اهلا-بروفسور مصطفى كبها حرب الأيام العشرة (9-19 تموز 1948 ) أيام مفصلية في تاريخ النكبة وحرب 1948 .
في مجمل التقييم لمراحل حرب ونكبة 1947 -1949 ، يجري تحديد فترة نهاية الهدنة الأولى وتجدد القتال خاصة في الجبهات مقابل الجيش المصري والجيش الأردني ، على أنها الأيام الفاصلة التي أحدثت ترجيحا لكفة الحرب لصالح القوات الإسرائيلية مقابل الجيوش العربية والمقاتلين الفلسطينيي المدافعين عن قراهم . وكي تتضح لنا الصورة بشكل أوضح علينا التأكيد على ما يلي : الملاحظة المهمة الأولى تتعلق بحجم قوات " الجيوش العربية " التي جاءت إلى فلسطين قياساً بالقدرات العسكرية العربية في حينه ومقارنة بحجم القوات اليهودية التي وقفت أمامها في ساحات القتال. فمن الضروري التأكيد بان حجم القوات العربية التي دخلت فلسطين في الخامس عشر من أيار 1948 لم يواز قرابة ال20% من القدرات العربية العسكرية الحقيقية في حينه، فقد كان مجموع ما دخل فلسطين ليلة الخامس عشر من أيار أو تواجد فيها قبل ذلك (قوات المتطوعين ) هو 23000 مقاتل توزعوا على النحو التالي: الجيش المصري 10000 مقاتل (منهم 2000 من المتطوعين )، الجيش الأردني 4500 مقاتل (بعضهم كان قد تواجد في فلسطين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية)، الجيش العراقي 3000 مقاتل (منهم 1500 تواجدوا في فلسطين قبل ذلك وعملوا ضمن وحدات جيش الإنقاذ)، الجيش السوري 3000 مقاتل (منهم 1500 خدموا في وحدات جيش الإنقاذ )، الجيش اللبناني 1000 مقاتل والجيش السعودي 1500 مقاتل (عملوا تحت إمرة القيادة المصرية) للمقارنة فقط بلغ حجم القوات اليهودية في منتصف أيار 1948 ، 72000 ألف مقاتل ( 68000 ألف من قوات الهاجاناه والبالماح و5000 مقاتل من قوات الإيتسيل والليحي ) . علماً بأن هذه القوات غير المتناسقة افتقدت لقواعد عمل جدية وإلى آليات إمداد ناجعة وباستثناء الجيش الأردني (وبشكل معين الجيش العراقي) الذي كان حسن التجهيز والتدريب، وذلك لاشتراك بعض وحداته في الحرب العالمية ضمن المجهود الحربي لقوات الحلفاء. أما الملاحظة الثانية فهي التي تؤكد بان هذه الجيوش لم تكن مهيأة للقتال ، ولم تشترك معظم وحداتها بالقتال بشكل فعلي من قبل، هذا فضلاً عن سوء التسليح وفساد الذخيرة (الذي عانى منه الجيش المصري على وجه الخصوص) الشيء الذي جعل النجاح بالمهام العسكرية المناطة بهذه الجيوش أمراً يشابه المستحيل.
في الصورة أدناه أحد المباني المتبقية من قرية المسمية (قضاء غزة ) والتي احتلت مع بداية العمليات في ما عرف باسم " حرب الأيام العشرة "