
















اهلا قصة مثل : اللي بيعطي أذنُه لمين ما كان، بيموت كيف ما كان
آلام الظهر ظاهرة تؤرق مضاجع معظم الناس وعلى مدى العصور ، وحكاية اليوم عن رجل عانى من ألم في ظهره وأراد أن يرتاح موقتاً في بيته، فجاء أهل القرية يزورونه، وما أكثر زيارات الأهل والأصدقاء والقريب والبعيد ، قال أحدهم: "سلامتك يا بو نصّار، الزلمي لازم يواجه خيانة الدهر والحزن والقهر ووجع الظهر وهو واقف على إجريه حتى ما يذلّ".
فلملم أبو نصّار أذياله ونهض لكي لا يبدو ذليلاً أمام الناس، لكنه ما لبث أن هوى من الألم، فقال رجل آخر: "هذي آلام دسكات الظهر، أبو نصّار بيلزموا مغطس بارد".
وجيء بجابية ( نصف برميل ) ملأوها ماء بارداً وحملوا أبو نصار ووضعوه بها لمدة ساعتين، ولما أخرجوه تبيّن أن مفاصله تيبّست، فأشارت إحدى العجائز أن يدهنوا بدن الرجل بزيت حار ( المستخرج من بذور الكتان )، فدهنوه حتى تقزّز جلده.
وصار كلما قدم قادم تبرّع بنصيحة: كاسات هوا على ظهره، لزقة خردل على بطنه. "كيّ" فوق باب بدنه، شربة خروع، شربة دود، جراب حقنة، وما أشبه ذلك. وكانت اللياقة تقضي أن تُنفّذ جميع هذه الوصفات إكراماً لخواطر أصحابها. وعادة التنفيذ فوري وبحضور الناصح مجانا وبدون جمل ، وكأن الأمر من أصول اللياقة كفتح الهدية بحضور مهديها وووو .
ومع تكرار الوصفات تكررت النكبات: بقبق ظهر أبو نصّار وفقفل بطنه وانحلّت مفاصله واصطكّت أضراسه وضاقت أنفاسه، فقلق عليه جُلاّسُه واستدعوا حكيم القرية ليتداركه قبل انتقاله إلى رحمته تعالى.
ولما حضر الحكيم ، اختلى بالرجل وقال له: "لا بدّ أن تكون قد ارتكبت في زمانك خطايا كثيره ، حتى ابتلاك الله بهذه العلل المقيتة".
قال الرجل: "خطيئتي الوحيدة، يا محترم، أنني سمعت نصائح الناس جميعا وتبين لي أن "اللي بيعطي إذنُه لمين ما كان، بيموت كيف ما كان".