كشف باحثون عثروا على قرص طيني عمره 4 آلاف عام، أن البابليين كانوا أكثر ذكاء وبراعة في الرياضيات مما كنا نظن، لدرجة أن دقة حساباتهم يمكن أن تحسن الرياضيات التي نستخدمها اليوم.
والحقيقة أننا كنا نعلم بأن البابليين الذين حكموا منذ ما يقرب من 4 آلاف سنة بلاد ما بين النهرين، وهي المنطقة الممتدة من العراق الحالي إلى سوريا كانوا مجتهدين في الرياضيات ربما إلى حد الهوس لأنهم كانوا يعتقدون أن عليهم أن يكونوا عادلين قدر الإمكان.
وفقاً لأخصائيين أستراليين، دانيال مانسفيلد ونورمان ويلدبيرجر، فإن وثيقة قديمة يرجع تاريخها إلى نحو 1800 سنة قبل الميلاد تؤيد الرأي القائل إن البابليين كانوا يتقنون بعض المفاهيم الرياضية إلى درجة أبعد مما كنا نتصور، إلى حد أن اختراعهم لنظام الحساب جعل الرياضيين اليونانيين في العصور القديمة مجرد هواة لأنهم تقدموا عليهم أكثر من ألف سنة، وإذا أثبتت تحليلات الدراسة الجديدة صحة التواريخ ( نحو 1822-1762 قبل الميلاد)، فإن الفلكي اليوناني هيبارخوس الذي عاش نحو 120 قبل الميلاد، ليس أب علم المثلثات.. ذلك النظام الحسابي كان على ما يبدو فعالاً جداً إلى درجة أن علماءنا المعاصرين في الرياضيات ما زالوا حتى اليوم، يستفيدون من كثير من تلك الإبداعات! وربما يبدو الأمر للبعض مجرد طرفة، لكن الوثيقة التي تم تحليلها من قبل الأخصائيين الأستراليين تتمثل في قرص من الطين، وجد قبل ما يقرب من قرن تحت أرض بلاد ما بين النهرين القديمة، مثل عشرات الآلاف الأخرى من الألواح التي عثر عليها منذ ذلك الحين. وقد أطلق على اللوحة، أو القرص اسم «بليمبتون 322» (على اسم جامع سابق لهذه الألواح)، وحجمها لا يزيد على حجم بطاقة بريدية وتتألف من خمسة عشر سطراً من الأرقام المقسمة إلى أربعة أعمدة، مع جمل قصيرة وكلها مكتوبة بالأحرف المسمارية، المحفورة في الطين باستخدام القصب (البوص) المدبب.
(إعداد: محمد هاني عطوي)
