















اهلا مما يُصنع العسل الذي نأكله؟ أي نوع من العسل هو المحبّب عليك؟ عسل الحمضيات؟ العسل من خليط مختار من الزهور البرية؟ أو انه مجرد أرخص الانواع في السوبر ماركت؟ يكشف مقال جديد نُشر مؤخّرا في مجلة "ياعار"، التابعة ل "كاكال"، ما هو موجود في "طبق" نحل العسل (Apis mellifera)، ويلقي الضوء على الجهود المبذولة لتحسين تغذيتهم، لكي نتمتّع بحلاوة طعم العسل. يطلَق على العديد من أنواع العسل في إسرائيل، "عسل الزهور البرية"، أي العسل الذي ينتجه النحل، من رحيق الزهور المختلفة. ومع ذلك، هناك أيضا عدد غير قليل من أنواع العسل المتنوعة، التي ينتجها النحل الذي يتغذى على نوع واحد فقط من النبات، حيث يقول البروفيسور أرنون داغ، من مركز أبحاث "جيلات"، في معهد فولكاني، والذي كتب المقال الجديد: "كل عسل من هذا القبيل، له لونه، وقوامه، ورائحته، ونكهاته الخاصّة جدًا، تمامًا مثل النبيذ، أو زيت الزيتون" من عسل الحمضيات إلى عسل الأثل اليوم، أحد المصادر الرئيسية للعسل الإسرائيلي، هي إحدى الأشجار الرئيسية في إسرائيل، ألا وهو شجر الأوكاليبتوس، وأكثر أنواع الأوكاليبتوس، التي يعتمد عليها النحل، هي شجرة الكينا (Eucalyptus camaldulensis)، والتي تم الاعتراف بها كمصدر رئيسي للعسل، في خمسينيات القرن العشرين. ومع ذلك، هناك الآن إدراك بأنه نوع غازي، ما يؤدي إلى انخفاض انتشاره. النباتات الأخرى التي يُنتَج منها العسل في إسرائيل، هي نبتة العنّاب (Ziziphus). كميات الرحيق في زهور العنّاب في البلاد هي كبيرة، والعسل المنتج منها (يسمى "سيدار") مطلوب جدًا بين السكان العرب، لدرجة أن سعره يصل إلى ما لا يقل عن 150 دولارا للكيلوغرام الواحد، (وهو مبلغ أكبر ب 10 مرات من الربح المعتاد لمربي النحل على العسل الذي ينتجونه). يتم إنتاج العسل أيضا في إسرائيل من الخروب الشائع (Ceratonia siliquaqua)، ومن الزمزريق الأثيبي أو الأرجوان (Cercis siliquastrum)، الذي تزهر أزهاره الوردية في وقت مبكر من الربيع، وبالتالي يساعد على نمو خلية النحل، لتبلغ ذروة تخزين العسل، ومن الينبوت (Prosopis)، الذي تُعرّف العديد من أنواعه أيضا، على أنها أنواع غازية، ومن شجر الأثل، حيث النوع الأساسي منه، الأثل اللاورقي، (Tamarix aphylla)، المزروع على طول الطرق في شمال النقب، يُنتَج منه العسل الداكن المميّز، في أواخر أيام الصيف. مليوني شتلة للنحل الإسرائيلي من أجل مساعدة النحل الإسرائيلي على زيادة إنتاج العسل، يعمل مشروع لزراعة أشتال لمراعي النحل في إسرائيل، منذ عام 1996. في إطار المشروع، تم إعداد الشتلات المناسبة، وزراعتها في مشاتل "كاكال"، ونقلها لزراعتها، من قبل مربي النحل، في جميع أنحاء البلاد. تجدر الإشارة، إلى أن النباتات المزروعة قويّة نسبيا، لذا فهي لا تتطلّب الرّي أو الرّعاية الخاصّة بعد الزراعة. في كل عام منذ سنوات المشروع، تم توزيع حوالي 100000 شتلة من النباتات المنتجة للرحيق على المزارعين، وفي المجموع، تم زرع حوالي مليوني شجرة وعشبة، حتى الآن، من أجل عمل النحل، والتي تنتشر في آلاف قسائم الأرض، في جميع أنحاء البلاد. يقول داغ "اليوم، هناك مشاريع كبيرة جدًا، في أوروبا والولايات المتحدة، في هذا المجال، بسبب صحوة الوعي، بتراجع أعداد الحشرات الملقِّحة بشكل عام، والنحل بشكل خاص، لكننا بدأنا هذا المشروع، قبل أن يصل الموضوع إلى الوعي في العالم.. إنه فخر لنا في اسرائيل". ووفقًا له، فإن جزءًا كبيرًا من نجاح المشروع، يكمن في تعاون مربي النحل المحترفين والهُواة، ويقول: "عندما بدأنا المشروع، لم ندرك الإمكانات الكامنة في وجود سفراء لنا، مهتمين بالمسألة، ومنتشرين في جميع أنحاء البلاد. في كل بلدة، تقريبا، يوجد مربي نحل محترف، أو هاوٍ، أو شخص مرتبط بالمربي. في كل مكان، هناك من هم يعرفون كيفية تحديد المساحات الفارغة، وطلب الشتلات وزرعها". رش مبيدات أقل، رحيق أكثر انّ زراعة حدائق الزهور، والتأكّد من أن تكون تلك الأنواع من الزهور، تحتوي على الرحيق، إلى جانب تقليل رّش المبيدات