
















اهلا الفكر العلمي والثقافة التقدمية بقلم ليث رافع آل جعفر الفكر العلمي والثقافة التقدمية يدوران حول مواضيع رئيسية هي أهمية العقل والنهضة الغربية ، العصر فلسفياً مهماً بل ال يمكن وأما غير العلم من ميادين النشاط االنساني فليس أمرا رصده . إن شأن االنسان في ً محدوداً 2 إذا دخلت ساحة العلوم ألفينا صنوفا ياضيات بأنواعها كما أن هناك علوم الطبيعة ً مختلفة فهناك علوم الر ) الفيزياء ( وبين هذه وتلك مجموعة ثالثة يحتارون في تسميتها فأحيانا يطلقون عليها علوماً إنسانية . إن التفكير الرياضي أو الرياضة ) الرياضيات ( بأتم معانيها تشمل علوم الجبر والحساب والهندسة وما 3 ولم تعتمد في النهاية إال تلك السمات التي تثبت أنها تساعد على العلو ببناء المعرفة وزيادة قدرة االنسان نقيس به مدى من هذه الخصائص مقياسا علمية أي نوع من التفكير يقوم به االنسان ومن هذه السمات ً للرد على محجر إن السمة التراكمية التي يقسم بها العلم هي التي تقدم إلينا مفتاحا العقل العلمي ووصفه ً 4 فإن هذا وإذا كان العلم منظم تنظيما التنظيم هو على العالم الخارجي أيضاً . على أن التنظيم ال يبدو ً دقيقاً إذا اعتبرنا متالزمة التنظيم والتخطيط أمر وارد كلياً . لقد استطاع العلم ال خصوصا حديث بفضل العلماء ً المصادر :
العلمي الحديث وواقعنا االجتماعي كمال يتناوالن العوامل التي ساعدت وساهمت في تراجع الحضارات
وضرورة إيقاظ العقول وبناء مجتمع متين من خالل التخطيط القومي والتفكير العملي والعلمي والمنطقي
.
والتأكيد على أهمية العقل ودوره في النهضة والنهوض بالمجتمعات . إن العالقة بين الفكر العلمي
والثقافة التقدمية هي في استكشاف كيف يساهم الفكر العلمي في بناء ثقافة تقدمية تدفع بالمجتمعات إلى
األمام .
وبحث ا لمساهمة في تراجع الحضارات بدءا الحضارات ً من تحليل األسباب التي أدت إلى تراجع بعض
مثل األوهام والمعتقدات الموروثة وفقدان الثقة . إن التفكير العلمي والعملي يتركز في التأكيد على
أهمية التفكير القائم على األدلة والمنطق في حل المشكالت واتخاذ القرارات ألجل بناء جيل جديد مؤمن
بالعلم والتقدم ، والعودة إلى التاريخ في استلهام الدروس والعبر لبناء مستقبل أفضل .
يتضمن الفكر التقدمي أيضا من خالل التعمق في بعض المفاهيم الف ً
أمرا لسفية مثل الجدل ً
الهيكلي والوعي الذاتي والحرية ومفاهيمها . إن كل ذلك انطالقا ن الفكر العلمي ً الستكشاف العالقة بي
والثقافة التقدمية لبناء مجتمعات أكثر ازدهاراً وتقدما.
إن لإلنسان مجاالت مختلفة يتحرك بها بنشاطه الذهني فليس العلم أو التفكير بمنهج العلم هو مجاله
الوحيد بل ان له ميادين كثيرة أخرى ولكل ميدان منها موازينه الخاصة فإذا قلنا أن المنهج العلمي
يقتضي كذا وكذا من الشروط وقواعد السير فلسنا نعني إال مجال العلم وما يدور مداره .
حياته هو أن يكون هذا وهذا وذاك وذلك في حياة واحدة ومطالب أن يلتزم في كل ميدان .
اجتماعية
أخرى يسمونها علوماً
وأحيناً
إليها من علــوم أخرى هي منهج خطوات السير من الفروض األولى إلى النتائج التي تتولد من تلك
الفروض . أما المنهج التجريبي فهو ضرب من التفكير وهو محور العلوم الطبيعية وما يجري مجراها
تائج من الفروض ) أيا علمي ذو ً في هذا السير . إن استخالص الن كانت تلك الفروض ( يعتبر تفكير
أهمية بالغة في تاريخ االنسان العقلي وفي مواقفه العلمية في شتى الميادين . إن التفكير التجريبي حديث
الوالدة بالنسبة للتفكير الرياضي الضارب في القدم . إن كل ذلك يعتبر ويصنف في مفهوم فلسفة العلم .
إن التفكير العلمي تلخيص ما استطاع من المعاني والكيفية لتقصير نفسه على الجوانب الكمية وحدها إن
هذه القسمة انتهت بنا إلى تقسيم الصفات إلى نوعين : األولية والصفات الثانوية وهو تقسيم شائع في
عصر النهضة األوربية بين رجال العلم ورجال الفلسفة على حِد سواء ) والفلسفة في معظم حاالتها ان
هي اال فلسفة للعلم ( وذلك رغبة منهم في التفرقة الواضحة بين ما يصلح للتناول العلمي وما ال يصلح .
