اهلا في كانون الثاني من عام 1988 قام الاحتلال الاسرائيلي بتجميع عشرات الشباب من قرية بيتا وحوارة ثم قام الجنود بتكسير أيديهم وأرجلهم، تدحرجت القضية واشتعلت في أيار من 1989 ورفعت القضايا ضد الجنود واكتفت المحكمة العسكرية بتنزيل الرتبة العسكرية لضابط الذي أعطى الأوامر. ولكن غضب الناس وآثار التعذيب والتنكيل ظلت بادية على أجسادهم.
أسابيع قليلة بعد تكسير أيدي وأرجل الشبان، دخلت مجموعة مستوطنين لتستفز أهالي القرية بحراسة عسكرية، ما أدى إلى اشتعال المواجهات في 6 نيسان من عام 1988 انتهت باستشهاد الشاب موسى صالح موسى (20 عام) والشاب صالح أحمد (19 عام)، ومقتل فتاة اسرائيلية (14 عام) خطئاً بيد الحارس الاسرائيلي، ورغم ذلك اجتاحت قوات الاحتلال القرية هدمت 16 منزلاً وسقط حينها الشهيد الثالث، حوصرت القرية وأغلقت كافة مداخلها، منعت مياه الشرب عنها، وظلت لمدة 25 يوماً عرضة للتنكيل والتعذيب.
هذا مختصر لحادثة واحد من بين عشرات الحوادث التي عاشتها قرية بيتا على مدار تاريخها النضالي، حادثة تختصر تاريخها وتاريخ القرى الفلسطينية في محاولة اذلالها، مصادرة أراضيها، وترحيل أهلها وحصرهم في جيتوهات وسجون مغلقة، لكنها تظل أيضاً درساً مُلهماً في الصمود والانتفاضة وفي العزة والكرامة ، درس واحد يمتد من الانتفاضة الأولى وحتى اليوم.
(الخبر من جريدة الاتحاد، 8 نيسان 1988. أرشيف جرايد)