اهلا 

"انقذوا السياحة المحلية"
رياض هبرات-كفركنا
اخرج احيانا لمرافقة بعض مجموعات السواح الأجانب كمرافق طبي وانصت الى حديثهم والى حديث المرشد السياحي المرافق لهم , واصدقكم القول يستفزني هذا المرشد بكل مواقفه الارشادية ,لدرجة بث الكراهيه في النفوس ,كلام تقشعر له الابدان فيصبح هذا السائح كشريحة الشنيتسل المجمدة التي تُلقى الى الزيت المغلي... نعم هكذا يدرّبونهم , “سياحة متطرفة عبرية”. زوار من أرجاء العالم يزورون اسرائيل و ليست المكتشفات الاثرية هي التي تجذبهم، ولا طعم الكرز بهضبة الجولان ولا لزيارة كنسية العرس بكفركنا بلدي ......بل للسياحة المتطرفة..والتي تخلق لغوش عتسيون سمعه كسمعة اللؤلؤة السياحية فيبتعد السواح عن منطقة الناصرة وكفركنا وطبريا واريحا والتي هي من اقدس المقدسات للديانة المسيحية ويتم تركيزهم بمنطقة غوش عنسيون مع زيارة خاطفة لبيت لحم ...
وتستمر المسرحية ويدخل السياح منطقة القدس العربية وقد اصبح اسمها الان "عير دافيد" ويستمر المرشد بنشر اكاذيبه على هؤلاء السياح المساكين ولا يتحدثون معهم بالحقيقة المرة ..سرقو حضارتنا وشوهوا معالمنا....
ومن بين اجمل مدينتين قد طالهما التهميش بفلسطين الناصرة والرملة , فبعد ان تم اخلاء سوق الناصرة من الزوار ونقل جميع الانشطة التجارية الى الناصرة العليا"نوف هجليل" حاليا اصبحت الناصرة تشهد سكونا تجاريا وسياحيا لا يعلم مصيره الا الله فقد اقتصرت السياحة بالناصرة على بعض المعالم الدينية فقط , وقام البعض بمحاولة انشاء ما يسمى بالقرية السياحية النموذجية بالناصرة على امل استقطاب السائحين من كافة بقاع العالم وتقديم نماذج لهم عن حقبة تماثل تمامًا فترة وجود المسيح على أرض الناصرة، وصممت القرية في الأساس لأهالي الناصرة والمجتمع العربي وقد بدا مؤخرا تشجيع السياح لزيارة المكان على امل أنّ المشروع يعيد الزائرين الاجانب الى الناصرة ولكن للاسف ففقط النسبة القليلة من السواح تزور المكان وقد خصص المكان الان الى زيارات المدارس والمؤسسات التعليمية ...
اما بالنسبة للسياحة في المدينة فالامر بتراجع مستمر فالسائح يدخل الناصرة لزيارات دينية فقط ويخرج للمبيت باماكن اخرى ويستفيد ممن بقوا في الناصرة للمبيت هناك شريحة راسمالية من اهل المدينة سواء من اصحاب الفنادق او المطاعم او شركا النقل والباصات...
وكذلك الامر بالنسبة للرملة إنها المدينة الخلاّبة المخبِّئة في طيّات تاريخها قصص حروب وغزوات وزلازل طبيعيّة دمّرت البلدة عدّة مرّات و شاء القدر وحلّت نكبة جديدة على المدينة عام 1948 وفي الآونة الأخيرة تحاول بلديّة الرملة المكوّنة من أغلبيّة من اليهود، أن تضع المدينة على الخريطة السياحيّة في فلسطين المحتلّة، بحيث رمّمت إحدى البيوت الفلسطينيّة عام 2001 وحوّلته إلى متحف خاص بتاريخ المدينة العريق والغني، فكل من يدخله ينبهر من ضخامة البيت العربي الأصيل المكوّن من طابقين وقد احتل هذا البيت اكبر مساحة مكرّسة لتاريخ العصابات الصهيونيّة التي "حرّرت" الرملة بحسب الرواية الصهيونيّة ,لكن هذا التجاهل ليس الوحيد في البلدة العربيّة العريقة، إذ نجد معالم أثريّة عديدة بالقرب من المتحف مهملة وجزءاً من الأحياء القديمة حوّلت إلى مواقف للسيّارات تمتلئ يوميًّا في ساعات النهار لقربها من سوق الرملة، بالإضافة إلى الإهمال المتعمّد من قبل البلديّة في تطوير هذه البقعة التاريخيّة التي تحتوي على الكنائس اللاتينيّة والأرمنيّة والأرثوذكسيّة، والجامع الكبير بالإضافة إلى الموقعين التاريخيين الواقعين خارج البلدة القديمة، وهما بركة الأقواس والبرج الأبيض.
نعم هكذا يقتلون تاريخنا ويقتلون سياحتنا وقوميتنا ووطنيتنا ولكن هل من مجيب؟
الحمد لله فلدينا مرشدي سياحة ومرشدي رحلات عرب محليون نفتخر بهم فاعطوهم الفرصة بذلك فان جل تركيزهم على الاماكن المقدسة والقرى المهجرة
أسال الله ان يغير حالنا باحسن حال بعد موجة الكورونا