اهلا لقد آمنت وأكدت على مبدأ " زِن الرجال لا تعدهم " فالرجال بإنجازاتهم وليس بعضلاتهم وكبر ثرواتهم , وكلما تميزت حياتهم بالانجازات , كانوا أكثر تواضعاً وأقل ضجيجاً تماماً كالعربة المثقله بحملها وليس كالعربة الفارغة المرتفع صوتها .
ولد هلال شدّاد في قرية الشجرة عام 1916 , توفي والده ابراهيم وهو في السنة والنصف من العمر , بسبب الوضع في الشجرة اضطرت والدته ان تغلق منزلها في الشجرة والعودة للسكن عند أهلها بيت جدعون في الناصرة .عادت والدته الى الناصرة مع عائلتها مشياً على الاقدام لتستقر في بلد اهلها وبحضن اهلها وعائلتها .
عودة العائلة الى الناصرة كان له الدافع الكبير عدا وفاة زوجها وتعدي المسلحين اليهود على اهل الشجرة والنزاع على ملكية الارض هناك .
انتقل الطفل هلال في جيل الطفولة المبكر الى مدرسة بيت جمال الداخلية قضاء القدس لتلقي علومه الابتدائية . بقي هناك سبع سنوات متتالية في المدرسة الداخلية بعدها عاد الى الناصرة شاباً يافعاً يتكلم اللغة الطليانية بطلاقة , شاباً مثقفاً يعي كيف يستمر في حياته بشكل ممتاز .
في جيل ال 16 من العمر اضطر الشاب هلال شدّاد للسفر الى شرق الاردن والعمل مع الجيش الانجليزي في منطقة الحدود العراقية H4 ( خط أنابيب البترول الى حيفا ) . هناك حصل على وظيفة أمين مخازن المعدات الخاصة بالعمال والعمل . استمر بالعمل في الاردن ستة سنوات متتالية , وعندما استفحل الوضع مع العمال المحليين وأصبحت حياته في خطر حيث التهديد على حياته كانت كبيرة , اضطر للعودة الى الناصرة ليعمل ويستقر بها .
عند عودته الى الناصرة استقبلته ثورة 36 الثورة العربية الكبرى ) , وبدا يعمل في مهنة النجارة وفتح منجرته الاولى في سوق الناصرة في بناية دار الفاهوم , جمال الفاهوم واخذ للمنجرة اسم " نجارة وتنجيد هلال شدّاد "
تزوج هلال شدّاد عام 1941 من نايفه خليل جدعون وانجبت له ستة ابناء وابنتان .
ما بين السنوات 1940 - 1952 كان هلال شدّاد ناشطاً في الحزب الشيوعي حيث في اغلب الأحيان كانت تقام اجتماعات الكوادر الحزبية في بيته في حي الروم في الناصرة .
في السبعينات من القرن الماضي قام بانشاء منجرته الثانية في منطقة " الخانوق " منجرة حديثة , واخذ يعمل مع اولاده الذين كانوا يعملون في نفس المهنة وهم جورج والابن الاخر المرحوم وصفي .
لم يكتف هلال شداد " ابو جورج " بانشاه منجرة وانما قام بإنشاء مصلحة ثانية كبيرة لبيع مواد ومستلزمات البناء والنجارة والزجاج عل أنواعه المختلفة .
استمر ابو جورج في العمل بنشاط وتفاني حتى جيل متأخر من حياته .
توفي سنة 2010 عن عمر ناهز 94 عاماً