
















اهلا- من بلدي د. محمد حبيب الله/ أبو رامي.. هو رائد فهم المقروء في البلاد، وبلا منازع
الكاتب: محمد علي سعيد. طمره/ عكا
أكثر من مرّة أجمع طاقتي وأُصَفّي النية وأجلس الى الحاسوب مستعدا لأكتب كلمة في حق هذا الصديق، ولا تتيسر لي الكتابة، فأتراجع مؤجلا الأمر.. وأتبصر في الأمر علّني أقف على أسباب التردد والتأجيل؛ (وأنا لست كذلك بالمرة، وخاصة مع أمثاله من الأعزاء)؛ الى أن وصلني إهداء كتابه الأخير "كي تكون مثقفا" والصادر عام 2022، (عن دار الأماني لصديقنا العزيز والمشترك: مفيد صيداوي).
ما حدث لي مع د. حبيب الله، هو تجسيد سلوكي حياتي للمثل الشعبي: خيرونا فحيرونا.. وكل بداية صعبة فكيف إذا انثالت البدايات لدي بمجرد أن أذكر اسمه على المستوى الشخصي أو العام. واستحضر محطات علاقتي به التعليمية والثقافية الاجتماعية؛ لأتمكن من البدء بالكتابة.
وكان لقائي الأول به في دار المعلمين العربية في حيفا عام 1972، حيث علّمنا موضوع فهم المقروء وسلّم بلوم وبناء الأسئلة بحسب السلم..
لقد لفت انتباهي هذا الموضوع كثيرا؛ لأن من شأنه أن يرفع من شأن التعليم العربي بصورة علمية، وبدأت كعادتي أتعمق في الموضوع بالاستكمال الذاتي، وأقرأ عنه بالعبرية، ولكنني كنت وسأبقى أعترف بأن الفضل الأول لسمعتي في موضوع فهم المقروء لأستاذي وصديقي د. محمد خبيب الله/ أبو رامي، فهو الرائد وبدون منازع، وهو بهذا كان معلما للحياة، والمعلمون للحياة قليلون (والمعلمون للمعاش كثيرون) وليس هذا بالأمر المفهوم ضمنا.
كثيرا ما كان يستدعيني ويذكرني بالمقولة: طيب المكان من طيب السكان. وعليها قِس وحتى الآن: أخلاق المكان من أخلاق السكان. نظافة السكان من نظافة السكان... ويطلب مني رأب الصدع وإصلاح ذات البين بين بعض الطلاب (وبكل تواضع، فقد كانت لي دالة على الجميع، وكنت كذلك في الثانوية وفي الجامعة، وما زلت كذلك حتى الآن).
أنهيت دراستي في دار المعلمين واستمرت علاقتي به قوية، فقد تشرفت بما كتبه لي تظهيرا لمجموعتي القصصية: "في انتظار القرار" عام 1984. واستمرت العلاقة بيننا، وتشرفت بالعمل معه وإصدار سلسلة "أنا أقرأ أنا أفكر" وسلسلة كتب إرشادها، في موضوع فهم المقروء للمرحلة الابتدائية، عام 1987.
خرج رسميا الى التقاعد (وليس الى التقاعس)، ولكنه لم يتقاعد عن العمل محاضرا في مجالات التربية، في المعاهد العليا واستكمالات المعلمين، وتبوأ وبكل جدارة أكثر من منصب (منها: رئاسة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، ورئيسا لمركز التربية للتعددية في كلية القاسمي، ومحاضرا في بريطانيا، وغيرها)، ناهيك عن نشاطه في تأليف الكتب وسد فراغا أكاديميا في مجالي التربية والتعليم، فقد بلغت حوالي عشرين كتابا في مجالي التربية والتعليم حتى عام 2019. وحتى الآن 2023، أصدر أربعة كتب كان آخرها "أن تكون مثقفا"، وتحت الطباعة أربعة كتب أخرى، وناهيك أيضا عن مقالاته في صفحته الفيسبوكية، وعن مشاركاته العديدة في الفعاليات الأدبية والثقافية.
دعوني أدق على الخشب وأقول الصلاة على النبي، بمثل هذه الأعلام يحق أن لنا أن نعتز ونفتخر لأنها قرنت الأقوال كلاما بالأفعال تجسيدا، ولم تحبس نفسها في البيت للتنظير وقتل الوقت فقط، (وكما أقول دائما: متقاعد = مُت {وأنت} قاعد. فلا تكن هكذا، بل كن: حَيْقاعد، كما د. حبيب الله فعلا، وليس مجاملة، ود. محمد حبيب الله/ أبو رامي، يؤمن بمقولة الزعيم: جمال عبد الناصر: لا تقل لي شيئا ولكن دعني أرى..، وها نحن نرى إنجازاته أكثر مما يتكلم عنها أو عن مضامينها).
آمل أني أوفيتك بعض حقك، وأما عن رأيي في مضمون مقالاتك، فإني أوافق على أكثرها، ومع ذلك أترك الأمر لمستقبل قادم، إن توفر لي الوقت والجهد، وإن شاء الله،
أبو رامي.. استاذي وزميلي العالي والغالي ... ونلتقي على الخير وبالخير وللخير دائما.