اهلا- دراسة تم إجراء العديد من الدراسات على الأثرياء لتحديد سبب نجاحهم، والصفات المشتركة بينهم... لكن كل تلك الدراسات تجاهلت العامل الأهم: الحظ!
ترى في كل مكان على وسائل التواصل الإجتماعي منشورات تحفيزية تقول: إعمل بجد وستصل، إجتهد، أدرس، أبذل أقصى جهدك... أحدهم قال: "لم أسمع في حياتي عن شخص بذل أقصى جهده ولم يصبح ثرياً". وهذه هي المشكلة بالتحديد، فالذي يحاول ويفشل لن يسمع به أحد!
القبور مليئة بأشخاص أذكياء، طموحين، مجتهدين، متفانين، أشخاص حاولوا وبذلوا كل ما لديهم لتحقيق هدفهم وفشلوا في ذلك، لكنك لن تسمع عنهم أبداً.
عدد الكُتاب في فرنسا أكبر من عدد القراء، تقبل دور النشر كتاباً واحداً من كل 100 ألف كتاب من تأليف الكتاب الجدد، قد يكون لأحد تلك الكتب المرفوضة القابلية للوصول للعالمية، وبالفعل أغلب الكتب التي وصلت للعالمية كانت قد رفضت من قبل دور النشر عدة مرات. لكن العوامل لعبت ضدهم.
المشكلة في الوظائف التي لها القدرة على جعلك مشهوراً أو ثرياً، كالرسم والكتابة والأبحاث العلمية وريادة الأعمال والبورصة... هي بأن نسبة قليلة من الناجحين يحصلون على كل شيء، ونسبة كبيرة من نجاحهم تعتمد على الحظ. أهم الإختراعات كانت نتيجة الحظ، معظم المستثمرين الناجحين ذكروا بأن الحظ حالفهم في بداية مسيرتهم وإلا لكانوا انتهوا قبل أن يبدؤا. معظم الشركات المعروفة كادت تفلس لولا منتج واحد حقق لها نجاحاً ساحقاً.
بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت كان محظوظاً كفاية ليتعلم في المدرسة الوحيدة في العالم التي بها حاسوب آنذاك! ليس هذا فقط بل كانوا يسمحون للطلاب باستخدامه. احتمال حصول ذلك هو 1 الى 300 الف. حظ جيد أليس كذلك؟ كان لبيل غيتس صديق مقرّب شديد الذكاء والطموح، وكانوا يخططون لإنشاء شركة معاً، كانا الطالبين الأذكى في المدرسة، لكن الصديق العزيز مات أثناء ممارسة رياضة التزلج قبل التخرج! إحتمال وفاتك أثناء التزلج هي 1 الى 300 الف أيضاً! نفس الإحتمالات جعلت أحدهم ناجحاً وأنهت حياة الآخر!
90٪ من الشركات الناشئة تفلس قبل الإكتتاب العام (عرض أسهم الشركة على المستثمرين لشرائها)، هل هذا يعني أن كل تلك الشركات التي فشلت لم تبذل جهداً؟ إطلاقاً! بل لم يحالفهم الحظ.
يبالغ مدراء الشركات الناشئة في تقييم مدى قدرتهم على إنجاح الشركة، الحقيقة هي أن أهم عوامل نجاحها تقع خارج إطار سيطرتهم، كالمنافسة الخارجية والوضع الإقتصادي وسلوك المستهلكين وغيرها. الحظ هو كل ما يقع خارج إطار سيطرتهم، وله دور كبير في النجاح والفشل.
كما أن الحظ هو الإحتمالات التي تلعب في صالحك، مثلاً إذا أخبرتك أن شخصاً ما لعب الروليت الروسية 7 مرات متتالية ونجى وحقق ثروة كبيرة فستعتبر أن هذا مستحيل وأن هذا الرجل يملك حيلة ما للنجاح، لأن احتمالات حصول ذلك قليلى جداً، لكن أجبر مليون شخص على لعبها 7 مرات وسترى بأن عدم نجاح أحدهم ل7 مرات متتالية هو الأمر المستحيل!
هناك كتاب يُدعى "هذا ما تعلمته بعد خسارة مليون دولار" وهو يحكي قصة شخص فشل في مشروعه، المضحك في الأمر أن دور النشر رفضت الكتاب لأن لا أحد يهتم بقصص الفشل، فاضطر صاحبه لنشره بنفسه وحقق نجاحاً باهراً!
هذا لا يعني بأن لا تبذل جهدك، بل أن تعرف بأنك لست المتحكم الأساسي في مصيرك. حظك (الإحتمالات والعوامل الخارجية) هو ما يساعدك لاكتساب الثروة، لكن ذكائك هو الوحيد القادر على الحفاظ عليها.
مستوحى من كتاب "البجعة السوداء" وكتاب "سيكولوجيا المال"