيزنطيّين وحين انتشرت ظاهرة الأديرة في هذه الصحراء، بني هنا احد هذه الاديرة مستعملًا الحجارة ذاتها.
لم يُذكَر هذا الدّير بعد الزحف الفارسي سنة 614م.
وظلّ المكان دون اهتمام إلى سنة 1974/5 حين قام عالم الآثار الإسرائيلي الشهير إيهود نيتسر بالتعاون مع زميله عمنوئيل دمتي بتنقيبات أثريّة واكتشفوا حمّامات وبقايا برج وقصر، وفي السفح الشرقي وجدوا حمّامًا مسطبته من الفسيفساء الملوّن الجميل وتغطّي جدرانه رسوم فريسكو.
كان في القلعة مستويان، الفرق بينهما 30 مترًا. وذلك نتيجة شدّة الانحدار.
كا وُجد جرن استحمام حجريّ كبير تمّ نقله إلى متحف روكفيلر في مدينة القدس.
ويبقى السؤال والمشكلة الكبيرة، كيف ومن اين جاءوا بالماء إلى هذا الموقع القفر المرتفع، بحث الآثاري زئيڤ ميشيل ووجد قناةً، يظهر جزء منها في الطريق، طولها 14 كيلومترًا تبدأ من عين الفوّار في وادي الكلط الأوسط، وتمّ حفظ المياه في اربعة خزّانات مقصورة.
للوصول إلى الموقع، نسلك طريق القدس اريحا القديم وبعد بوّابة دير سنت جورج إلى الشرق بقليل نجد طريقًا إلى اليمين، عليها إشارة سوداء إلى كيپروس.