X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.527
جنيه استرليني
4.3780
ين ياباني 100
3.3008
اليورو
3.8554
دولار استرالي
2.2592
دولار كندي
2.5007
كرون دينيماركي
0.5167
كرون نرويجي
0.3390
راوند افريقي
0.1890
كرون سويدي
0.3559
فرنك سويسري
3.6550
دينار اردني
4.9742
ليرة لبناني 10
0.0233
جنيه مصري
0.2239
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء

من هم هؤلاء القوم ؟ إنهم المتأخرون..احمد خالد توفيق

admin - 2021-07-17 14:55:29
facebook_link

اهلا

بالنسبة لشخص عصبي مثلي، شديد التوتر ويمكن أن يلتهم نفسه حتى الأذنين، فإن معرفة واحد من هؤلاء القوم تجربة قاتلة..
من هم هؤلاء القوم ؟
إنهم المتأخرون..
الأشخاص الذين لا يبالون بالوقت ولا التأخر عن المواعيد، ويملكون درجة شنيعة فاضحة من السلام الداخلي.
هناك قصة للأديب البريطاني (روآلد دال) عن سيدة كانت تعيش في هلع دائم من أن تفوتها طائرة أو قطار، وكان زوجها يعرف هذا لذا كان يتسلى بأن يعذبها ويجعلها تنتظر حتى اللحظة الأخيرة، وعندما قتلته الزوجة في نهاية القصة فإنني كنت على استعداد تام لفهم دوافعها.
عندما يدخل أحد هؤلاء الحمام، فلابد من ساعات تمضي عليه هناك، تتساءل أنت في حيرة عما يفعله بالضبط، ثم يظهر لك بعد ما يشيب شعرك ويتساءل عن سبب قلقك، عندما يتطلب الأمر أن تتحرك في السابعة صباحًا مثلاً، تكون أنت المجنون الوحيد الذي يلبي الموعد. في الثامنة ينزل أحد هؤلاء القوم في تؤدة ليعلن أنه سيتناول طعام الإفطار أولاً، معنى هذا أنه سيصير جاهزًا في التاسعة، ويندهش جدًا لأنك قلق متوتر. ذات مرة توقفت الحافلة السياحية في بلدة، وأعلن السائق في حسم أن بوسعنا التسوق بعض الوقت، لكنه لن ينتظر مخلوقًا بعد الساعة الثالثة.
رأيت تلك الفتاة تترجل من الحافلة وتعلن في كبرياء أنها ستأخذ راحتها في التسوق، وهي تعرف أن السائق لن يجرؤ على الانطلاق بالحافلة من دونها، هذا ما حدث حرفيًا، صارت الساعة الخامسة وهي لم تظهر بعد. كانت هناك تقوم بجولة وتناقش الباعة بأعصاب من حديد غير مبالية بالموعد الذي ضربه السائق، النتيجة أن من احترقت أعصابه والتهم أصابعه هو السائق نفسه. قلت له إن عليه أن ينفذ تهديده حرفيًا، فقال لي في خجل إنه لا يجرؤ على ترك فتاة وحيدة في هذه البلدة السياحية، والنتيجة أن الفتاة عادت في السادسة لتتساءل عن سبب توترنا إلى هذا الحد!
المتأخرون عن الطائرة فئة أعتى وأفظع.
أذكر أن مجموعة من هؤلاء طلبوا مني أن أجلس جوار حقائبهم إلى أن يبتاعوا شيئًا من السوق الحرة في المطار، وجلست أنظر لعقارب الساعة في هلع، بقيت عشر دقائق على موعد الطائرة، سبع دقائق، حتى لو عادوا الآن فلن يكفي الوقت لبلوغ بوابة الطائرة،. ثلاث دقائق، لابد أنهم يمزحون، هل أترك متاعهم وأرحل ؟ وفي النهاية يظهرون لك وهم شديدو المرح ولا يبدو عليهم أي نوع من القلق! تقول لهم والجنون يتملكك:
ـ”الطائرة، الموعد، دقائق !”
فيكتشفون أنك مجنون هستيري، الموقف لا يستدعي كل هذا الذعر. وبنفس الخطوات البطيئة الواثقة يتقدمون إلى البوابة،، هم دائمًا يربحون برغم أنه من العدالة الشرعية أن تفوتهم الطائرة، يجب أن تفوتهم الطائرة لو كان هناك عدل في هذا العالم القاسي.
كل شيء مع هؤلاء القوم يستغرق وقتًا أطول من اللازم، يأكلون في ساعات ويصحون في دهور، يدخلون الحمام في قرون ويستيقظون في سنين، أردت دومًا أن أجري تجربة مثيرة تشبه ما قام به جاليليو فوق برج بيزا، سألقي بواحد من هؤلاء من الطابق الثالث، أنا متأكد أنه سيستغرق نصف ساعة في السقوط لأن أجسادهم تختلف فيزيائيًا عن أجسادنا.
المتأخرون كائنات فريدة من نوعها، لكنني أحسدهم بشدة على هدوء أعصابهم، ولا أعتقد أن أحدهم يمكن أن يعاني يومًا من مرض القلب أو ارتفاع ضغط الدم. المشكلة الوحيدة هي أنهم بالتأكيد يموتون ببطء ولا يعرفون الميتات السريعة !



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو