
اهلا
"ما أعظم أعمالك يا رب فقد صنعت جميعها بحكمة"
ما أعظم مواعيدك يا رب وترتيباتك في انتقال أبنائك البَررة
إنه ليوم مقدّس " سبت لعازر"، انتظرنا النهار كلّه شباب الكشّاف يطرقون الباب منشدين ومعلنين فرح قيامة لعازر، لكنّه سرعان ما جاءنا خبر الموت مغافلا معلنا رحيل "المعلمة ﭬكتوريا"، وكم من أجيال وأجيال علّمتهم المعلمة ﭬكتوريا أشقر في حضانتها الخاصة أو في الحضانة التابعة للكنيسة فيما بعد.
آلمني خبر رحيلك اليوم وأحزنني، وأعادني قرابة سنتين إلى الوراء، حيث زرتك سائلة أن تكتبي كلمة وداع في رحيل والدي. كانت زيارة قصيرة ووعدتك بأخرى ولم تسنح لي الظروف للأسف. كنت شغوفة مشتاقة لأن أسمع منك بعض الكلام عن ذكرياتك مع الوالد إذ كنتما زميليْ عمل في الروضة مدة اثنتي عشرة سنة، ورحت تكشفين لي بعضا من ذكرياتك ورسائل بخط الوالد وألبومات الصور وغيرها..
كنت ألقاك دائما في الكنيسة وكنت أكتفي بإلقاء التحية بعد القداس وأطمئِن نفسي أنك بخير، لكن بئس هذا المرض اللعين الذي يغافلنا ويهزّ كياننا، نواجهه بصبر متسلّحين ببصيص أمل وكثيرا ما يغدر بنا.
اليوم وبعد أن استدركت الحدث، وجدت نفسي أسارع إلى كتيّب الذكرى حيث كلماتك فأبكي وأتذكّر كلماتك "أنا لا أعرف الكتابة"، لكني أقول أن صدق كلماتك ومشاعرك كان عظيما مؤثرا.
اليوم ووفاء لك ولذكراك، أكتب كلماتي هذه في وداعك، فقد فقدت قريتنا معلمة وابنة بارّة للكنيسة تقيّة، لها أثرها الكبير في نفوس أجيال كثيرة كنت لهم "المعلمة الأولى" في حياتهم، وصورهم لا زالت محفوظة في ألبوماتك تشهد على وفائك واخلاصك لمهنتك ومحبّتك لطلابك.
نودّعك ونسأل الله أن يرحمك برحمته الواسعة ويسكنك إلى جواره حيث لا حزن ولا تنهّد.
اليوم أبواب السماوات تستقبلك مع لعازر القائم، فادخلي فرح ربّك مسرورة.
نتقدّم إليكم الإخوة أقاربنا وأفراد عائلاتكم الأحباء فردًا فردا، بأصدق التعازي ومشاعر المواساة سائلين لراحلتكم الكريمة الرحمة العظيمة وليكن ذكرها مؤبدا.
"طوبى لمن اخترته وقبلته يا رب ليسكن في ديارك إلى الأبد"