
















اهلا الآنَ تُطلِقُ عبدَكَ. أَيُّها السَّيِّد. على حَسَبِ قوْلِكَ بسلام. فإِنَّ عينَيَّ قد أَبصرَتا خلاصَكَ. الذَّي أَعدَدْتَه أَمامَ وُجوهِ الشُّعوْبِ كُلِّها. نُوراً يَنْجَلي للأُمم. ومَجْداً لشعبِكَ إِسرائيل
إن كنيستنا الأرثوذكسية تحتفل اليوم بعيد دخول السيد إلى الهيكل مظهرة وناقلة لنا رسائل ومعاني كثيرة عبر هذا العيد المقدس.
فإننا نرى اليوم المخلص يسوع بعدما رأيناه في مذود بيت لحم وفي نهر الأردن معتمداً نراه اليوم مقبلاً إلى الهيكل متمماً بذلك الناموس. من اجل خلاصنا متنازلاً الإله لكي يُصعد الإنسان .
فترى والدة الإله مقبلة إلى الهيكل وعلى ذراعيها الطفل يسوع ويوسف الصديق معها في اليوم الأربعيني من ولادتها وفي يديهم على حسب الناموس أما زوج يمام أو فرخي حمام ، فاليمام يرمز للطهارة والعذارى إذ انه عندما يموت أحدهما (الذكر أو الأنثى) لا يأخذ الثاني آخر بدلا منه بل يذهب إلى الجبال بعيدا عن ضجيج العالم. واما الحمام فيرمز على الوداعة على حسب قول السيد " كونوا حكماء كالحيات وودعاء كالحمامة". وهكذا وعلى حسب الناموس أيضا يذبح أحد الطيرين ويترك الآخر دالا ذلك على طبيعتي يسوع الإلهية والإنسانية الأولى التي لا يسود الموت عليها والثانية التي
ذبحت على الصليب.
إن هذه الكلمات التي قالها سمعان الشيخ ترددها كنيستنا يومياً في كل صلواتها، ترددها كل نفس مسيحية مشتاقة إلى الغبطة السماوية والى الديار السماوية فتقولها بعد القداس الإلهي في صلاة الشكر بعد المناولة وكذلك في صلاة الغروب، ولقد وضعت كنيستنا على فوق أبو أبها من الداخل أيقونة الدينونة لكي يراها المؤمن وهو خارج ويقول هذه الكلمات: " الآن تطلق عبدك..." كونه اخذ النور الحقيقي من خلال مشاركته في سر الشكر الإلهي وباقي الصلوات.
والآن فماذا نعمل نحن حتى نستقبل هذا العيد وباقي أعياد كنيستنا؟ ما هو التحضير الروحي الذي نقوم به حتى نستقبل هذه الأعياد والتي هي ليست احياء لذكرى هذا الحدث أو ذاك ولكن هي عيش ورؤية هذا العمل الخلاصي روحيا، نحن نرى جوهر العيد ونعيش معه وليس نحيي ذكراه فقط، من خلال مشاركة فعالة في حياة الكنيسة.
وهذا يتطلب منا استعداد كبير ولنرى اليوم ماذا يقول الإنجيل المقدس في سمعان الشيخ" كان هذا الإنسان بار تقيا ً" وكم من الصبر كان عنده وطاعة لله حتى ينتظر ذلك! ولماذا؟
لكي يستقبل السيد على ذراعيه، فماذا نقول نحن الأشقاء الذين نأخذ السيد بأكمله ونتحد معه في سر الشكر الإلهي وعند المناولة؟ لذلك لنسرع إلى التمسك بإيمان آبائنا القديسين وكنيستنا الأرثوذكسية ولنحيا معه الحياة الروحية حتى نستطيع بذلك أن نحيا الإنجيل، ونصل إلى الحياة الأبدية.
بصلوات سيدتنا الفائقة القداسة والدة الإله والقديس سمعان الشيخ وجميع القديسين.