اهلا رحيل المناضل والكاتب غطّاس أبو عيطة في سوريا
نبذة قصيرة عن حياته
بقلم ميخائيل رشماوي
ولد الأديب غطّاس عام 1944م ، ودرس مرحلة الحضانة( الرّوضة) في المدرسة الّلوثريّة ، وهو يتذكّر المعلّمات آسين وحنّة وجوليا ونعيمة والمدير جابر نصّار، وأستاذ الرّياضة توفيق سرور، ثمّ انتقل إلى المدرسة الحكوميّة في بيت ساحور وأكمل دراستَه الثّانويّة في مدرسة بيت لحم الحكوميّة،وأكمل دراستَه الجامعيّة في دمشق حيث حصل على شهادة البكالوريوس في التّاريخ، وهو يتذكّر في هذه المرحلة المرحوم عيسى بنّورة(الحواري)، والأستاذ المرحوم نصري باسيل الأطرش.
بعد إكمال دراسته عُيّن معلّمًا في مدرسة بيت لحم الحكوميّة لفترةٍ قصيرة ثمّ نُقِل إلى أريحا
وهو يقول : (( تأثّرت بالأديب جبرا ابراهيم جبرا والّذي كان أستاذًا متميّزًا بسبب ثقافته الانسانيّة
يقول المرحوم : (( تأثّرت بالأديب جبرا ابراهيم جبرا والّذي كان أستاذًا متميّزًا بسبب ثقافته الانسانيّة العميقة، وقد عرفته من خلال مذكّراته التي شجّعتني على كتابة نوع من السّيرة الذّاتيّة، ولم أكن الطّالب النّموذجي في المدرسة وفي الجامعة ، إذ كانت تشغلني اهتمامات أخرى ، وكانت تجذبني عوالم كانت تُحَرّضها ولا شكَّ قراءاتي المبكّرة ، إذ اكتشفت جبران خليل جبران وجنونه وأنا في الثّانية عشرة ، وفي الخامسة عشرة توهّمت بأنّي أنجزت روايةً دارت أحداثها في بيت ساحور في الفترة التّاريخيّة التي تعود للجيل الّذي سبقنا حيث أفدتُ من أحاديث ذلك الجيل عن تلك الأيّام قبل حدوث حرب 1948م.))
كتب الأديب غطّاس (أبو الوليد) كتابًا خلال عمله التّربوي في أريحا سجّل فيه تجربته في التّعليم وفي العمل السّياسي ، وفي الحياة ،وكتب قصّتين قصيرتين، وبعض الكتابات النّقديّة والمقالات السّياسيّة نشرها في جريدة الحزب الشّيوعي دون توقيع، وعاش تجربة حصار بيروت وتجربة الصّراع الفكري السّياسي في الحزب الشّيوعي الفلسطيني ثمّ الحزب الشّيوعي الثّوري الذي انضمّ إلى صفوفه،وثمّ الصّراع في السّاحة الفلسطينيّة ولقد عاش هذا الصّراع بعد أن أبعد عن وطنه ومن عمله في أريحا وفي جنح الّليل إلى المنفى ، وكان ذلك عام 1974م وعاش فترةً في بيروت وانتقل أثناءالحرب إلى ميناء طرطوس مع المحاصرين في بيروت، ثمّ استقرّ في سوريا حيث لم تُتح الفرصة له للعودة إلى الوطن وتوفي والده عام 2008، ولم يستطع حضور جنازته، وبعد فترة قرّرت والدته الذهاب لزيارنه رغم وضعها الصّحيّ السّيّئ ،ورغم سنّها الّذي تجاوز 88 عامًا، ولكن الموت لم يمهلها فتوفيت هي الأخرى، ولمّا علم بالخبر وقد كان ينتظر رؤيتها رفض أن يقيم بيت عزاء لها حتّى تبقى صورتُهاالحيّة في ذهنه، وقد كانت الصّدمة كبيرة حين تلقّى الخبر ولم يقل إلّا(الله يلعن أبو الغربة).
عقد غطّاس ندوات فكريّة سياسيّة في سوريا تتناول الأوضاع الرّاهنة، ومراجعة عقود من العمل السّياسي في المنطقة بالنسبة لمختلف التّيارات ، ومثال على ذلك أدار ندوةَ حول كتاب شمعون بيرس (الشرق الأوسط الجديد) والتي شارك فيها فتحي الشّقاقي ، وقد أصدر كتابًا حول النّدوة.
يحنّ غطّاس إلى وطنه وإلى بيت ساحور وإلى حارة (اسطيح) مكان سكنه ويقول: (( كانت تربطني علاقةُ عِشقٍ صوفيّة بالتّربة التي رواها المطر)) ،عُيّن مستشارًا لاتّحاد الكتاب الفلسطينيّين في سوريا .
له مؤلّفات منها:
1-بيت ساحور ذكريات ، حكايات وصُوَر وفيه يتحدّث اعتمادًا على مذكّراته وذاكرته عن حكيات وحوادث ومواقف لأهالي بيت ساحور.
2-الحنين إلى أريحا: حيث يروي فيه عن تجربة التّعليم في أريحا حتّى إبعاده، ويصف فيه المجتمع الريحاوي كما عاصره.
3-الدفاع عن ثقافة المقاومة.