اهلا عن المسيحيين الفلسطينين...
نحن لسنا مختلفون لكن من ناحية الارقام نحن قليلون
لقد تربينا في القدس وعشنا طفولتنا في ازقة و شوارع المدينة المقدسة، لم نتعلم منذ الصغر ان نفرق بين هذا وذلك.
نشائنا في بيوت متلاصقة و احياء ضيقة تعلمنا المحبة بطرق مختلفة بل احيانا كانت تفرض علينا، فاصبح لكل منا اسلوبه في التعبير عن هذه المحبة و جميعنا يحترم ويحب الاخر. فقد تربينا على رائحة الكعك المقدسي صباحا مع الحمص و الفلافل و جميعنا يعرف الاخر ان لم يكن عن طريق الدراسة فهناك علاقات عائلية تجمع اغلبيتنا بغض النظر عن كنائسنا و عقائدنا.
العاب طفولتنا كانت بسيطة نصنعها بأيدينا في اغلب الاحيان، لكل منا ذكرياته في البلدة القديمة منذ الطفولة الى اليوم، نربى أطفالنا كما تربينى على محبة الجميع و احترام الناس صغيرهم قبل كبيرهم.
ان عددنا القليل جدا هو السبب في تقاربنا، فلكل شخص منا انسباء و اولاد خالات و عمات و اولاد خال و أقارب من الكنائس المختلفة فلا يخلوا بيت من هذا الامر.
مع ان كل شخص فينا يحب كنيسته جدا لكن تعلمنا ان نفتخر فقط بالرب لاننا جميعا واحد لا يفرقنا شيء. فرحنا فرح واحد ورجاونا رجاء واحد. مع اختلاف معتقداتنا و حبنا لكنائسنا الرسولية، لكننا ندرك ان مصيرنا و مصير أبنائنا في هذه الاراضي المقدسة هو مصير واحد. وجمالنا و قوتنا يكمنون في تنوعنا و محبتنا.
نحن الحجارة الحية، الصلة بين المكان والمسيحية في جميع انحاء العالم، فنحن بنعمة ربنا باقون في نفس المكان الذي نشائت فيه المسيحية فهو مكان نشاتنا وليس لنا غيره من مكان، نحن مِن من تبقى ولم يهاجر بل فضل البقاء ليصنع مستقبل افضل حبا منا وتعلق بوطننا فنحن كما قال عنا يسوع المسيح ملح الارض و نور العالم وشهداء على القيامة .