وإننا يجوز أن ننظر إلى ذلك التقسيم نفسه من ناحية موضوعية وذاتية فنجد أن الصفات األولية في
األشياء هي صفات موضوعية أي هي الصفات التي ترتهن بطريقة االدراك البشري لألشياء والظواهر
واما الصفات الثانوية فهي الصفات الذاتية التي إنما خلقها االدراك البشري خلقا عنده . بحكم تركيب ً من
الجهاز االدراكي عند االنسان .
لم يكتشف التفكير العلمي سمانه المميزة التي أتاحت له بلوغ نتائجه النظرية والتطبيقية الباهرة إال بعد
تطور طويل وبعد التغلب على عقبات كثيرة وخالل هذا التطور كان الناس يفكرون على أنحاء متباينة
إلى الحقيقة ، ولكن كثيرا طؤها فأسقطها ً يتصورون فيها أنها كلها تهديهم من أساليب التفكير اتضح خ
العقل البشري من حساباته .
على فهم نفسه والعالم المحيط به .
وهكذا يمكننا أن نستخلص مجموعة من الخصائص التي تقسم بها المعرفة العلمية أيا الميدان الذي ً كان
تنطبق عليه والتي تتميز بها تلك المعرفة عن سائر المظاهر للنشاط الفكري لإلنسان ونستطيع أن نتخذ
التراكمية . حقيقة أن العلم عبارة عن معرفة تراكمية ولفظ التراكمية هذه يصف الطريقة التي يتطور بها
ناء الذي يشيّد طابقا ابق مع فارق أساسي ً العلم والتي يعلو بها صرحه فالمعرفة العلمية أشبه بالب فوق ط
وهو أن سكان هذا البناء ينتقلون إلى الطابق األعلى . هذا المثال يعتبر طبيعياً ألي نشاط عقلي أو روحي
لإلنسان وبقليل من التفكير نقتنع أن األمر ليس كذلك بالنسبة إلى أنواع متعددة من هذا النشاط . إن كل
نظرية علمية جديدة تح ّل محل نظرية قديمة والوضع الذي يقبله العلماء في كل عصر هو الوضع الذي
يمثل حالة العلم في ذلك العصر بعينه ال في عصر سابق . إن صفة التراكمية تعتبر خاصية أساسية
للحقيقة العلمية . فهي نسبية فالحقيقة العلمية ال تكف عن التطور ومهما بدا في أي وقت أن العلم قد
وصل في موضوع مع معيّن إلى سرري نهائي مستقر فإن التطور سرعان ما يتجاوز هذا الرأي
ويستعين عنه برأي آخر . وهكذا بدا للناس أن فيزياء نيوتن هي فقط دون مميزها . إلى أن جاءت
فيزياء أينشتاين .
إن الحقيقة العلمية – في اطارها الخاص – تصدق على كل الظواهر وتفرض نفسها على كل عقل وبهذا
المعنى تكون مطلقة ال نسبية وبذلك يكون لدينا تعارض بين المفهوم النسبي والمفهوم المطلق للحقيقة .
بالنقصان . إن أهم صفة في التفكير العلمي هي التنظيم ، تنظيم الحقائق مع بعضها البعض أمر مهم
ّب على
وضروري للتعبير العلمي وبنفس الوقت إلثبات النظرية بالبرهان . فبالتنظيم نستطيع أن نتغل
الكثير من عاداتنا اليومية الشائعة .
سمة مقتصرة على العلم وحده . فكل نوع من أنواع التفكير الواعي الذي يهدف إلى تقديم تفسير للعلم
يتصف بنوع من التنظيم . بل أن األساطير ذاتها تحاول أن توجد نظاما الفوضى الظاهرة ً معيناً من وراء
في الكون ، إذن ففكرة إيجاد نظام في العالم هي فكرة تتردد في كل محاولة إليجاد تفسير للعالم ،
ثابتاً الرواد للعلم ومنهج فيه الرياضيات لغة العلم
والالحقون أن يضعوا منهجا ومرآة الحضارة . فالمنهج ً
العلمي يبدأ بمرحلة مالحظة منظمة للظواهر الطبيعية التي يراد بحثها ، ومن الجدير بالذكر أن
المالحظة الحسيّة المباشرة نادرا رحلة التجريب حيث ً ما تستخدم في العلم المعاصر لتأتي بعد المالحظة م
توضع الظواهر في ظروف مختبرية يمكن التحكم بها . وبعدها يستقي العلم بتلك القوانين الجزئية
المتعددة والتي تم الوصول إليها في المرحلة التجريبية وفي كثير من الحاالت بعد أن يصل العلم إلى
النظرية العامة فإنه يلجأ إلى االستنباط العقلي ومن أمثلة ذلك عندما وضع أينشتاين النظرية النسبية بناء
على مالحظات وتجارب جزئية قام بها العلماء قبله استخلص النتائج المترتبة عليها بطريقة االستنباط
العقلي . وبالفعل ثبت بنجاح نظريته في تجربة الكسوف الشمسي عام .1916
عوامل أخرى يتسم بها التفكير العلمي وهي البحث عن األسباب ، والدقة والتجويد.
1 . أسس التفكير العلمي – د . زكي نجيب محمود – 1977 - دار المعارف – مصر
2 . التفكير العلمي – د . فؤاد زكريا – سلسلة عالم المعرفة – الكويت .
3 . مرفأ قراء زكي نجيب محمود – إيهاب الحالج 2022 .