
















اهلا-جهاد ابوريا 14/4/1948: لماذا مجزرة في قرية ناصر الدين!!
كانت سياسة العصابات الصهيونية العامة تقضي بتنفيذ مجزرة رهيبة في كل منطقة, بهدف بث اليأس والخوف في البلدات المجاورة, وحمل الأهالي على ترك بيوتهم وبلداتهم, أما اختيار البلدة التي يتم بها ارتكاب المجزرة, فيتم ذلك بناءا على اعتبارات عديدة, ومن أهم هذه الاعتبارات هي " الانتقام" من البلدات التي شارك أبناؤها في الثورة الفلسطينية وفي الجهاد ضد العصابات الصهيونية.
قرية ناصر الدين بالقرب من طبريا, ورغم عدد سكانها القليل, الذي بلغ أبان النكبة نحو 90 شخصا فقط, إلا أنه كان لأبنائها دور كبير في الثورة الفلسطينية, وعلى رأسهم المجاهد علي حسين الدلكي, قائد حامية طبريا. ولعل العمليات التي قام بها فصيل المجاهد علي الحسين ضد العصابات الصهيونية, منذ الثورة الفلسطينية عام 1936 وحتى النكبة, والتي أوجعتهم كثيرا, كانت سببا في الانتقام من أهالي قرية ناصر الدين وتنفيذ المجزرة الرهيبة بحقهم.
استمر نضال أهالي قرية ناصر الدين بعد النكبة ضد دولة الاحتلال, فكانت العملية الأولى لحركة فتح, في يوم انطلاقتها بتاريخ 1/1/1965 من نصيب خمسة من أبناء عشيرة الدلكي- أبناء ناصر الدين, بقيادة المجاهد أحمد موسى الدلكي وأربعة من أبناء عمومته وهم : حسين إبراهيم الدلكي, حسن حميدي الدلكي، محمد عبد الله الدلكي، ووحش إبراهيم الدلكي،, الذين قاموا بتفجير نفق عيلبون, واستشهد أحمد موسى الدلكي , بعد تنفيذ العملية, في طريقه إلى الشونة, ليكون أول شهيد لحركة فتح.
بداية شهر نيسان 1948 حاولت العصابات الصهيونية احتلال قرية ناصر الدين وتنفيذ مجزرتهم , فتصدى لهم مجاهدو القرية وعلى رأسهم المجاهد علي حسين الدلكي ونجحوا بإفشال هجوم العصابات الصهيونية عدة مرات, فلجأت هذه العصابات الى الحيلة لاحتلال القرية: التخفي بالزى واللباس العربي!!
بتاريخ 14/4/1948 انطلق أعضاء العصابات الصهيونية من مستعمرة بوريا باتجاه قرية ناصر الدين بهدف تنفيذ مهمتم, وكانوا يتخفون بزي ولباس عربي, ومع اقترابهم من ناصر الدين ظن السكان ان القادمين هم من قوات النجدة المتوجهة باتجاه طبريا, ظنوهم من قوات المجاهد أبو إبراهيم المتواجدة في كفر كنا او من قوات الضابط الألماني ماكس المتواجدة في عين ماهل, فتجمع الأهالي وسط القرية لاستقبالهم والترحيب بهم. ومع وصول أعضاء العصابات حتى بدأوا بإطلاق النار بدم بارد على السكان وأردوا منهم 19 قتيلا.
وبعد ذلك مباشرة قام أعضاء العصابات بإضرام النار ببيوت ناصر الدين فحرقوا البيوت على من فيها احياءا, وسط صراخ وبكاء الأطفال والنساء والشيوخ التي كانت تعلو من بين الحريق, حتى وصل عدد شهداء قرية ناصر الدين أكثر من خمسين شهيدا.
تقع قرية ناصر الدين الى الجنوب الغربي من مدينة طبريا, على بعد 7 كيلومترات منها, وقد سميت بهذا الاسم نسبة الى احد قادة صلاح الدين الايوبي في معركة حطين الذي استشهد هناك وأقيم في القرية مقاما له.