الزراعية، يمكن أن تساعد في حماية النحل، والعسل المتنوّع الذي ينتجه. إن وضع النحل واحتياجاته الغذائية، في الحسبان، هو أمر مهم بشكل خاص، عند إجراء زراعة مكثّفة، على سبيل المثال من قبل السلطات المحلية، أو في المناطق العسكرية. التحلية الأصلية "لسوء الحظ، في إسرائيل، يباع العسل بشكل أساسي في عيد رأس السّنة العبريّة، ولمحبي الطعام الطبيعي، وفي كثير من الأحيان يتم وضعه مع المربّى، على الرغم من أنه منتج مختلف تمامًا". ويلخّص قائلًا: "من المهم أن نتذكّر، أن هذه ليست مجرد سلعة أخرى. يتم استهلاك العسل، في ثقافات مختلفة، منذ آلاف السنين. إنه التحلية الأصلية». أعدّت المقال والصور “زاڨيت" – وكالة الأنباء التابعة للجمعيّة الإسرائيلية لعلوم البيئة
ما هي الأزهار التي يأكل منها نحل العسل في اسرائيل؟ من هم عشاق عسل البصل في إسرائيل، وما نوع العسل الفاخر الذي يباع للدول العربية؟ لماذا يتم استيراد العسل إلى إسرائيل، على الرغم من انتشار خلايا النحل الاسرائيلية؟ وما الذي يتم فعله اليوم لإثراء غذاء النحل؟
بقلم: راحلي واكس، زاڨيت
وراء كل جرّة من العسل نحلة، ووراء كل نحلة، الزهرة التي امتصّت منها الرحيق الحلو، الى الخلية، عندما انطلقت للمراعي، (نعم، النحل يرعى أيضا). وكما أنّنا نشبه ما نأكله، هكذا هو العسل الذي نتناوله، يشبه الرحيق الذي امتصته النحلات من الأزهار وأعدّته لنا..jpeg)
في الماضي، شكّلت الحمضيات مصدرًا غذائيًا رئيسيًا للنحل في اسرائيل، وأنتجنا عددًا غير قليلٍ من "عسل الحمضيات"، ولكن، على مر السنين، انخفضت كميّة العسل المنتجة من زهور الحمضيات بشكل ملحوظ. وقد حدث هذا، بسبب انخفاض مساحات البيّارات في إسرائيل، وبسبب حقيقة أن المزارعين الإسرائيليين، تحوّلوا إلى زراعة أصناف الحمضيات، التي تُنتِج أزهارها الرحيق بكميات أقل. على سبيل المثال، مندلينا "أور"، التي أصبحت أكثر شيوعًا، على حساب البرتقال الشموطي، (جافا)، وبرتقال فالنسيا..jpeg)
ويشيع أيضًا في إسرائيل، عسل الأفوكادو، الذي استبدل زراعة الحمضيات، والزعتر، والقطن، والبرسيم، في العديد من المناطق الزراعية.
اليوم، عدد خلايا النحل نسبةً للمساحة في إسرائيل، هو واحد من أعلى المعدلات في العالم، ولكن على الرغم من ذلك، فإن صناعة تربية النحل في إسرائيل، غير قادرة على تلبية الطلب على العسل في البلاد، وكميات العسل المستورد آخذة في الازدياد. والسبب في ذلك هو ندرة المواد الخام، وهو الرحيق في الزهور. فكما هو معروف، فإن حوالي ثلثي مساحة إسرائيل، عبارة عن صحراء، بها القليل من النباتات والرحيق، وفي بقيّة المناطق، لا تسقط الأمطار إلا في فصل الشتاء.. ومن ناحية أخرى، هناك طلب كبير على العسل في البلاد، (خاصة في فترة الأعياد). يقول داغ: "كلما زاد عدد الزهور، التي تُنتج لنا المزيد من الرحيق، زاد إنتاج العسل الإسرائيلي المحلي".
هناك أهميّة كبرى للأزهار التي يتغذى منها النحل، أيضًا في ظل الانخفاض الكبير في أعداد النحل في العقود الأخيرة، والتي تقدّر بنحو ثلث إجمالي أعدادها على مستوى العالم. ويرتبط هذا الانخفاض بالتقلّص الكبير في عدد الأزهار، في جميع أنحاء العالم، بسبب الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمساحات المفتوحة، مع الانتشار الواسع للإنسان، فضلًا عن استخدام المبيدات الحشرية التي تضر النحل. يُضاف اختفاء النحل، إلى الانخفاض الهائل في أعداد أنواع كثيرة جدًا من الحشرات، في عصرنا، بما في ذلك ملقّحات أخرى، حيث أن أحد الأسباب الرئيسية لاختفائها، هو الأضرار التي لحقت بمزارع تربية تلك الكائنات..jpeg)
يقول داغ، إن الأنواع المتنوعة من العسل، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافات المختلفة. يقول: "المهاجرون من الاتحاد السوفيتي السابق، على سبيل المثال، يحبون عسل البصل، الذي يعتبرونه صحيًا للغاية. هناك طلب كبير على عسل العنّاب في دول الخليج، واليوم، يبيعها النحّالون الإسرائيليون، هنا وهناك، على أساس العلاقات الشخصية، والسكان العرب في إسرائيل يحبونها كثيرًا".